الشعر العربي
الشعر العربي من أنواع الأدب العربي الذي اشتهر به أبناء العرب قديمًا كوسيلة للتعبير عن العواطف بمختلف أشكالها، ينظمون الأبيات الشعرية المؤلفة من الكلمات المتناسقة والمنسابة، ولا بد من التفرقة بأن التعبير عن العواطف والانفعالات يختص بها الشعر، أما النثر فإنه مسؤول عن التعبير عن الأفكار، ومن الجديرِ بالذكرِ أن الشعر قد وُلِدَ من رحم لغة الضاد، ويمتاز تأقلمه مع كل التطورات التي تطرأ على الحضارات وتمتاز بها، وينقسم الشعر العربي إلى عدةِ أقسام منها الشعر الملحمي، الشعر المسرحي، الشعر التعليمي، الشعر الغنائي، بينما مر الشعر في عدةِ عصور منها العصر الجاهلي ثم الإسلامي والأموي والعباسي والعثماني ثم العهد الحديث، وقد برزت نخبة من الشعراء الذين قدموا عجائب الشعر العربي منهم المتنبي والحلاج والأصمعي وغيرهم الكثير، وفي هذا المقال سيتم التعرف على عجائب الشعر العربي ومعنى كل من الأبيات التي أثارت إعجاب ودهشة القراء على مر التاريخ.
عجائب الشعر العربي
أبدع العرب منذ فجر التاريخ بكتابةِ الشعر العربي؛ فقد تناقلت بطون الكتب العديد من عجائب الشعر العربي منها:
- أبيات المتنبي عندما قال:
حلموا فما ساءَت لهم شيم **** سمحوا فما شحّت لهم مننُ
سلموا فلا زلّت لهم قدمُ **** رشدوا فلا ضلّت لهم سننُ
في هذه الأبيات مزجُ ما بين المدح والهجاء؛ إذا استهل القارئ القراءة بدءًا من اليمين إلى الشمال؛ كانت أبيات مدح، أما إذ فضل القراءة من اليسار إلى اليمين فتصبح أبيات هجاء، وتصبح على النحو أدناه:
مننٌ لهم شحّت فما سمحوا **** شيمٌ لهم ساءَت فما حلموا
سننٌ لهم ضلّت فلا رشدوا **** قدمٌ لهم زلّت فلا سلموا
- قصيدة المدح لأمير مخزوم نوفل بن دارم، وقد قال الشاعر فيها:
إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم
عند قراءة هذه الأبيات والاكتفاء بالشطر الأول من كل بيت فإن المدح سيتحول إلى هجاء وذم، وتكون على النحو التالي:
إذا أتيت نوفل بن دارم **** وجدتــه أظلـم كل ظـــالم
وأبخل الأعراب والأعاجم **** لا يستحي من لوم كل لائم
ولا يراعي جانب المكارم **** يقرع من يأتيه سن النادم
- من عجائب الشعر العربي أيضًا الأبيات الشعرية التي تُقرأ من كل اتجاه، ومنها قول الإمام علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه-
عند الرغبة بقراءة البيت معكوسًا؛ فإن النتيجة ستكون على النحو الآتي:
مودته تدوم لكل هول … وهل كل مودته تدوم
- كما قدم المتنبي أيضًا عددًا من الأبيات الشعرية الغريبة المدرجة ضمن عجائب الشعر العربي، منها:
هذه الأبيات جاءت للتعبير عن إحاطة الألم بالمتنبي غير مألوف بالنسبة له، وقد حل وقت الشفاء من الخالق عز وجل، ويتشابه هذا الكلام تمامًا من حيث الجوهر مع أبيات الشاعر العباسي الحلاج حين قال:
يا مُسكّني وسَكَني وسَكِينتي وساكنتي وسكوني وسكوتي
وسِكّتي وسَكْرتي وسُكّرتي وسرّي وسريرتي وسريري وسروري
- من عجائب الشعر العربي أيضًا القصيدة الأصعب في اللغة العربية التي نظمها الأصمعي، وتعرف باسم صوت صفير البلبل، وقد قال فيها:
وأنت يا سيد لي.. وسيدي ومولى لي
فقال لا لا لا لا لا.. وقد غدا مهرولِ
والخوذ مالت طرباً.. من فعل هذا الرجلِ
فولولت وولولت.. ولي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولي.. وبيني اللؤلؤ لي
والعود دندن دنا لي.. والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب.. طب طبطب طبطب لي
والسقف سق سق سق لي.. والرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشاهش.. على ورق سفرجلِ
ولو تراني راكباً.. على حمار أهزلِ
يمشي على ثلاثة.. كمشية العرنجلِ
والكل كعكع كعِكَع.. خلفي ومـــن حويللي