علم سويسرا
سويسرا هي محايدة مشهورة بالعديد من المجالات المختلفة. يُعرف علم سويسرا بمربع أحمر يتوسطه صليب باللون الأبيض، ويسمى هذا الصليب بالصليب السويسري لأنه لا يكون مثل الصليب العادي وإنما أقرب لرمز الزائد (+)، بحيث تكون نسبة الطول إلى العرض 6:7. أما نسبة حجم الصليب بالنسبة للحقل الأحمر 8:5. وتم وضع الشكل الحالي للعلم السويسري سنة 1889. وسبب اختيار العلم بهذا الشكل يعود للتاريخ القديم، فالصليب الأبيض كان رمزاً للتضحية يتم وضعه على لباس الجنود بقماش الكتان خلال فترة الكنفدرالية السويسرية أواخر القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر.
في سنة 1815 وخلال أيام المائة استخدم الشعار من قِبل الجنرال نيكولاس باخمان لتمييز شعار النبالة الفيدرالي لاستعادة سلطة الكنفدرالية. ومع مرور الوقت تعزز لدى الأجيال المتعاقبة أن هذا الشعار يُعد رمزاً للتضحية والفداء والنصر. أما حالياً فأصبح علم سويسرا يُمثل رمزاً للسلام والديمقراطية والحرية والإخلاص. كما ويعتقد أن العلم السويسري يدل على دماء المسيحيين الذين ضحوا من أجل سويسرا. ويعتبر علم سويسرا هو العلم مربع الشكل الوحيد بالعالم بالإضافة لعلم . هذا لا يعني أنه دائماً يكون مربع، حيثُ أنه في بعض الحلات يمكن استخدام الشكل المستطيل للعلم، على سبيل المثال اللجنة الأولمبية الدولية قررت استخدام الشكل المستطيل من علم سويسرا لتكون جميع رايات البلدان متكافئة بالشكل، وكذلك في البواخر التي تجوب المحيطات ليتناسق شكل العلم مع المعايير الدولية. سويسرا بالعربي: علمٌ سويسري مُستطيل الشكل .. استثناءٌ لا يُخالف القاعدة!
عاصمة سويسرا
عاصمة سويسرا الرسمية هي برن، وكما يحلو لبعض السويسريين تسميتها العاصمة الفدرالية. رغم أن برن هي العاصمة إلا أنها ليست أكبر المدن في سويسرا، حيثُ تأتي بالمركز الخامس من حيث المساحة وعدد السكان بعد زيورخ وجنيف وبازل ولوزان. ويبلغ عدد سكان العاصمة السويسرية برن 140 ألف نسمة حسب احصائيات سنة 2019، ويتكلم أغلب سكانها اللغة الألمانية مع القدرة على التكلم بالانجليزية.
توجد العاصمة فوق الهضبة السويسرية الكبرى وسط سويسرا، يقطعها نهران تشكلا خلال العصور الجليدية هما نهر غورتن ونهر بانتيجر، ويصل ارتفاع برن إلى 947 متر فوق مستوى سطح البحر، لكن أراضيها غير متساوية بالارتفاع. وتبلغ مساحة برن 52 كيلومتراً مربعاً، 33% من هذه المساحة تشغلها الغابات، و19% مستغلة كأراضي زراعية، أما الأراضي المدنية من مباني ومصانع وطرق فتشكل 45% من مساحة الأرض، وما تبقى من الأراضي مكونة من أنهار وبحيرات.
موقع سويسرا
تقع سويسرا في غرب وسط القارة الأوروبية، وتعبر قسمها الجنوبي وتشكل 60% من مساحة أراضيها. لذلك تزخر سويسرا بتنوع كبير في طبيعتها حيثُ الغابات والأنهار والجبال والسهول والأودية، كل هذه الميزات تجعل سويسرا من أفضل بالعالم. رغم تنوع أراضيها إلا أن مساحتها تبلغ 41 ألف كيلومتراً مربعاً فقط، وعدد سكانها 8.5 مليون نسمة. تتركز الكثافة السكانية في النصف الشمالي من سويسرا، بسبب الطبيعة الجبلية لجنوب سويسرا. وتتوزع التضاريس الرئيسية في سويسرا في ثلاث مناطق: جبال الألب في الجنوب، وجبال جورا في الغرب، والهضبة السويسرية في وسط سويسرا. ولأن الطبيعة الجبلية طاغية في سويسرا تحتل الأنهار الجليدية جزءً من طبيعة المكان، فيعبر البلاد أنهاراً مختلفة مثل نهر الراين، ونهر إن، ونهر تسين، ونهر الرون، والتي تتدفق في جميع الاتجاهات مخترقة الحدود باتجاه الدول المحيطة. والأنهار بدورها تساعد على تكون البحيرات الكبيرة في سويسرا مثل بحيرة جنيف، وبحيرة ماجيوري، وبحيرة كونستانس، كما ويوجد 1500 بحيرة أخرى في مختلف مناطق سويسرا. هذه الأنهار والبحيرات تجعل سويسرا تملك 6% من مخزون المياه العذبة في قارة أوروبا. Discover Switzerland
الحدود السويسرية
تتموقع سويسرا بين ؛ ما يجعل حدودها بريّة ولا تحتوي على أي منافذٍ بحريّة (دولة غير ساحلية). فمن الشمال تحدها ألمانيا وجزءً من الحدود الفرنسية، ومن الغرب جميع حدودها مع فرنسا، ومن الجنوب إيطاليا، ومن الشرق ليختنشتاين والنمسا وإيطاليا. من خلال الحدود يمكن العبور إلى جميع الدول الخمسة المجاورة عبر أكثر من 140 معبر حدودي. أما في داخل سويسرا تقسم إدارياً إلى 26 كانتوناً (محافظة)، بينهم اتحاد فدرالي حسب الدستور السويسري الحديث.
أهم محطات تاريخ سويسرا
يعتبر السويسريون أن الميثاق الاتحادي الفدرالي الذي صدر في الأول من أغسطس عام 1291 ميلادياً بمثابة يوم وطني يعبر فيه السويسريون عن استقلالهم. بقي هذا الميثاق حبراً على ورق حتى انتصار الاتحاديون على عائلة هابسبورغ النمساوية في حرب شفابن عام 1499، وبعدها أصبح الفدراليون يحكمون منطقة سويسرا بدلاً من الامبراطورية الرومانية. اعترف بسويسرا ككيان اتحاديّ سويسري سنة 1648 بعد توقيع معاهدة سلام وستفاليا. وفي عام 1803 حدثت اضطرابات وانقلابات عديدة في الجمهورية الهلفيتية التي كانت تضم سويسرا بأمر من نابليون، هذه الاضطرابات دفعت نابليون للتخلي عن الجمهورية الهلفيتية وإعادة كاتونات سويسرا إلى استقلالها، وخلال هذه المرحلة تم وضع المبادئ السياسية الحديثة للنظام السويسري الحالي القائم على الحياد. وبعد انتهاء الحروب التي أقامها نابليون سنة 1815، بدأت الدول الأوروبية المختلفة ومن بينها روسيا الاعتراف باستقلال كاتونات سويسرا، لموقعها الاستراتيجي المشرف على أهم طرق جبال الألب. كان ذلك دافعاً للدول الأوروبية التوقيع على معاهدة فيينا التي تضّمن حياد سويسرا للأبد.
أخيراً تشكل دستورٌ ليبرالي جديد في سويسرا بعد انتهاء الحرب الأهلية عام 1848، لتتشكل سويسرا الحديثة تتحد فيها الكنتونات معاً في دولة فدرالية بدلاً من اتحاد دويلات صغيرة. بعد نشوء الديمقراطية الحديثة انهار نظام ايشر أو نظام حكم الطبقة الثرية للشعب في عام 1874، ومعها ازدهرت السياحة وبدأ شق الطرق الحديثة والأنفاق. تبع كل ذلك العديد من الثورات والاحتجاجات والحركات السياسية التي حسنت من الدستور ودفعت سويسرا للنأي بنفسها عن المشاركة بالحركة النازية التي انطلقت في ألمانيا.