علماء الفيزياء المسلمين
شهدت الدولة الإسلامية منذ نشأتها اهتماماً بالغاً بالمجال العلمي، فمنذ عهد الكريم _عليه الصلاة والسلام_ وظهر الاهتمام بمجالات الأدب والشعر والبلاغة والنحو والحديث، ثم تلا ذلك اهتمام بشتى العلوم في عصور الخلفاء اللاحقين، وزاد الاهتمام وبلغ أقصى درجاته في عصر ، وخاصة في عصر الرشيد وأبناءه، فكانت لتك الفترة العصر الذهبي للعلوم في الدولة الإسلامية، وتنعكس نتيجة الاهتمام بصورة جلية في إسهامات العلماء المسلمين وإنجازاتهم في مختلف المجالات.
أشهر علماء الفيزياء المسلمين
اشتهر علماء المسلمين بتوسعهم في كافة المجالات العلمية، فكان العالم الواحد يهتم بمجالين أو أكثر، ويبرع فيه لدرجة الوصول لنظريات وحقائق جديدة، بل كان بعضهم يقدم ابتكارات واختراعات جديدة، وانتهج معظم العلماء المنهج التجريبي في العلوم، حتى تكون نظرياتهم قائمة على حقائق مثبته، وليست مجرد وجهات نظر، وقد استخدم المنهج التجريبي بصورة كبيرة في مجالي الفيزياء والبصريات، وقد ارتبط المجالان ببعضهما بصورة كبيرة.
ابن الهيثم
هو الحسن بن الحسن بن الهيثم من أشهر علماء المسلمين في والبصريات والطب، فهو من العلماء الموسوعيين الذين اشتهروا بكثرة معارفهم، وولد بن الهيثم بالبصرة سنة 354هـ -965م؛ وتوفي بالقاهرة سنة 430هـ -1040م، وهناك خلاف على كونه عربياً أم فارسياً، إلا أن الأرجح أنه كان عربياً،الدكتور مصطفى النشار، تاريخ العلوم عند العرب، مكتبة المسيرة، عمان الأردن، ص651 قضى حياته في طلب العلم؛ وإثراء العلم، فله إسهامات في والصيدلة والفيزياء والفلك والهندسة، أما أبرز إسهاماته ففي علم البصريات، فلم يكتفِ بدارسة علم البصريات والتوصل لنظريات جديدة، بل أضاف تعديلات لنظريات علماء سابقين مثل أرسطو وإقليدس، ومن أهم إسهاماته في مجال الفيزياء والبصريات ما يلي:
- صحح نظريات قديمة فيما يخص مصدر الرؤية، فأثبت أن الضوء يصل للعين عن طريق الأجسام التي يسقط عليها، وكان ذلك مقدمة للمبادئ التي قام عليها اختراع الكاميرا الفوتوغرافية.
- ألف كتاب المناظر، الذي شمل الكثير من النظريات المتعلقة بكيفية الرؤية وسقوط الضوء، وأورد بكتابه معادلة من الدرجة الرابعة، والتي تشرح كيفية انعكاس الضوء إذا ما سقط على المرايا الكروية.
- كان بن الهيثم مع العلماء السباقين في مجال الفيزياء التجريبية، فكان يضع نظرياته بناءً على نتائج التجارب والرصد.
- ألف كتاب ميزان الحكمة، والذي جمع فيه نظريات حول الميكانيكا السماوية، والفيزياء الفلكية.
هو أبو الريحان محمد بن أحمد البَيْرُوني عالم موسوعي، له الكثير من الإسهامات في مجال الجغرافيا والفلك والفيزياء و والصيدلة، وقد ولد البيروني سنة 362هـ -973م؛ وتوفي سنة 440 ه، -1048م،موسوعة علماء العرب والمسلمين. د.محمد فارس ويعد البيروني من أعظم علماء المسلمين، وكانت معظم نظرياته في مجالي الفلك والفيزياء، ومن أهم تلك النظريات ما يلي:
- أول من وضع نظرية تثبت دوران الأرض حول محورها.
- ساهم في تحديد الخطوط الطولية والدوائر العرضية للأرض.
- حدد الفرق بين سرعة الضوء وبين سرعة الصوت.
- من مؤلفاته “الجماهر في معرفة الجواهر”، وفيه يوضح أوزان بعض الفلزات والأحجار الكريمة، فالبيروني أول من أدخل الوزن النوعي، وذكر في كتابه الكثير من الأحجار الكريمة والمعادن.
- أوجد البيروني لمجموعة من المعادن الأوزان النسبية الخاصة بها، مثل معدن الحديد والزمرد، والزئبق، واللؤلؤ، والبلور الصخري، والتي جاءت شبه مطابقة للأوزان النسبة الحديثة لتلك المعادن.مجلة المؤرخ العربي في العراق العدد الأول ص 10
هو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، وهو عالم وطبيب وفيلسوف، ولد بقرية “أفشنة” الواقعة بالقرب من إقليم بخاري سنة 37هـ -980م؛ وتوفي في همدان سنة 427هـ -1037م، وقد أطلق عليه علماء أوروبا الشيخ الرئيس، ويعد بن سينا أحد العلماء الأكثر شهرة في التاريخ، بفضل ما قدمه من إسهامات عديدة وخاصة في الطب، فقد كان كتابه “القانون في الطب” من أهم مراجع الجامعات الأوروبية لما يقارب من 700 عاماً.
أما في مجال الفيزياء فله نظرية شهيرة في سكون وتحرك الأجسام، نُسبت فيما بعد لإسحاق نيوتن،قوانين الحركة والجاذبية اكتشاف نيوتن أم المسلمين بقلم د. راغب السرجاني | موقع قصة الإسلام – إشراف د/ راغب السرجاني وهي أن الجسم الساكن أو المتحرك يبقى على حالته ما لم يؤثر عليه عامل خارجي، ومن مؤلفاته كتاب “الشفاء” والذي يعد موسوعة شامله، فورد به نظريات وتوضيحات في علوم مختلفة منها والرياضيات والفيزياء والمنطق.
علماء الفيزياء في العصر الحديث
لم تتوقف رغبة المسلمين يوماً عن البحث والاستكشاف، فإذا كانت العصور الإسلامية الأولى زخرت بالعديد من العلماء في مختلف المجالات، فإن العصر الحديث يعج بألاف العلماء المسلمين في مختلف المجالات، منهم من كان له بصمة وتأثير على مسار العلم في العالم أجمع، أما في تخصص الفيزياء فإن أبرز العلماء المسلمين الذي كان لهم نظريات وإسهامات عديدة؛ عالم الفيزياء النظرية مصطفى علي مشرفة، وعالمة الذرة سميرة موسى.
مصطفى مشرفة
وهو علي مصطفى مشرفة العالم المصري، ولد في مدينة دمياط سنة 1898م؛ وتوفي سنة 1950م، حصل على دجاته العملية من جامعة لندن، وأصبح أستاذاً بقسم الرياضيات في مدرسة المعلمين، ثم عميداً لكلية العلوم، له الكثير من المؤلفات في الميكانيكا والهندسة والذرة، ومن مؤلفاته في الفيزياء كتاب “النظرية النسبية الخاصة”، والذي تناولها قبله ألبرت آينشتاين، فكان يناقش ويحلل ويناظر النظرية السابقة، ولذلك اشتهر بآينشتاين العرب.
سميرة موسى
عالمة الذرة المصرية سميرة موسى، ولدت في الغربية سنة 1917م؛ وتوفيت في كاليفورنيا سنة 1952م عن عمر 35 سنة، وقد اشتبه في حادثة وفاتها، فهناك أراء ترى حادثة وفاتها اغتيال؛ منعاً لوصول نظرياتها في المجال النووي للعالم العربي،المصري اليوم نسخة محفوظة 25 مارس 2012 على موقع واي باك مشين. فقد كان لها نظريات عديدة في مجال الذرة وحول كيفية استخدامها في مكافحة السرطان، وكيفية استغلالها في خدمة المجال الطبي، وفي الفيزياء توصلت سميرة موسى إلى معادلة من خلالها يمكن تفتيت الرخيصة لصناعة القنبلة الذرية، بدلاً من الاعتماد على اليورانيوم، ولكن توفيت قبل تطبيقها عملياً.