علم الكيمياء
كلمة كيمياء مشتقة من الكم والكمية، و هو من العلوم التي كان العرب المسلمون أول من عمل فيها وأسسها كعلم مستقل، فلم يرد هذا العلم لدى أي حضارة قبل ، وقد استُخدم علم الكيمياء لدراسة التغيرات التي تطرأ على المادة، ويتم من خلاله تحديد خواص المادة وتركيبها وتفاعلاتها مع المواد الأخرى.
لطالما كان علم الكيمياء مجرد شائعة لدى العديد من الحضارات، ولكنه لم يكن علمًا بحد ذاته، لأنه جاءً بناء على فرضيات اعتمدت على تحويل المواد إلى مواد أخرى ثمينة، وعندما جاء العلماء المسلمون بدأوا بالتجربة لمعرفة مدى صحة الفرضيات التي تحدث عنها الفلاسفة السابقون، وقد كان جابر بن حيان أول عالم يبدأ بالتجارب الكيميائية، ولهذا لُقب بـ “أبو الكيمياء”.
علماء الكيمياء العرب
جابر بن حيان
يُعتبر من عباقرة القرن التاسع، فقد برع في علم الكيمياء، وأُطلق عليه لقب “” وأصبحت كتبه في القرن الرابع عشر من أهم مصادر الكيمياء حتى هذا العصر، ومن إنجازاته اكتشاف أن الزئبق والكبريت من العناصر المستقلة عن العناصر التي قامت عليها فكرة الكيمياء، كما أن له إسهامات في ابتكار عدد من الأدوات التي تُستخدم للتقطير والتبخير.
بلغ عدد إسهاماته في الكيمياء ما يُقارب 3000 إنجازاً، وكانت جميعها محفوظة على شكل مخطوطات، كما شملت إسهاماته مجالات أخرى غير الكيمياء، منها الموسيقى، والأحياء، والطب، والهندسة، وما وراء الطبيعة والمنطق وكذلك علم الفلك.
محمد بن لاجين بن عبد الله
الملقب بالرماح، كان مهتمًا اهتمامًا كبيرًا بالفروسية وفنون القتال، وقد درس وكان مطلعًا على كتب العلماء الذين سبقوه، ولأنه مهتم بفنون القتال فقد ركز اهتمامه على دراسة التفاعلات الكيميائية التي يُمكن من خلالها صناعة مواد متفجرة.
ألف كتاب الرماح الذي ذكر فيه تفاصيل صُنع الرُمح، كما أنه أول من ابتكر مادة البارود لاستخدامها في المدافع، وقد حدد نسب عناصر البارود بدقة، وهذه العناصر هي البوتاسيوم، والفحم، والكبريت، والصوديوم.
الكندي
هو أبو يوسف بن اسحاق الكندي، ، اشتُهر بكونه فيلسوفًا متجولًا، كما نشر الفلسفة اليونانية والهلنستية في بلاد العرب، وله إسهامات كثيرة في الطب، والرياضيات، و، والمنطق، إلى جانب الكيمياء.
واستطاع إثبات أن المعادن الثمينة لا يُمكن صُنعها من المعادة الخسيسة، وفي هذا الصدد كتب رسالة سُميت “كتاب في إبطال دعوى من يدعى صنعة الذهب والفضة”، بالإضافة لذلك فقد كان من مؤسسي صناعة العطور إلى جانب جابر بن حيان، ومزج النباتات لاستخراج الزيوت الطبيعية منها.
أبو بكر الرازي
وهو من أشهر الأطباء العرب، برع في الطب وله العديد من الرسائل في مجال الأمراض، وكان من أوائل من قاموا بالبحوث الطبية، بالإضافة لذلك فإن له إسهامات مهمة في وهي تقسيم المواد التي كانت معروفة في زمانه إلى أربعة أنواع وهي المواد الحيوانية، والمعدنية، والنباتية، والمشتقة.
إلى جانب تقسيم المعادن إلى أنواع بحسب خصائصها، فهو أول من ذكر حامض الكبريتيك الذي كان معروفًا باسم زيت الزاج، الذي قام بتحضيره لاحقًا جابر بن حيّان. استطاع الرازي استخلاص الكحول من خلال عملية تقطير النشويات والسكريات المختمرة، وهذا ما أفاد علم الصيدلية في عصره لصنع الأدوية.
أبو منصور الموفق
، ويُعتبر مؤسس الكيمياء الصناعية، ويُنسب له الدور الأبرز في مجال صناعة الأدوية، إذ حضّر مادة من الجير لاستخدامها في تنظيف البشرة من الشعر، وقد اكتشف مادة كبريتات الكالسيوم التي استُخدمت لمعالجة كسور العظام، والأسنان أيضًا.
أبو الريحان البيروني
هو عالم مسلم من علماء العصر الذهبي، أبدع في الكيمياء إلى جانب العديد من العلوم الأخرى مثل الفيزياء، والتاريخ، والرياضيات وغيرها، من أهم إنجازاته تحديد أوزان المعادن في الهواء، والتي تم تأكيدها لاحقًا في عصرنا الحالي. من إنجازاه أيضًا تحضير مادة كربونات الرصاص، وصناعة الفولاذ وقد ألف كتابً “الجماهر في معرفة الجواهر” وهو من أهم كتب الكيمياء التي اعتُمدت في العصور اللاحقة.
أبو اسماعيل الطغرائي
اشتُهر في القرن الخامس الهجري، وقد حاول وبذل الكثير من الجهد، والأموال لتحويل الفلزات الزهيدة، إلى أخرى ثمينة، مثل تحويل النحاس إلى ذهب، والرصاص إلى فضة، إلا أنه لم ينجح في ذلك، وقد ألف كتاب “جامع الأسرار” وغيرها من الكتب.
الدكتور أحمد زويل
عالم مصري فاز بجائزة نوبل عام 1999، وذلك عن إنجازاته في علم الذرة وتصوير التفاعلات الكيميائية المختلفة تصويرًا دقيقًا، وهذا بعد اختراعه لكاميرات خاصة تعمل بسرعة الفيمتو، والفيمتو هي أصغر وحدة زمنية في الثانية الواحدة، وكان لهذا الإنجاز دور كبير في تصوير التفاعلات الكيميائية في مجالات الفيزياء والأحياء أيضًا.
للدكتور زويل العديد من الإنجازات حيث يبلغ عدد أبحاثه ما يقارب 600 بحث علمي، إلى جانب 16 كتابًا، ومن أهم إنجازاته أيضًا الأبحاث التي ساهمت وبشكل كبير في تطوير استخدامات أشعة الليزر.
الدكتور صالح الوكيل
هو من أبرز علماء الكيمياء في القرن العشرين، ويُعتبر من مؤسسي علم الأحياء الجزيئية، إذ تمكن من ربط الفيزياء والكيمياء الحيوية ببعضهما، ومن أهم إسهاماته اكتشاف عملية الاستقلاب، ولهذا فقد أٌطلق عليه لقب آينشتاين العرب.
بعد حصوله على البكالوريوس في الطب في الجامعة الأمريكية في بيروت، سافر الدكتور صالح إلى الولايات المتحدة، وبدأ بدراسة عملية الأكسدة، وظل في هذا المجال إلى أن اكتشف أن آلية تركيب الأحماض الدهنية تختلف اختلافًا كليًا عن عملية الأكسدة مما جعله يكتشف الاستقلاب، وفي سبعينيات القرن الماشي أصبح مديرًا لمركز الكيمياء الحيوية في كلية بايلور في هيوستن.