عيد الفطر

ما عيد الفطر؟

عيد الفطر مناسبةٌ دينية سنوية يحتفل بها المسلمون في الفاتح من من كلّ عام، وقد سُميّ عيدًا لعودِه وتكرّرِه، وقيل لأنّه يعود كلّ عام بفرحٍ مُجدَّد، وقيل تفاؤلًا بعوده على من أدركه؛ وهو عيد “الفطر” لأنّ المسلمين يفطرون فيه بعد الكريم، فهو مثوبةٌ من الله تعالى لعباده المؤمنين على حسن صيامهم وقيامهم، وهو ثمرةُ صبرهم على مشقّة الامتناع عن الأكل والشّرب وباقي المفطرات شهرًا كاملًا؛ فتجد المسلمين في أقطار العالم يستقبلون هذا العيد بلهفةٍ وسرور في جوّ احتفالي بهيج.

الحكمة من عيد الفطر

تتميّز أعياد المسلمين بأنّها تحمل بُعدًا روحيًّا، وبأنّها مناسبةٌ لتقريبهم من الله تعالى وتعظيم ذكره، واستذكار فضائله، وحمده على نعمة صوم رمضان وبلوغ العيد، واستحضار معاني الرّحمة والتآزر والتسامح، وتحقيق صلة الرحم وزيارة الأصدقاء لتوطيد علاقات المحبّة والتآخي، وتمتين النسيج الاجتماعي بالتّزاوُر والتغافر وترك الحقد والحسد، كما يجب الحرص على الإحسان للمحتاجين وإكرامهم بما يكفي حوائجهم وإسعادهم على قدر المستطاع.

آداب عيد الفطر وسُننه

وهو من السنن المشهورة لعيد الفطر، وتكون صيغته: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد”؛ وقد قال الشافعي في المختصر: “وما زاد من ذكر الله فحسن. وقال أيضًا: أحب أن تكون زيادته الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرةً وأصيلًا ،لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر”.
وهذا التكبير ليس مُتعلّقًا بإقامة الصلاة؛ بل هو مستحبّ في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق، ويبدأ مع غروب شمس ليلة العيد وينتهي بخروج الإمام إلى مُصلّى العيد للصلاة، وذلك لقوله تعالى “وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” (سورة البقرة: 185).

قد يهمك هذا المقال:   طريقة رمي الجمرات

الغُسل ولبس الجميل من الثوب

ينبغي للمسلم الغسل والتطيّب ولبس الجميل من الثياب، لقول أنس رضي الله عنه: “أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيّب بأجود ما نجد”؛ “وكان رسول الله يلبس بُردة حَبِرة في كلّ عيد”.

الإفطار قبل الصلاة

من سنن هذا اليوم المبارك أن يفطر المسلم قبل الخروج إلى الصلاة، فقد جاء في أنّ أنس بن مالك قال: “كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتّى يأكل تمرات ويأكلهنّ وترًا”.

الخروج إلى المصلّى

ورد في السنة النبوية أمرُ رسولِ الله النّاسَ أن يصطحبوا إلى أطفالهم ونساءهم حتّى من كانت منهنّ حائضًا أو نفساء، فقد جاء عن أم عطية رضي الله عنها أنّها قالت: “أُمـرنا أن نخـرج العواتـق والحيّـض في العيـدين يشهـدان الخيـر ودعـوة المسلميـن، ويعتـزل الحُيّـض المصلـى” .

إظهار الفرح

من سنن العيد أن يُظهر المسلم فرحه بهذه المناسبة الجليلة، وأن يجتهد في إدخال السرور على أهل بيته بشراء الهدايا لأفراد العائلة وإسعاد بالألعاب والحلوى بما يقدر عليه جيب المسلم.

التهنئة

من آداب عيد الفطر أن يبتدر المسلمُ أخاه المسلمَ بالتهنئة، فيقول: “تقبّل الله منّا ومنكم”.

مخالفة الطريق

من آداب يوم العيد أن يخرج المسلم لأداء صلاة العيد من طريقٍ، وأن يعود لداره من طريق أخرى، فهكذا كان يفعل رسول الله؛ قال جابر بن عبد الله: “كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا كان يوم عيدٍ خالف الطريق”؛ ولعلّ الحكمة من هذا تتجلّى في لقاء المسلم بعدد أكبر من أصحابه ومعارفه ممّا يتيح له تهنئتهم بهذا اليوم الجليل.

صلاة العيد

صلاة سنّة مؤكّدة كالواجب، فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وواظب عليها وأَمَر بها، وأخرج لها النّساء والصّبيان، وهي من الشعائر الدينية التي أتى بها الإسلام، ومظهرٌ من مظاهر الإيمان والتقوى.
يُقدّر وقتها من ارتفاع الشمس قيد رمحٍ إلى الزّوال، ويُفضّل أن تُؤخّر ليتمكّن الناس من إخراج صدقاتهم، وهذا ما كان يفعله رسول الله؛ قال جندب رضي الله عنه: “كان النّبي صلى الله عليه وسلّم يصلّي بنا الفطر والشمسُ على قيد رمحين، والأضحى على قيد رمح”.

قد يهمك هذا المقال:   حكم التدخين

صفة صلاة العيد

صفة صلاة العيد هي أن يخرج الناس إلى المصلّى وهم يُكبّرون، حتى إذا ارتفعت الشمس بعض أمتار، قام الإمام فصلّى -بِلا أذان ولا إقامة- ركعتين يُكبّر في أولاهما سبعًا بتكبيرة الإحرام، والناس يكبّرون من خلفه بتكبيره، ويقرأ “الفاتحة” وسورة “الأعلى” جهرًا، ويكبّر في الثانية ستًّا بتكبيرة الإحرام، ويقرأ “الفاتحة” وسورة “الغاشية” أو بسورة “الشمس”، فإذا سلّم، قام فخطب في الناس خطبة، يجلس في أثنائها جلسة خفيفة فيعظ فيها ويذكّر، يفتتحها بحمد الله والثناء عليه ويُخلّلها بالتكبير، ويحثّ فيها الناس على زكاة الفطر ويبيّن بعض أحكامها. وإذا فرغ انصرف إذ لا سنّة بعد صلاة العيد ولا قبلها. أمّا من فاتته صلاة العيد فإنّ له أن يصلّيها أربع ركعات، وأمّا من أدرك منها شيئًا مع الإمام ولو التشهد، فإنّه يقوم بعد سلام الإمام فيُصلّيها ركعتين كما فاتته سواء بسواء.

زكاة الفطر

زكاة الفطر واجبة على كلّ مسلم، وتمتاز عن الأنواع الأخرى بأنّها متعلّقة بالذّمة لا بالأموال، فقد فُرضت لتطهير نفوس الصائمين وليس لتطهير الأموال كما في زكاة المال، ومقدارها صاعٌ من غالب قوت أهل البلد من شعير أو تمر أو زبيب أو أرز أو غير ذلك، وقد ورد في الحديث الصحيح قول رسول الله صلى عليه وسلّم: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلّم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين، من أدّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *