فروض الوضوء

الصلاة في الإسلام

فرض الله تعالى على جميع المسلمين والمسلمات البالغين العاقلين فريضة الصلاة وجعلها عمود الدين والصلة الأولى والأهم بين العبد وربه، وجعل تاركها كالكافر الذي لا يؤمن بوجود الله أو كالفاسق المطرود من رحمة الله، وذلك بإجماع المذاهب، كما أنها من أعظم العظم العبادات عند الله لذا كانت الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، والصلاة الصحيحة مقرونة بالطهارة والوضوء فلا صلاة لمن لم يتوضأ لها، حيث أن الطهارة الشرط الأول لصحة الصلاة، وتشمل طهارة البدن من الحدثين الأكبر والأصغر بالوضوء أو الإغتسال، بالإضافة إلى طهارة المكان الذي يصلى فيه وطهارة الثياب، وللوضوء مجموعة من الضوابط التي ينبغي على المسلمين جميعًا التقيد بها كما وردت في القرآن والسنة النبوية المأخوذة عن حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابة الكرام، فالوضوء له شروط وأحكام وواجبات ونواقض وفروض، وفي هذا المقال سيتم الحديث بالتفصيل عن شروط صحة الوضوء، وفروض الوضوء، وواجباته وسننه.

شروط صحة الوضوء

حتى يكون الوضوء صحيحًا وتامًا لا بد للمسلم من الإلتزام بثمانية شروط أساسية هي:

  • توقف ما يوجب الوضوء قبل البدء به: كالتبول أو التغوظ أو ما شابه من المذي، إذ يجب على المسلم أن ينتهي من هذه الأمور قبل البدء بالوضوء، فإن لم يفعل فلا صحة لوضوئه.
  • أن يكون المتوضئ مسلمًا بالغًا عاقلًا، فلا يصح الوضوء ولا الصلاة للمجنون ولا الطفل غير المميز ولا للكافر بالتأكيد.
  • البدء بالنية قبل الوضوء، والمعنى هنا تخصيص النية بالغرض الذي توضأ له المسلم، فهناك وضوء بقصد الطهارة لمس المصحف أو للطواف أو للصلاة وهي أمور تجب فيها الطهارة والوضوء، وهناك نية مقرونة بما يسن له الوضوء كالنوم على وضوء أو قراءة القرآن من غير المصحف أو الأكل أو الجلوس والتعبد في المساجد، وتكون النية بالقلب ولا يشترط النطق بها، فإن شك في نيته أثناء الوضوء أعاد النية والوضوء، وإن شك بعد الإنتهاء من الوضوء فلا يعيد الوضوء.
  • استخدام الماء الطاهر النقي، والمقصود الماء الذي يخلو من النجاسة، فلا يصح الوضوء من مياه قذرة أو نجسة أو الوضوء بماء مغصوب أي ليس للمسلم حق فيه.
  • الإستنجاء أو الإستجمار قبل الوضوء لمن يظن أن شيئًا قد خرج منه، وهنا يغسل الرجل ذكره ثم يتوضأ، أما خروج المني أو الريح فلا يلزمه الإستنجاء.
  • التخلص من كل الطبقات العازلة فوق الجلد والتي تمنع وصول الماء له، كإزالة طلاء الأظافر أو المكياج عند النساء، وإزالة نحوه من التصاق طين أو عجين أو أصباغ أو أوساخ متراكمة قبل البدء بالوضوء.
قد يهمك هذا المقال:   صفة الوضوء

فروض الوضوء

للوضوء ستة فروض لا يصح الضوء إلا بها وهي:

  • غسل كامل الوجه ويتضمن الوجه أيضًا كلاً من المضمضة ثلاثًا والإستنشاق ثلاثًا وذلك لأن الوجه يحتوي على الأنف والفم، قال تعالى في سورة المائدة: “إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ”.
  • غسل اليدين إلى المرافق ثلاث مرات لقوله تعالى: “وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ”.
  • مسح كامل الرأس بالماء بما في ذلك الأذنين، ولا يصح مسح الرأس وترك الأذنين لأنهما جزء من الرأس، قال تعالى: “وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ”.
  • غسل الأرجل وصولًا للكعبين، ولا يجوز غسل الرجلين دون إيصال الماء لتغطي الكعبين قال تعالى:”وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ”.
  • الترتيب في غسل الأعضاء كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذ يغسل الوجه ثم اليدين ثم الرأس ثم الأرجل.
  • الموالاة: ويعني ذلك غسل العضو بعد الذي قبله مباشرة دون فاصل بينهما وبدون أي تأخير، وهذه الشروط واجبة لتمام الوضوء وصحته، وأي خلل فيها ينبغي على المسلم إعادة الوضوء من جديد.

واجبات الوضوء

يوجد للوضوء واجب واحد فقط هو التسمية بقول “بسم الله” قبل البدء بالوضوء، فلا يصح الوضوء دون ذكر اسم الله قبله، وفي ذلك قول النبي: “لا صَلاةَ لِمَنْ لا وُضُوءَ لَهُ، وَلا وُضُوءَ لِمَنْ لَمْ يَذْكُرِ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ”، لذا فإن تعمد عدم ذكر اسم الله على الوضوء يبطله ومتى بطل الوضوء بطلت الصلاة التي تتبعه، أما إذا نسي المسلم ذكر التسمية سهوًا فلا شيء عليه ووضوءه صحيح، وإن تذكرها خلال الوضوء فعليه ذكرها متى تذكرها وإتمام الوضوء وعدم إعادته.

سنن الوضوء

وسنن الوضوء تعني الأمور التي يستحب عملها من المتوضئ تقربًا إلى الله وطمعًا في مزيد من الأجر والثواب، فإن فعلا أُجر وإن تركها فلا إثم عليه، وعددها سبع عشرة سنة وهي:

  • التوجه نحو القبلة أثناء الوضوء واستقبالها من الأمور المستحبة لاعتبار الوضوء أحد الطاعات كالدعاء ونحوه.
  • استخدام السواك لتنظيف الأسنان وتعطير الفم فيه، لقول النبي: “لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لامَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ”.
  • غسل الكفين إلى الرسغين ثلاث مرات قبل البدء بالوضوء.
  • تقديم المضمضة والإستنشاق ثلاث مرات لكل واحدة على غسل الوجه.
  • الزيادة والمبالغة في الإستنشاق من الأنف والإستنثار وكذلك الحال بالنسبة للمضمضة إلا إذا كان المتوضيء صائمًا فلا يستحب ذلك تجنبًا لدخول الماء إلى الجوف.
  • إسباغ الوضوء على المكاره، وذلك بالمبالغة في غسل الأعضاء المطلوبة في الوضوء.
  • الزيادة في ماء الوجه، وتخليل اللحية الكثيفة بالماء.
  • التخليل والتوسعة بين أصابع القدمين واليدين أثناء الوضوء ليصلها الماء.
  • استخدام ماء جديد للأذنين غير الماء الذي استخدم لمسح الرأس.
  • التيامن وذلك بتقديم العضو الأيمن على العضو الأيسر.
  • غسل الأعضاء ثلاث مرات لكل عضو، وهنا يجب التذكير بأن الواجب في الوضوء غسل العضو مرة واحدة أما غسلها مرتين إلى ثلاثة فهي من باب الإستحباب.
  • اقتران النية بالوضوء منذ بدايته وحتى نهايته وضرورة تذكرها عند غسل الكفين.
  • ذكر الدعاء الخاص للطهارة والوضوء بعد إتمامه وهو: ” أشهد ان لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين واجعلني من عبادك الصالحين”.
  • الوضوء الشخصي: بمعنى أن يتوضأ الشخص بنفسه دون معاونة من الآخرين إلا في حالات معينة كالشيخوخة وعدم المقدرة أو المرض.
  1. بــاب الوضـــوء
قد يهمك هذا المقال:   كتاب الروح لابن القيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *