الصوم
لغة هو الإمساك، أما اصطلاحاً فيعني التعبد لله -سبحانه وتعالى- من خلال إمساك أو توقف الإنسان عن تناول الطعام والشراب وأي من المُفطِرات الأخرى مدة معينة، وتبدأ هذه المدة من طلوع الشمس وتستمر حتى غروبها، وقيل في الصوم شرعاً أنه إمساك مخصوص عن الأكل والشرب والجِماع من وقت الصبح حتى وقت المغرب مع وجود النيَّة، وقيل أيضاً أنه إمساك بِنِيَّة عن فعل أشياء مخصوصة في زمن محدد ومن شخص محدد، ومهما تعددت تعريفات الصوم فإنها تُفضي إلى معنىً واحد في نهاية الأمر، وسيتم التطرق في هذه المقالة إلى وشروط وجوبه.
فضل الصوم وشروط وجوبه
الصوم هو عبادة من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله تعالى، وهو طاعة لها آثار عظيمة عاجلة وآجلة، ففي الصيام تزكية للنفس، وفيه إصلاح للقلب، ومن خلال الصوم يحفظ المسلم جوارحه من الوقوع في الفتن، ويحمي نفسه من العديد من الأمراض من خلال التوقف عن تناول الطعام فترة معينة وإراحة ، ولأهمية الصوم خص الله عباده الذين يؤدون هذه العبادة بخصائص وفضائل عظيمة وعديدة.
فضل الصوم
- الصوم هو من العبادات والأعمال التي تعود على المؤمن بالمغفرة والأجر الكبير، فيقول الله تعالى: (وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا). سورة الأحزاب، آية 35
- الصوم هو سبب من أسباب التقوى، فيقول الله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ). سورة البقرة، آية 183
- الصوم هو باب من الأبواب الخير التي دلّ عليها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وهو جُنَّة من الشهوات، حيث إنه يحمي المؤمن من الوقوع في الشهوات والفتن في الدنيا، ويستجن به المؤمن من النار، أي أنه يحمي صاحبه من النار في الآخرة، فعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال له: (ألا أدلُّك على أبوابِ الخَيرِ ؟ الصَّومُ جُنَّةٌ، والصَّدقةُ تُطفِئُ الخطيئةَ كما يُطْفِئُ الماءُ النارَ، وصلاةُ الرَّجلِ من جوفِ اللَّيلِ).الراوي: معاذ بن جبل، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3224، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- الصوم في سبيل الله له أجر عظيم، فصيام يوم واحد في سبيل الله يؤجر عليه الصائم بأن يُباعد الله بينه وبين النار سبعين سنة.
- من فضل الصوم أن الصائم يدخل الجنة من باب اسمه باب الريان وهو باب الصوم.
- الصوم من أوائل الصفات التي يدخُل العبد بها الجنة.
- الصوم فيه تكفير للذنوب والخطايا الصغيرة والكبيرة.
- جعل الله -سبحانه وتعالى- من الكفارات لما له من أجر ومكانة رفيعة، فهو كفارة اليمين، وكفارة الظِّهار،
- يشفع الصوم لصاحبه يوم القيامة.
- من فضل الصوم أن خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك، أي تغيُّر رائحة فم العبد عندما يصوم تُعتبر عند الله أفضل من رائحة المسك.
- يُزيل الصوم الأحقاد من القلوب ويُطهرها، كما يُزيل الغل والغش ويُبعدِ وساوس الشيطان من الصدور، ويُزيل قسوة القلب.
- الصوم هو سبب من الأسباب التي تُساعد على استجابة الدعاء، فللصائم دعوة لا تُرد حتى يفطر.
- من فضل الصوم رفعة مكانة العبد يوم القيامة.
- من خُتم له وهو صائم وهو يريد وجه الله دخل الجنة، فعن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (مَنْ قال: لا إلهَ إلا اللهُ – قال: حسنٌ – ابتغاءَ وجهِ اللهِ خُتِمَ لهُ بِها، دخلَ الجنةَ، ومَنْ صامَ يومًا ابتغاءَ وجهِ اللهِ، خُتِمَ لهُ بِها).الراوي: حذيفة بن اليمان، المحدث: الهيثمي، المصدر: مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 2/327، خلاصة حكم المحدث: رجاله موثقون
- الصوم من الأعمال التي أضافها الله سبحانه وتعالى لنفسه وذلك رفعة من قدر الصيام وتعظيماً له ولأجره، فقال: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعَفُ الحسَنةُ بعَشرِ أمثالِها إلى سَبعِ مائةِ ضِعفٍ إلى ما شاءَ اللَّهُ يقولُ اللَّهُ إلَّا الصَّومَ فإنَّهُ لي وأنا أجزي بِه).الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 1335، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- الصوم يجمع أنواع الصبر الثلاثة، وهي الصبر على الطاعة، والصبر عن الوقوع في المحرمات، والصبر على الأقدار المؤلمة.
- يفرح الصائم فرحتان عظيمتان، وهما فرحة الدنيا عندما يفطر ويزول جوعه وعطشه، ويفرح يوم القيامة بلقاء الله ونيل الثواب والأجر العظيم.
شروط الصوم
وللصوم شروط عدة يجب أن تتوفر لكي يجِب على العبد ويَصِح، وهذه الشروط ثلاثة أنواع وهي:
- شروط وجوب الصوم:
- البلوغ: فلا يجب صيام الصبي حتى وإن كان مُراهقاً حتى يبلُغ، فغير البالغ يكون غير مُكلَّفاً، وبالرغم من ذلك يجب تعويده على الصوم إن كان مُمَيِّزاً وليس بالغاً، فيأمره ولي الأمر به إذا أطاقه ولم يقع عليه ضرر منه، ويضربه عليه إذا بلغ عشر سنوات من العُمر ليعتاد.
- البلوغ: فلا يجب صيام الصبي حتى وإن كان مُراهقاً حتى يبلُغ، فغير البالغ يكون غير مُكلَّفاً، وبالرغم من ذلك يجب تعويده على الصوم إن كان مُمَيِّزاً وليس بالغاً، فيأمره ولي الأمر به إذا أطاقه ولم يقع عليه ضرر منه، ويضربه عليه إذا بلغ عشر سنوات من العُمر ليعتاد.
- البلوغ: فلا يجب صيام الصبي حتى وإن كان مُراهقاً حتى يبلُغ، فغير البالغ يكون غير مُكلَّفاً، وبالرغم من ذلك يجب تعويده على الصوم إن كان مُمَيِّزاً وليس بالغاً، فيأمره ولي الأمر به إذا أطاقه ولم يقع عليه ضرر منه، ويضربه عليه إذا بلغ عشر سنوات من العُمر ليعتاد.
- القدرة: فلا يجب الصوم على العاجز كبير السن أو المريض، فإن كان عجز طارئ ويُرجى الشفاء منه فيجب عليه القضاء، وإن كان عجز دائم ولا يُرجى الشفاء منه فعليه إطعام مسكيناً عن كل يوم أفطره.
- الإقامة: فلا يجب الصوم على المُسافر، وله أن يفطُر ويقضي بعد ذلك ما أفطره من أيام، وقد ذهب جمهور العلماء أن المُسافر إن لم يشق عليه الصيام فليَصُم، كما رأى الجمهور أن الإفطار يكون في حال كان السفر مُباحاً وليس في معصية.
- التمييز: فلا يَصِح صيام الصبي غير المُمَيِّز، وذلك لأنه لا يعلم مقصد العبادات ومعناها على أكمل وجه.
- التمييز: فلا يَصِح صيام الصبي غير المُمَيِّز، وذلك لأنه لا يعلم مقصد العبادات ومعناها على أكمل وجه.
- التمييز: فلا يَصِح صيام الصبي غير المُمَيِّز، وذلك لأنه لا يعلم مقصد العبادات ومعناها على أكمل وجه.
- الزمان القابل للصوم: فلا يَصح الصوم في الأيام المُحرمة مثل يوم العيد.
- العقل: فالمجنون لا صِيام له حتى يعقِل، فإن أفاق المجنون خلال الشهر الفضيل فعليه صيام ما تبقى منه بإجماع أهل العلم.
- العقل: فالمجنون لا صِيام له حتى يعقِل، فإن أفاق المجنون خلال الشهر الفضيل فعليه صيام ما تبقى منه بإجماع أهل العلم.
- العقل: فالمجنون لا صِيام له حتى يعقِل، فإن أفاق المجنون خلال الشهر الفضيل فعليه صيام ما تبقى منه بإجماع أهل العلم.