أهمية الصلاة في الإسلام
للصلاة في الدين الإسلامي أهمية عظيمة، ومكانة رفيعة؛ فهي عمود الدين، وهي الركن الثاني من ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، وأداء الزكاة، وحج البيت)الراوي: نافع مولى ابن عمر، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4514، خلاصة حكم المحدث: ، ويظهر العبد عند أداءها، وعندما يضع أشرف أعضائه على الأرض تعظيماً لله سبحانه وتعالى، في أعظم صورة من مظاهر العبودية، وتعتبر الصلاة الحد الفاصل بين الإيمان والكفر؛ وقد بيّن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: (إنَّ العهدَ الَّذي بيْنَنا وبيْنَهم الصَّلاةُ فمَن ترَكها فقد كفَر)الراوي: بريدة، المحدث: ابن حبان، المصدر: صحيح ابن حبان الصفحة أو الرقم: 1454، خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه، وهي أعظم ما يتقرب به العبد إلى سبحانه،[http://www.alukah.net/sharia/0/83513/ أهمية الصلاة وفي هذا المقال سيتم تناول موضوع فضل صلاة الضحى والتي هي نوع من الصلوات النافلة التي يتقرب بها العبد إلى ربه، زيادة على ما افترضه عليه، من حيث المعنى، والفضل، والحكم الشرعي، والكيفية ووقت أدائها، فصلاة الضحى لها قيمةٌ ومكانة عظيمة إذ تمثل الصدقة عن أعضاء ومفاصله واحداً واحداً، وسيأتي بيان جميع ما يتعلق بفضل صلاة الضحى وحكمها وعدد ركعاتها تباعاً في هذه المقالة.
معنى صلاة الضحى
لصلاة الضحى معانٍ عديدة في الناحية اللغوية وفي الناحية الاصطلاحية، كما أنها تتكون من لفظتين لكل واحدةٍ منهما تعريفٌ خاص، وحتى يمكن الوصول إلى المعنى الدقيق لصلاة الضحى لا بدَّ من بيان معنى هاتين اللفظين في اللغة ثم العروج على المعنى الاصطلاحي ، وبيان ذلك على النحو التالي:
- تعرّف الصلاة في اللغة بأنها الدعاء؛ قال الله سبحانه وتعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)، أي؛ أدع لهم. تعريف ومعنى ضحى
- صلاة الضحى: صلاة من الصلوات النوافل، والتي واظب على فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، يؤديها المسلم في الوقت من بعد شروق الشمس، بثلث ساعة إلى قبيل أذان الظهر بثلث أو نصف ساعة، أقلها ركعتان، وأكثرها ثمان ركعات. تعريف ومعنى ضحى
حكم صلاة الضحى ومشروعيتها
ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ صلاة الضحى ، وذكر فقهاء المذهب المالكي، والمذهب الشافعي؛ أنّ صلاة الضحى سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والدليل على مشروعيتها ما رواه الصحابي الجليل أبو ذر رضي الله عنه، أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ. فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ، ويجزئُ، من ذلك، ركعتان يركعُهما من الضحى)لراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 720، خلاصة حكم المحدث: صحيح كتاب: الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الطبعة الأولى، مطابع دار الصفوة – مصر، الجزء(27)، الصفحة (222).
فضل صلاة الضحى
جاء في السنة النبوية عدد من الفضائل لصلاة الضحى، وفيما يلي بيان لفضل صلاة الضحى بالتفصيل:كتاب فضل صلاة الضحى، تأليف: عارف بن أنور بن نور العدني، دار الطويق للنشر، السعودية، الطبعة الأولى، 2007، الصفحة(6-10)
- صلاة الضحى؛ صلاة الأوابين، فمن يحافظ على أدائها كان أواباً، والأواب هو: الراجع إلى الطاعة، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يُحافظُ على صلاة الضحى إلا أوَّابٌ، – قال: وهي صلاةُ الأوَّابينَ)الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 676، خلاصة حكم المحدث: حسن
- من صلى صلاة الضحى أربع ركعات كفاه الله سبحانه وتعالى هم حوائجه، والدليل على ذلك الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن الله سبحانه وتعالى، قال: (قال اللهُ تعالى: يا ابنَ آدمَ! لا تعجِزْ عنْ أربعِ ركعاتٍ في أولِ النهارِ، أكفِكَ آخرَهُ)الراوي: نعيم بن همام والنواس بن سمعان، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع الصفحة أو الرقم: 4342، خلاصة حكم المحدث: صحيح.
- صلاة الضحى وصية النبي صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوصاني خليلي بثلاثٍ، لا أدعُهنَّ حتى أموتَ: صومُ ثلاثةِ أيامٍ من كلِّ شهرٍ، وصلاةُ الضحى، ونومٌ على وِترٍ)الراوي: أبو هريرة، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1178، خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
- من خرج من بيته لأداء صلاة الضحى في المسجد فله أجر كأجر المعتمر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من خرج من بيتِه مُتطهِّرًا إلى صلاةٍ مكتوبةٍ، فأجرُه كأجرِ الحاجِّ المحرمِ، ومن خرج إلى تسبيحِ الضُّحى، لا ينصِبُه إلا إياه، فأجرُه كأجرِ المعتمرِ، وصلاةٌ على إثرِ صلاةٍ لا لغوَ بينهما، كتابٌ في عِلِّيِّينَ).الراوي: أبو أمامة الباهلي، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 675، خلاصة حكم المحدث: حسن
- إذا صلّى العبد الفجر ثم جلس يذكر الله إلى الشروق، ثم صلّى بعد طلوع الشمس ركعتين كانت له كحجة وعمرة تامتين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ).الراوي: أنس بن مالك، المحدث: الألباني، المصدر: السلسلة الصحيحة الصفحة أو الرقم: 3403، خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن رجاله ثقات
- تجزئ عن ثلاثمائة وستين صدقة واجبة عن الجسد؛ قال صلى الله عليه وسلم:(يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ. فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ، ويجزئُ، من ذلك، ركعتان يركعُهما من الضحى)الراوي: أبو ذر الغفاري، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 720، خلاصة حكم المحدث: صحيح
- أعظم غيمة من الجهاد في سبيل الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلُّكم على أقرَبَ مِنهُم مغزًى، وأكثرَ غنيمةً، وأوشَكَ رجعةً؟ مَن تَوضَّأَ ثمَّ غَدا إلى المسجدِ لسُبْحَةِ الضُّحى، فهوَ أقربُ منهم مَغزًى، وأكثرُ غَنيمةً، وأوشكُ رَجعةً).الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب الصفحة أو الرقم: 668، خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
وقت صلاة الضحى وعدد ركعاتها
يبدأ وقت صلاة الضحى من بعد طلوع الشمس قدر رمح في السماء، أي ما يقدر بثلث ساعة أو نصف ساعة بعد طلوع الشمس، إلى قبيل وقت عن كبد السماء، والأفضل تأديتها بعد مضي ربع النهار، أما عدد ركعاتها فأقلها ركعتان، وأكثرها ثمان ركعات، وذلك للحديث النبوي الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يصلي الضحى أربعًا. ويزيدُ ما شاء اللهُ)الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم خلاصة حكم المحدث: صحيح.كتاب: الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الناشر: دار الفكر – سوريَّة – دمشق الطبعة: الرَّابعة، الجزء(2)، الصفحة(1062)
أما إذا زاد على ثماني ركعات عامداً متعمداً وعالماً بنية صلاة الضحى، فلا ينعقد العدد الذي زاده على ثمان ركعات. وإن زاد على ثماني ركعات وكان ناسياً أو جاهلاً فلفقهاء المذاهب الأربعة أقوال؛ قال فقهاء الشافعية وفقهاء الحنابلة بانعقادها صلاة نافلة مطلقاً؛ سواءٌ أكان عامداً للزيادة أو ناسياً، عالماً بنية الضحى، أو جاهلاً، وله قضاؤها إذا خرج وقتها، أما فقهاء المالكية فقالوا بصحة ما زاد على الثمان ركعات، ولا يكره الزيادة، وإذا خرج وقت صلاة الضحى فإنه لا يتم قضاؤها، أما فقهاء الحنفية فقالوا: أكثر عدد ركعات صلاة الضحى ست عشرة ركعة، فإذا نواها جميعاً بتسليمة واحدة فبهذه الحالة يجزئه ما صلاه من صلاة الضحى، وينعقد الزائد نفلاً، بيد أنّه يكره أن يزيد عدد ركعات النافلة في النهار عن أربع ركعات بتسليمة واحدة، أما بالنسبة إذا خرج وقت صلاة الضحى فإنه لا يتم قضاؤها.كتاب: الفقه على المذاهب الأربعة المؤلف: عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الثانية، 1424 هـ – 2003 م، الجزء(1)، الصفحة(302).