فضل صلاة الفجر

الصلاة

تُعتبرُ هي الركنُ الثاني من أركانِ الإسلام بعد الشهادتين، فهيَ عمودُ الدين، وهي الفريضةُ الوحيدةُ التي فُرضت في السمواتِ العلى، وذلك عندَما عرجَ الرسولً صلى الله عليهِ وسلم إلى السمواتِ العُلى، وقد تم فرضُها في السنةِ الثانيةِ من الشريفة، وهي أولُ ما يُحاسبُ عنها يومَ القيامة، فاذا صلُحت صلُح سائرُ العمل، وإذا فسُدت فسد كل العمل، فقد قالَ الله سبحانه: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا)،سورة النساء، الآية 103 كما قال الرسول صلى الله عليه و سلم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سَنامِه الجهادُ)،الراوي معاذ بن جبل، المحدث ابن باز، المصر مجموعة فتاوى ابن باز (235/10)، خلاصة حكم المحدث صحيح كما أنها آخر ما وصى بها النبيُ عليه الصلاةً والسلام.

معنى صلاة الفجر

  • الفجر لغةً: هو انكشافُ ظلمةِ الليل عن نور الصُّبْح، وهما فَجْرَانِ: أَحدهما المستطيلُ، وهو الفجر الكاذبُ والآخر المستطيرُ المنتشرُ الأُفُقِ، وهو الفجر الصادقُ معنى الفجر..
  • الفجر اصطلاحًا: أما اصطلاحاً فهي صلاة الصبح، وزمنها يبدأ من طلوع الفجر الصادق إلى شروقِ الشمس. وهي أول صلاة مفروضة من الصلوات الخمس على المسلمين.

فضل صلاة الفجر في وقتها

لِصلاة الفجر في وقتِها فضلٌ عظيم، ودلائل ذلك من السنة النبوية المطهرة كثيرة وعديدة، ومن هذهِ الفضائل ما يلي:

  1. من يصلي الفجر في وقته فهو في ذمة الله، وهذا الأمر فيه فضلٌ عظيم ومنزلةٌ رفيعةٌ أن يكون العبد في ذمة الله، فيشعر المسلم حينها بالأمان والطمأنينة والحماية، فقد قالَ صلى الله عليه وسلم: (مَن صلى الفجرَ، فهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللهُ بشيءٍ من ذِمَّتِهِ).الراوي سمرة بن جندب، المحدث : الألباني، المصدر صحيح الجامع(6344)، خلاصة حكم المحدث صحيح
  2. صلاة الفجر فاصلٌ بين النفاق والإيمان، فصلاةُ الفجرِ وصلاةُ العشاء ثقيلتان على المنافقين، والذي يُصلي الفجر بريءٌ براءة تامة من النفاق، وهي دليلٌ جازمٌ على قوة صلته بالله وعلاقته فيه وقربه منه، فقد قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أثقلَ الصَّلاةِ على المنافقينِ صلاةُ العِشاءِ وصلاةُ الفجرِ ولو يعلَمون ما فيهما لأتَوْهما ولو حبوًا).الراوي أبو هريرة، المحدث ابن حبان، المصدر صحيح ابن حبان (2098)، خلاصة حكم المحدث أخرجه في صحيحه
  3. صلاة الفجر في جماعة تعدلُ قيامَ الليل كله، وهذا فضلٌ عظيم لصلاةِ الفجرِ وللجماعةِ أيضاً، حيث يجدر بالمسلم الحرص على أداء صلاة الفجر في وقتها مع جماعة المسلمين لينال أجر قيام الليل دون عناءٍ أو تعب، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من صلى العشاءَ في جماعةٍ فكأنما قام نصفَ الليلِ. ومن صلى الصبحَ في جماعةٍ فكأنما صلى الليلَ كلَّهُ).الراوي عثمان بن عفان، المحدث مسلم، المصدر صحيح مسلم (656 )، خلاصة حكم المحدث صحيح
  4. المشي في الظلم إلى المساجد تبشيرٌ للمسلم بالنور التام في ، فمن يواظب على أداء صلاة الفجر ويخرج إليها في الظلمة يُنير الله له قبره وينير له طريقه يوم القيامة، فما أعظمه من فضل ومن مكانة لصلاةِ الفجر والعشاء، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بًالنور التام يوم القيامة).الراوي بريدة بن الحصيب الأسلمي، المحدث أبو داود، المصدر سنن أبي داود(561)، خلاصة حكم المحدث سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح
  5. أجر حجة وعمرة تامتين لمن يصلي الفجر في جماعة ويمكث حتى شروق الشمس: فمن صلى الفجر في جماعة ولم يغادر مصلاه ثم جلس حتى شروق الشمس وهوَ يذكر الله عز وجل، ثم صلى ركعتين بعد الشروق كانَ لهُ كأجر حجة وعمرة تامة، كما قال عليه الصلاة والسلام: (من صلَّى الغداةَ في جماعة، ثم قعد يذكر اللهَ حتى تطلُعَ الشمسُ، ثم صلَّى ركعتَين؛ كانت له كأجرِ حجَّةٍ وعمرةٍ، تامَّةٍ تامَّةٍ تامَّةٍ)الراوي أنس بن مالك، المحدث الألباني، المصدر السلسلة الصحيحة (3403)، خلاصة حكم المحدث إسناده حسن رجاله ثقات.
  6. حضور الملائكة لقرآن وصلاة الفجر: فإن قرآن الفجر مشهود من الملائكة لعظم شأنه ووقته، فعندما يستيقظ ويمتثل لأمر الله عز وجل تاركاً فراشهُ الدافئ، ودليل ذلك من القرآن قوله تعالى: (أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ ۖ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا).سورة الاسراء، الآية 78
  7. لا يكون للشيطان عليه سبيل: فيتخلص المستيقظ لصلاة الفجر من عقد الشيطان ومن خبث نفسه، فعندما ينام المسلم يعقد الشيطان ثلاثة عقد، وعند الاستيقاظ والتوضؤ والصلاة تنفلت هذه العقد، فتنفلت العقدة الأولى عند الاستيقاظ، وعند الوضوء تنفلت العقدة الثانية، وتنحل الثالثة بالصلاة، فقد قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم: (يعْقُدُ الشَّيطانُ على قَافِية رأسِ أَحَدِكُم إذا هو نام ثلاثَ عُقَد، يضربُ على مكان كل عُقدة: عليك ليلٌ طويل فارقُدْ. فإن استيقظ فذكر الله تعالى انحلّت عُقدة، فإن توضأ انحلّت عقدة، فإن صلّى انحلّت عُقَدَهُ كلُّها، وأصبحَ نشيطاً طيِّبَ النَّفْس، وإلّا أَصبَحَ خبيثَ النَّفْسِ كسلان).الراوي أبو هريرة، المحدث البخاري، المصدر صحيح البخاري (3269)، خلاصة حكم المحدث صحيح
  8. المواظبة على سنة الفجر خيرٌ من الدنيا وما فيها: فإن صلاة ركعتين قبل صلاة الفجر سنة مؤكدة عن الرسول صلى الله عليه وسلم خير من الدنيا وما فيها فأجرها عظيم وثوابها كبير عند الله سبحانه وتعالى، فقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (ركعتا الفجرِ خيرٌ من الدنيا وما فيها).الراوي عائشة أم المؤمنين، المحدث مسلم، المصدر صحيح مسلم الصفحة أو الرقم: 725، خلاصة حكم المحدث صحيح
قد يهمك هذا المقال:   مظاهر العيد

نصائح للاستيقاظ للصلاة

يوجد العديد من النصائح النافعة لمن يريد القيام لأداء صلاة الفجر في وقتها أو مع جماعة المسلمين، ومن ذلك على سبيل المثال ما يلي:

  1. تنظيم الوقت والنوم مبكراً، فحتى يستطيع المسلم الاستيقاظ إلى صلاة الفجر وهو نشيطٌ قادرٌ على القيام دون جهدٍ أو عناء، عليه أن ينام مبكراً وينظم وقته ولا يلجئ للسهر وإتعاب جسده في أمورٍ قد تثنيه عن الصلاة لتعبه، فلا بد من جعلِ الأوقات تتماشى مع مواعيد الصلاة.
  2. الوضوء قبل النوم: من الوسائل النافعة للاستيقاظ لصلاة الفجر أن يقوم المسلم بالوضوء قبل النوم ويواظب على وقراءة المعوذتين والدعاء لله عز وجل بأن يعينه على القيام للصلاة ويُلح في ذلك ويستعين بالأسباب المادية التي تهيء له القيام بسهولة.
  3. ضبط ساعة المنبه حتى يساعده ذلك على القيام للفجر، أو ربما الاستعانة ببعض الأصدقاء ممن يواظبون على أداء صلاة الفجر في وقتها أو مع جماعة المسلمين حتى يوقظوه هم إلى صلاة الفجر والأفضل أن يرافقهم إلى المسجد ليزيد اهتمامه وبالتالي مواظبته عليها.
  4. محاسبة النفس ضرورة خصوصاً في الأيام التي لا يتم الاستيقاظ فيها.
  5. إخلاص النية لله عز وجل أن يعين على القيام.
  6. أن لا يتناول قبل النوم المأكولات الدسمة، التي تعيق عملية الاستيقاظ أو تجعله يفيق من نومه كسلانًا.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *