فن التعامل مع الأطفال
الكثير من الآباء يعانون من عدم معرفتهم عن فن التعامل مع ؛ ولأن الأمر مرهق جدًّا ويحتاج إلى الكثير من المجهود الذهني، والجسدي، والعاطفي، فإن في بعض الأحيان عملية التربية والتعامل مع الأطفال تتحول إلى حِمل ثقيل جدًّا، خصوصًا في الفترات الأولى من عمر الأطفال بسبب اعتمادهم المطلق على والديهم في كل شيء، وفي المقابل بعض الأطفال يقابلون الأب والأم بنوع من السلوك السلبي أو السيئ؛ مما يجعل عملية التربية عملية صعبة جدًّا خصوصًا في حالات الطفل العنيد والطفل الشقي، ولذلك في هذا المقال سنوضح أفضل طرق .
طرق التعامل مع الأطفال
من أهم الأشياء الواجب توافرها في الأب والأم قبل الإنجاب هو معرفة كيفية التعامل مع الأطفال، وفي النقاط الآتية أهم طرق التعامل مع الأطفال من سن يوم حتى الثامنة عشر.
التوجيه
سن الطفل مهم جدًّا في عملية التوجيه، وهذه الأمثلة لتوضيح الاختلاف حسب الأعمار المختلفة:
- طفل لديه من العمر سنتان، يعرف المشي، ويمكنه أن يلعب، فلا يجب في هذا السن أن يكون التوجيه للطفل عنيفًا، أو صارمًا؛ بل يفضل أن يكون توجيهًا هادئًا، وبه نوع من الحوار، وتأكد أن الطفل يفهم، حتى وإن كان غير قادر على النطق؛ ولكنه يفهم ما تريد منه.
- ما بعد السنتين وحتى 10 سنوات، يُفضل أن يكون توجيه الطفل به نوعًا من الحُب والحزم معًا، ويتطلب الموضوع جهدًا كبيرًا، فالموازنة بين الحزم والحنان يحتاج إلى حنكة وخبرة؛ ولكن الأمر سيأتي مع الوقت.
- ما بعد العشر سنوات يدخل الطفل في ؛ ولذلك عملية التوجيه يجب أن يكون بها نوع من الحزم والحب والحرية، وتصبح المعادلة هنا أصعب، وسبب إضافة عنصر الحرية، هو أن الطفل في مرحلة المراهقة يتكون شخصيًّا وجسديًّا بشكل سريع؛ لذلك استخدام القمع والضرب والإجبار سيجعله لا يتذكر معروفَ والديه عليه، ولن يجعله يفهم مدى محبتهم له.
بالنسبة للأطفال من سن يوم إلى سنتين، لا يفضل أن يكون هناك عقاب، ويجب على الأب والأم احتمال كل ما يصدر عن الطفل واحتواء الطفل بطريقة هادئة، ليستمد من هدوء الوالدين هدوء التصرفات، أما عن السن الأكبر فالعقاب أيضًا يختلف بحسب السن:
- من عمر سنتين إلى خمس سنوات، يفضل أن يكون العقاب خفيفًا جدًّا؛ ولكن إذا كان هناك تهديد بالعقاب فيجب أن يتم؛ لأن في هذه الفترة العمرية يضع الطفل انطباعًا راسخًا عن شخصية الأب والأم، فلو قالت الأم إنها ستعاقب ولم تعاقب، حينها سيفهم الطفل أن الأم لن تفعل ما تتكلم به، وبعدها لن يؤثر أي تهديد بالعقاب في الطفل؛ ولذلك في هذا السن يجب أن تكون حليمًا ونصوحًا وهادئًا إلى درجة كبيرة مع الطفل، أما لو تمادى الطفل لدرجة لا يمكن التسامح فيها فلتهدده بالعقاب وتعطيه فرصة، ولو تخطى هذه الفرصة نفِّذ العقاب، حتى يفهم الطفل أن هناك حدودًا.
- من خمس سنوات إلى عشر سنوات يُفضل العقاب عن طريق حرمان الطفل من الحلوى، ومن أفضل طرق العقاب، تحديد مصروف أسبوعي كبير للطفل، يأخذه ليشتري به كل ما يريد، سواء حلوى أو ألعاب، في حالة عدم سماع الطفل للكلام، هدده أنه لن يأخذ المصروف الأسبوعي، حينها لن ينظر الطفل إلى العقاب؛ بل سينظر إلى الجائزة وهي المال الأسبوعي، وغالبًا سيسمع الأوامر كلها وينفذها خوفًا من ضياع مصروفه الأسبوعي الذي يصرفه بحرية.
الاهتمام من أهم ركائز التعامل مع الأطفال؛ ولكن في المقابل يجب أن يكون الاهتمام متوازنًا، فلا يجب أن تهتم بالطفل بطريقة مبالغ فيها، ولا يجب أن تتطرف ولا تهتم بالطفل، كما يجب أن يكون الاهتمام بالأطفال نابعًا من الأب والأم معًا وليس واحدًا فقط، ولا يفضل أيضًا أبدًا الاهتمام بأحد الأطفال دون الآخر؛ لأن هذا يعد قاتلًا لشخصية الأطفال ويخلق الكراهية بين الإخوة.
الصوت الهادئ والنقاش
الطفل إنسان طبيعي له مراحل متفاوتة للنضوج، وأغلبية الأطفال يتطبعون على طبيعة والديهم، فلو كان الوالدان يتصارخان ويتشاجران دائمًا، فسيكون الطفل عادةً صاخبًا ويصرخ أينما يذهب، ولذلك يفضل أن يكون كلام الأب والأم مع بعضهما ومع الطفل بصوت هادئًا، حتى عندما يُعلي الطفل صوته، ويقول له أحد الوالدين اخفض صوتك لأنني أتكلم بصوت منخفض فلن يجد حجة لصوته العالي، وبالتدريج ومع النقاش سيتعود الطفل على الكلام بصوت منخفض ومحترم.
لا تقل “لا”
يتعامل الكثير من الآباء مع أطفالهم بمنطق كلمة “لا ” بطريقة مباشرة، وربما يكون ذلك بسبب إرهاق أحد الوالدين وعدم قدرته على النقاش والإقناع؛ ولكن من قال إن التربية مريحة! بالعكس يجب أن يفهم جميع البشر أن هو أمر مرهق؛ ولكنه محبب، ورؤية نتائجه مثمرة تزيل آثار أي تعب، وكبديل عن كلمة “لا” استخدم جُملًا أخرى، بمعنى؛ لا تقل “لا تشاهد التلفاز الآن”، بل قُل “هذا موعد الغداء اللذيذ”، في هذه الجملة قد أرسلت رسالة إيجابية عن الأكل وأثرت الغريزة الطبيعية للغذاء لدى الطفل، وفي الوقت نفسه، قد نجحت في جعله يترك التلفاز، وبهذه الكيفية، لن يشعر الطفل أبدًا أن أبويه متسلطان، بل سيشعر دائمًا بالحب لهم.
نصائح عامة عن التعامل مع الأطفال
هذه النصائح سارية على كل الأعمار ومع أنواع الأطفال كلها؛ لأنها مفيدة في تكوين علاقة قوية بين الآباء والأطفال.
- يجب الاستماع إلى الطفل بأذن صاغية، حتى يشعر أنه مقبول ومحبوب.
- عدم اللجوء إلى العقاب بالضرب إلا في الحالات القصوى من الأخطاء، ولا يجب أن يكون ضربًا على المؤخرة أو الوجه أو مؤخرة الرأس، ويفضل على باطن اليد.
- الابتعاد عن المواقف غير الثابتة مع الطفل؛ بل افعل ما تقوله وقُل ما تفعله.
- عدم إهانة شريك الحياة أمام الطفل.
- احتضان الطفل واحتواؤه، رغم أخطائه، والصبر عليه مرات كثيرة، وعدم التسرع في التهديد والعقاب.
- عدم عقاب الأطفال عن طريق التجويع أو الأذى الجسدي أو النفسي.
- عدم التمييز بين الأطفال، خصوصًا بين والأولاد، حتى لا يشعر أحد الأولاد أن نوعه عبارة عن عيب يجعل أبويه لا يحبانه.
- تحديد العقاب قبل العقاب، وعدم العقاب بطريقة مفاجئة أو قبل التحذير، حتى لا يشعر الطفل بالاضطهاد ويفهم أن عقابه على قدر خطئه.