الهاتف النقال
الهاتف النقال أو المحمول أصبح جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية، البعض يعتمد عليه بشكل كامل والبعض الآخر يعتبره وسيلة تواصل وترفيه فقط، وتتهافت العديد من الشركات الكبيرة على سوق الهواتف المحمولة وعرض أسعار وإمكانيات مختلفة، وهو سوق كبير حقًا لأن عدد كبير من سكان العالم يقومون بتغير الهاتف للحصول على الإصدار الجديد كل فترة قصيرة، والبعض لا يمتلك هاتف واحد بل هاتفين أو أكثر، هذا المقال يستعرض أهمية وفوائد الهاتف النقال في حياة البشر في العصر الحديث، وأيضًا أضرار الهاتف النقال الأشهر سواء على الصحة الجسدية أو النفسية أو الاجتماعية للبشر.
فوائد الهاتف النقال
الهاتف النقال لا غنى عنه عند الكثير من البشر في العصر الحالي، وذلك لسبب أو مجموعة من الأسباب، وفي النقاط التالية توضيح لأهم فوائد الهاتف النقال للبشر:
- وسيلة تواصل : الهاتف النقال هو أسرع وسيلة تواصل بين البشر، ويمكن في ثواني معدودة الاتصال بشخص آخر على بُعد آلاف الكيلومترات، وبتكلفة رخيصة خاصة مع الهواتف الذكية التي تسمح بالاتصال عبر الإنترنت، ملايين الأشخاص حول العالم يعتمدون على الهاتف النقال للتواصل مع ذويهم بسهولة وبشكل متكرر خلال اليوم، سواء من خلال التحدث بالصوت فقط أو من خلال الصوت والصورة من أي مكان بالعالم.
- وسيلة للبحث والاستفسار : الهاتف النقال يتميز عن الأجهزة الإلكترونية المختلفة بكونه أسرع طريقة للتوصل إلى معلومة يحتاجها الإنسان على الفور، لأن الهاتف النقال لا يفارق صاحبه إلى أي مكان، وبالتالي عند الرغبة في معرفة معلومة معينة أو اتجاهات الطريق أو الموقع الجغرافي أو الطرق المزدحمة لتجنبها، يمكن للهاتف تلبية كل هذه الاحتياجات، خاصة عند استخدام تطبيقات مختلفة لإرشادات الطريق أو البحث على محرك جوجل والوصول إلى المعلومة في ثواني معدودة.
- إدارة الأعمال : أصبح الهاتف النقال وسيلة مهمة لإدارة الأعمال، ويستخدمه الكثير من رجال الأعمال في التحكم في مشاريعهم وتجارتهم عن بُعد، وتوجد آلاف التطبيقات التي تسمح بسهولة بالتواصل مع أصحاب الشركات والعاملين، وترتيب المقابلات والمواعيد بدلًا من الاعتماد على العامل البشري المتمثل في السكرتير، والولوج إلى الحسابات البنكية والبريد الإلكتروني بسرعة من جهاز صغير لا يفارق مدير العمل.
- وسيلة ترفيه مستمرة : أعداد البشر الذين يحتاجون إلى التنقل يوميًا عبر المواصلات العامة في تزايد مستمر، في حين أصبح الهاتف النقال وسيلة الترفيه الأولى في هذه المواصلات، فمن السهل تحميل مجموعة من الأفلام أو الأغاني أو الألعاب المسلية ليمر الوقت بسرعة ولا يشعر الإنسان بالملل في الموصلات أو في محطات الانتظار، أو حتى قراءة الكتب بسهولة بدون الحاجة إلى حملها في الحقيبة، وكذلك يعتبر وسيلة ترفيه للأطفال حيث يمكن تهدئتهم.
- التعليم : يعتبر الهاتف النقال اليوم وسيلة للتعلم وتناقل الخبرات بين المعلمين والطلاب، ويمكن للطالب دراسة أي جزء في مجاله في أي وقت وفي أي مكان، لتوفير أوقات أكثر للدراسة والبحث.
- التنبيهات : الهاتف النقال أفضل جهاز للتنبيه عن أمر مهم في يوم الإنسان، مثل مواعيد تناول الأدوية أو مواعيد المقابلات أو ميعاد الاستيقاظ أو الوقت الازم لإنهاء طهي المأكولات في الفرن، وكل ذلك يرجع إلى الاستخدام المستمر للهاتف النقال وقربه من الإنسان، وبالتالي يصبح أقرب صديق ينبه عن أهم الأمور الحياتية اليومية.
- الاحتفاظ بالذكريات الهامة : الكاميرا الموجودة بالهاتف النقال هي أفضل وسيلة للاحتفاظ بالذكريات بسرعة، خاصة مع الهواتف الذكية الحديثة التي تحتوي على كاميرا عالية الجودة مع إمكانية تصوير مقاطع للفيديو، وكذلك الاحتفاظ بجميع الملفات والصور الهامة في مكان واحد، ولا يمكن لهذه الملفات أن تضيع حتى في حال سُرق الهاتف، لأنه يتم رفعها مباشرة على السحابة الخاصة بصاحب الهاتف.
أضرار الهاتف النقال
على الرغم من كل تلك الفوائد وأكثر، توجد للهاتف النقال أضرار أيضًا، سواء على المستوى الجسدي أو النفسي أو الاجتماعي، وفي النقاط التالية توضيح لأهم أضرار الهاتف النقال:
- الإشعاعات اللاسلكية : تتمثل أهم أضرار الهاتف النقال في الإشعاعات اللاسلكية التي يستخدمها لعمل المكالمات الهاتفية أو الاتصال بالإنترنت، وهي ما تربط الهاتف النقال بالأقمار الصناعية، هذه الإشعاعات تسبب زيادة في حرارة الجسم ولذلك يُنصح دائمًا بعدم وضع الهاتف بالقرب من القلب، والإشعاعات الصادرة من الهاتف تسبب صداع وقد تسبب أورام في المخ بحسب منظمة الصحة العالمية، حيث أشارت الدراسات أن معدلات الإصابة بسرطان في الدماغ أعلى عند المستخدمين للهاتف النقال بشراهة، ولذلك يُنصح بعدم وضع الهاتف بالقرب من الإنسان عند النوم حيث يقوم الجسم في أضعف مقاومة له، وأيضًا استخدام سماعات الأذن عند إجراء محادثات طويلة عبر الهاتف.
- الوقت الضائع : من أهم أضرار الهاتف النقال هو تضيع الوقت، فالإنسان قد ينشغل عن الأمور المهم في حياته بسبب مقاطع للفيديو على الهاتف أو لعبة جديدة أو محادثة طويلة جدًا لا داعي لها، بل وقد يسبب إزعاج بسبب كثرة الرسائل أو المكالمات في وقت يحتاج فيه الفرد إلى التركيز في عمله أو دراسته.
- العزلة الاجتماعية : ظاهرة إدمان الهاتف النقال هي ظاهرة اشتهرت في السنين الأخيرة خاصة مع ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يفضل البشر التعامل عبر الإنترنت بدلًا من التقابل وجهًا وجه ما يخلق نوع من العزلة، لأن العالم الافتراضي لا يقدم نفس التواصل الاجتماعي الذي يقدمه العالم الواقعي، والأهم هي ظاهرة العزلة الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة، فالكل اليوم أصبح لديه هاتف وعالم خاص به، ولا تتشارك الأسرة الحديث فيما بينها إلا في الأمور المادية والمشاكل فقط، ما يخلق نوع من الانفصال بين أفراد الأسرة، وقد يكونوا متواجدين بنفس الغرفة إلا إن كل واحد فيهم يُمسك بالهاتف الخاص به ولا يتحدثون مع بعض.
- أمن المعلومات : لا توجد معلومة أمنة في ظل العصر الحديث وبسبب المخترقين الذي يتزايد عددهم كل يوم، بداية من المعلومات المهمة مثل أرقام الحسابات البنكية، وصولًا إلى المعلومات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجعل الفرد عرضة للوقوع تلك البيانات في اليد الخاطئة، وكثيرًا ما تُستخدم المعلومات أو الملفات الموجودة على الهاتف النقال في تهديد صاحبها وابتزازه، بل ووصل الأمر إلى استخدام بيانات الفرد على مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض سياسية أو اقتصادية، لأن الفيس بوك على سبيل المثال يعرف عن المُستخدم الكثير من المعلومات، مثل ما يحب وما يكره ومكان إقامته وتوجهاته السياسية والدينية والفكرية، ومشترياته، ومجال دراسته، وغيرها من المعلومات المختزنة من كثرة تواجد الفرد على الهاتف النقال وصفحات الإنترنت، التي تجعل الفرد عرضة للاستفزاز العاطفي أو الفكري تجاه موقف أو مبدأ معين.