معركة القادسية
اندلعت أحداث معركة القادسية بين المسلمين والفرس منذ يوم 13 من شهر شعبان وحتى السادس عشر من ذلك الشهر سنة 15 هجرية/ المصادف 16-19 نوفمبر سنة 636م، وقد حققت الجيوش الإسلامية الانتصار العظيم الصحابي سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- على جيوش الإمبراطورية الفارسية بقيادةِ رستم فرخزاد، وقد لعبت هذه المعركة دورًا في غاية الأهمية في فتح ، وترتب على ذلك حدوث تغييرات جذرية في الأراضي العراقية والفارسية بضمهما تحت راية الدولة الراشدة، وفي هذا المقال سيتم التحدث عن قائد معركة القادسية سعد بن أبي وقاص وبعض تفاصيل حياته. معركة القادسية
قائد معركة القادسية
هو الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص مالك القرشي الزهري، وُلد في في شبه الجزيرة العربية في سنة 23 قبل الهجرة، ويُقال في سنة 27 قبل الهجرة أيضًا، يعتبر من أهم وأقرب الصحابة إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- فهو من ، كما أنه أيضًا من السابقين الأولين لاعتناق ، ويعد أول من رمى سهامه في سبيل الله تعالى، كما أنه من أبرز أصحاب الشورى الست الذين وقع اختيار الفاروق عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عليهم لانتقاء خليفة يأتي بعده. سعد بن أبي وقاص
حياته ووفاته
نشأ ابن وقاص في مسقط رأسه مكة المكرمة في كنفِ قبيلته قريش، وقد امتهن منذ نعومة أظفاره صناعة القسي وبري السهام، وقد عُرف بين أبناء جيله بأنه الأحد بصرًا وقصر الجسم.
توفي سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه بعد وفاة المهاجرين الذين رافقوه في هجرته من مكة إلى المدينة، وجاء ذلك خلال فترة حكم معاوية بن أبي سفيان في عام 55 هـ، وقد فارق الحياة داخل أسوار قصره في منطقة العقيق التي تبعد عن بنحو 10 أميالٍ فقط، وحمله المسلمين على رقابهم وشيعوه إلى مثواه الأخير بعد أن صلى عليه والي المدينة مروان بن الحكم، قد ناهز عمره في ذلك الحين بضع وسبعين عامًا، ويشار إلى أنه قد ترك إرثًا بلغ 200 ألف وخمسين ألف درهم. سعد بن أبي وقاص
إسلامه
يقترن ذكر ابن وقاص بالسابقين الأوائل للإسلام، فيقال بأنه السابع بعد ستةٍ ممن اعتنقوا الإسلام، وقد دخل الإسلام وحَسُن إسلامه في عمر 19 عامًا، وقد جاء ذلك قبل أن يفرض الله -عز وجل- على عباده الصلاة، وتشير المعلومات إلى أن إسلامه قد بُني على رؤيا دعته إلى اعتناق الإسلام، وحظي بعد ذلك بمكانةٍ مرموقة بين الصحابة -رضوان الله عليهم جميعًا- وتحديدًا أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- فاهتم به وعلمه قراءة القرآن الكريم وأعلن نبأ إسلامه، وبالرغم من معارضة أمه لإسلامه وتهديدها له بالصيام عن الأكل والشرب حتى الموت؛ إلا أنه لم يتراجع عن إسلامه قط، فترتب على ذلك نزول الآية الكريمة «وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» سورة لقمان:15.
انضم سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- إلى حشود المسلمين الذين هاجروا إلى المدينة المنورة قبل هجرة الرسول -صلى الله عليه وسلم، وقد انتقل مع أخيه عمير بن أبي وقاص بين مكة والمدينة، ووصلا إلى منزل أخيهما عتبة بن أبي وقاص وأقاما في بيته.
معاركه
شارك قائد معركة القادسية سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه في عددٍ من المعارك والغزوات، فكان شاهدًا على جميع الغزوات التي قام بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- من بدرٍ وأحدٍ والخندق وخيبر وفتح مكة، كما كان شاهدًا أيضًا على صلح الحديبية، وقد أدى دورًا هامًا في حماية الرسول -صلى الله عليه وسلم- في المعارك والغزوات، وقد اختاره عليه الصلاة والسلام لقيادة السرية المسلمة إلى خرار في شهر ذي القعدة.
إنجازاته
- أول من أراق الدماء لأجل الإسلام.
- قائد وجحافل الجيوش الإسلامية التي حققت انتصارًا عظيمًا على الفرس.
- فاتح كل من نهرشير في سنة 16 هـ، كما فتح أيضًا كل من حلوان وجلولاء.
- فتح مدينة الكوفة وإعادة ترميمها وبنائها بعد احتراقها عن بكرة أبيها.
- أحد العشرة المبشرين في الجنة.
- راوي من رواة الحديث الموثوق بهم، فروى في صحيح مسلم 18 حديث، وفي بخاري 5 أحاديث، أما في مسند بن حنبل فتجاوزت 177 حديث.
- شخصية مرموقة عند أهل السنة والجماعة نظرًا لما قدمه من إنجازاتٍ للإسلام، فهو حامل الثلاث رايات للمهاجرين في يوم ، والقائد المسلم الأبرز ضد الجيوش الفارسية.