قارات العالم

تعريف القارة

تُعَرَّف القارة لٌغَةً في “معجم المعاني الجامع” بأنها: الواسعةُ المطمئنةُ من الأرض، وكل قطعة عظيمة من اليابس، وهي أحد أجزاء اليابسة الكبرى وقسم من أقسام الأرض الخمسة، وهي: إفريقيا، ، أوربا، ، . وفي “مختار الصحاح”: قارَّةٌ بالفتح والشدة هي المكان الذي يُستَقَرُّ فيه.

أما اصطلاحاً، فهي الأرضُ الشاسعة اليابسة، لها خصائصٌ ومميزاتٌ معينة، تضم غالبا عناصر عرقية متقاربة، هكذا فالقارة كلفظ لا يَقتصر فَقط على المِساحة الجُغرافِية، بَل يَشمَل كذلك العُنصر الثقافي، إذ لكلِّ قارةٍ طَبعها الثَّقافي الذي يميزُها عَن بَاقي القَارات.

قارات العالم

يختلف العلماء والجغرافيون حول عدد قارات العالم، فمنهم من يعدُّها خمسَ قارات، ومنهم من يقول بست قارات، في حين يذهب آخرون إلى القول بوجود سبع قارات في العالم. إلَّا أن عدد القارات الرائج عموماً هو خمسُ قارات فقط، وهي: إفريقيا، أوربا، آسيا، أستراليا، وأمريكا.

قارة آسيا

تمتد قارة آسيا Asia على 44.58 مليون كلم²، وبالتالي فهي أكبر قارات العالم من حيث المساحة، إذ تغطي 8.7% من المساحة الإجمالية للكرة الأرضية، ويقع معظمها في الشمال الشرقي للأرض، يعيش فيها حوالي 4.7 مليار نسمة حسب تقرير للأمم المتحدة سنة 2016، لتكون كذلك أكثر قارات العالم اكتظاظا بالسكان، وتضم قارة آسيا أعلى نقطة في العالم وهي جبل “إفرست” في سلسلة جبال الهيمالايا الواقعة بمنطقة التابعة لجمهورية الصين الشعبية، وعدد دول هذه القارة حسب كتاب “أطلس العالم” إجمالا هو 51 دولة، من بينها: فلسطين، أفغانستان، أرمينيا، أذربيجان، بنغلاديش، بوتان، دار السلام، كامبوديا، الصين، كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية، اليابان، قطر، سلطنة عمان، البحرين، العراق، الأردن، الكويت، السعودية، الإمارات…
عرفت القارة الآسيوية ظهور وانتشار كل الديانات السماوية بها (اليهودية مع موسى عليه السلام و المسيحية مع عيسى عليه السلام بفلسطين، والدين الإسلامي الحنيف مع محمد صلى الله عليه وسلم بمنطقة الحجاز بشبه الجزيرة العربية)، كما شهدت كذلك قيام أعظم الحضارات في العالم (حضارة بلاد الرافدين، حضارة بلاد فارس، الحضارات الهندية القديمة…).

قارة إفريقيا

تمتد قارة إفريقيا Africa على مساحة تبلغ 30.37 مليون كلم²، بنسبة تصل 6% من المساحة الإجمالية للكرة الأرضية، وتقع في منتصف الكرة الأرضية، حيث يقع حوالي ثلثها جنوبَ العالم، في حين يبقى الثلثان شماله، وتضم إفريقيا 1.384 مليار نسمة حسب تقرير أممي بتاريخ 21 يونيو 2017 بنسبة تصل 14.8% من إجمالي سكان العالم.

تضم قارة إفريقيا 54 دولةً بما في ذلك جزيرة مدغشقر وعددا من الجزر التابعةِ لدولة . كما أنه من الملاحظ تعدد الأعراق الأصلية و الهجينة في القارة، وذلك بسبب الهجرات المتعددة التي عرفتها منذ أقدم العصور(قبيلة حِمْيَر اليَمنية، قبيلة بني معقلٍ،قبيلة بني سليم، قبيلة بني هلال…).

يذكر بن خلدون في أصل تسمية إفريقا أن “إفريقش بن كنعان” عندما قرر إتمام هجرته إلى الشمال الإفريقي، حط الرحال بتونس التي كانت تسمى قديما “إفريقية” فسميت القارة بعد ذلك بهذا الإسم.

قارة أوربا

تعرف قارة أوربا Europe بالقارة العجوز، ويعود إطلاق هذه التسمية عليها إلى عدة أسباب أهمها: النسبةُ المرتفعةُ لكبَار السنِّ مقارنةً مع نسبة الشباب والأطفال، وذلك بسبب ما عرفته القارة من خسائر بشرية في صفوف الشباب خلال الحربين الكونيتين الأولى والثانية.

تمتد على مساحة تصل إلى 10.18 مليون كلم²، بنسبة تصل 7.1% من النسبة الإجمالية للكرة الأرضية، ويبلغ عدد سكانها 741.4 مليون نسمة، وتضم 23 دولة.

قارة أمريكا

تضم قارة أمريكا كلا الشمالية والجنوبية، بالرغم من أن هناك من يعتبرهما قارتين منفصلتين، إلا أن أن الرائج كما ذُكر أنهما قارةٌ واحدة.

تمتد القارة الأمريكية على مساحة تبلغ 42.55 مليون كلم²، بنسبة 8.3% من إجمالي مساحة العالم، كما يبلغ عدد القاطنين بها حوالي 1.002 مليار نسمة بنسبة 13.5% من إجمالي سكان الأرض، وتضم 35 دولة (23 دولة في الشمال، و12 دولة في الجنوب).

تم اكتشاف القارة الأمريكية خلال فترة الاكتشافات الجغرافية خلال القرن الخامس عشر (البرتغالية، الاسبانية،الهولندية، الفرنسية، والانجليزية)، وعرفت حملاتِ تصفيات وإبادة عرقية شنها الأوربيون ضد السكان الأصليين الذين أطلق عليهم أول مستكشفي العالم الجديد (أمريكا) و هو “كريستوفر كولومبوس “اسم “الهنود”، حيث كان يظن أثناء رحلته البحرية أنه طاف حول العالم و وصل إلى ، لتصبح القارة بُعَيدَ الاكتشافات الجغرافية وإبادة السكان الأصليين مورداً أساسيا للمعادن النفيسة لأوربا.

قارة أستراليا

تقع قارة أستراليا Australia في الجنوب الشرقي للكرة الأرضية، وهي أصغر قارات العالم، إذ تمتد على مساحة تصل 7.692 مليون كلم²، يقطن بها حوالي 24.13 مليون نسمة كأقل كثافة سكانية بين القارات الخمس، وتضم 14 دولة أكبرها دولة أستراليا.

تعد القارة الأسترالية من المناطق التي استكشفت حديثا من طرف الرحالة الهولندي (في بداية القرن السابع عشر)، إذ تعرض سكانها الأصليون ـ على غرار سكان أمريكا ـ للإبادة العرقية وسوء المعاملة من طرف المستعمرين، خاصة الانجليز، كما قل عددهم بسبب الأمراض والأوبئة التي جلبها الأوروبيون معهم، ولم يكن السكان الأصليون يحملون لقاحات ضدها.

القطب الجنوبي

من العلماء والجغرافيين من يعتبر منطقة القطب الجنوبي قارةً قائمة الذات، إلا أنها لا ترقى لمستوى القارة، إذ على الرغم من أن مساحتها تصل إلى 13.829 مليون كلم² إلا أن 68% من مساحتها جليد، بينما تبلغ المساحة الخالية من الجليد 32% فقط.