قيام الدولة العباسية وابرز خلفائها

نسب العباسيين

ينحدر العباسيون من الفرع الهاشمي لقبيلة قريش، وقد لُقِّبوا بهذا الاسم نسبة لمؤسس دولتهم “أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي” الملَقَّب باسم “أبي العباس السفاح” . وقد اتخذ العباسيون لقرابتهم من حجة شرعية للدفاع عن دولتهم والتفاف الناس حولهم، لذلك و كما يذكر الأستاذ عبد العزيز أمين في “تاريخ العصر الوسيط” أنهم “حرصوا على أن يكونوا ممثلين في هيئتهم وسلوكهم، فاهتموا بإقامة الشعائر الدينية و محاربة الزندقة… ونظموا موسم الحج كل سنة، وقربوا إليهم علماء الدين، و عنوا بالقضاء، وتحملوا مسؤولية الجهاد بالثغور الإسلامية”.

قيام الدولة العباسية وأبرز خلفائها

أدت العديد من الاضطرابات السياسية و إلى ضعف الدولة الأموية، يذكر المسعودي أهم أسباب زوال دولتهم وانتقال الحكم إلى العباسيين في الجزء الثالث من كتابه “مروج الذهب”، حيث يقول: “سئل بعض شيوخ بني أمية عقب زوال الملك عنهم إلى بني العباس، فقالوا: إنا شغلنا بلذاتنا عن تفقد ما كان تفقده يلزمنا، فظلمنا رعيتنا فيئسوا من إنصافنا… وخلت بيوت أموالنا، و وثقنا بوزرائنا فآثروا مرافقهم على منافعنا”. هكذا زالت دولة الأمويين التي تأسست على يد معاوية بن أبي سفيان سنة 41هـ، لتخلفها الدولة العباسية في حكم المسلمين سنة 132هـ.

سنوات قبل قيام الدولة العباسية

يذكر المؤرخون أن العباسيين في بادئ الأمر قاموا للإطاحة التي شاع الظلم و الجور في عهدها، ومطالبين بإرجاع الخلافة لآل البيت في شخص “محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب” رضي الله عنهم، والملقب ب”محمد النفس الزكية”، و انضموا لأتباع محمد ضد الأمويين، فبدأت دعوتهم سريةً بمركزين رئيسيين بالكوفة وخراسان منذ بداية القرن الثاني للهجرة النبوية، وما أن طلت سنة 128هـ حتى شعرت أنها تمتالك قوة كبيرة وأنصارٍ كُثُرٍ لمواجهة الحكم الأموي الذي أصبح ضعيفا لا يتحمل الضربات الفجائية، فأعلنوا الثورة بخراسان بقيادة “أبو مسلم الخرساني” الذي استطاع أن يتقدم بجيشه في انتصارات متوالية على الأميين من خراسان إلى بلاد فارس، قم إلى ، كما استطاع جند بني العباس أن يدخل الكوفة سنة 132هـ، و بمجرد أن استتب الأمر للعباسيين بالكوفة بويع أبو العباس السفاح كأول خليفةٍ للدولة العباسية، متناسين بذلك لما قاموا من أجله ضد الأمويين، لتقوم بينهم وبين محمد النفس الزكية وأتباعه معارك عديدة كان آخرها معركة فخ سنة 169هـ، ليخمد العباسيون بذلك ثورات العلويين ضدهم، وكان العباسيون قد حولوا مركز الحكم من دمشق بالشام إلى بغداد بالعراق التي صارت عاصمة لدولتهم.

قد يهمك هذا المقال:   معلومات تاريخية عن مصر

الامتداد المكاني والزمني للدولة العباسية

أُقيمت دولة بني العباس على يد أبي العباس السفاح سنة 132هـ، ووكان مع سقوط العاصمة بغداد في يد المغول سنة 656هـ، فكان امتدادها الزمني خلال 524 سنة. أما مجاليا، فقد امتد نفوذهم من شرق إفريقية (تونس) غربا، مرورا بمصر وشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وصولاً إلى تخوم بلا فارس وخراسان شرقاً.

أبرز خلفاء الدولة العباسية

يُقَسِّم المؤرخون (من بينهم الأستاذ عبد العزيز باحو في كتاب “في رحاب التاريخ”) تاريخ الدولة العباسية إلى ثلاث مراحل أساسية حكم خلالها أربعٌ وخمسون خليفة، والحري بالذكر أن خلفاء هذه الدولة تميزوا بألقاب متبوعة بلفظ الجلالة (المعتصم بالله، المتوكل على الله…)، ومن بين أهم هؤلاء الخلفاء:

  • عهد الخلفاء الكبار: يذكرهم مجموعة من الأساتذة الباحثين في كتاب “تاريخ العصر الوسيط”، وهم

:# عبد الله الثاني بن محمد (136هـ)، ألقابه: أبو جعفر المنصور
:# محمد بن عبد الله (158هـ)، ألقابه: أبو عبد الله، المهدي
:# موسى بن محمد (169هـ)، ألقابه: أبو محمد، الهادي
:# هرون بن محمد (170هـ)، ألقابه: الرشيد، أو موسى، أبو جعفر
:# محمد بن هارون (193هـ)، ألقابه: أبو عبد الله، الأمين
:# عبد الله بن هارون (198هـ)، ألقابه: أبو العباس، المأمون
:# محمد بن (218هـ)، ألقابه: أبو إسحاق، المعتصم
:# هارون بن محمد (227هـ)، ألقابه: أبو جعفر، الواثق بالله

  • مرحلة الطور الثاني: يذكرهم جلال الدين السيوطي في كتاب “تاريخ الخلفاء” وهم:

:# محمد بن جعفر (247هـ) ، ألقابه: أبو جعفر، المنتصر بالله
:# أحمد المستعين بالله (248هـ)، ألقابه: أبو العباس، المستعين بالله
:# المعتز بالله (252هـ) ، ألقابه: أبو عبد الله، المعتز بالله
:# محمد بن هارون الواثق (255) ، ألقابه: أبو إسحاق، المهتدي بالله
:# أحمد بن جعفر المتوكل (256هـ) ، ألقابه: أبو العباس، المعتمد على الله
:# أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل (279هـ) ، ألقابه: أبو العباس المعتضد بالله، السفاح الثاني
:# علي بن أحمد المعتضد (289هـ) ، ألقابه: أبو أحمد، المكتفي بالله
:# جعفر بن أحمد المعتضد (295هـ) ، ألقابه: المقتدر بالله، أبو الفضل
:# محمد بن أحمد المعتضد (320هـ) ، ألقابه: أبو منصور، القاهر بالله
:# محمد بن جعفر المقتدر (322هـ) ، ألقابه: أبو العباس، الراضي بالله
:# إبراهيم بن جعفر المقتدر (329هـ) ، ألقابه: إبو إسحاق، المتقي لله
:# عبد الله بن علي المكتفي (333هـ) ، ألقابه: أبو القاسم، المستكفي بالله

  • مرحلة التدهور النهائي: حكم خلال هذه المرحلة العديد من الخلفاء ذكرهم “محمد شاكر” في الجزء الخامس من كتاب “التاريخ الإسلامي”، ومن بينهم: محمد بن أحمد المستظهر (المفتي لأمر الله)، يوسف بن محمد المقتفي (المستنجد بالله)، محمد بن أحمد الناصر لدين الله (الظاهر بأمر الله)، سليمان المستكفي (المستكفي بالله)، محمد المتوكل على الله (المتوكل على الله الثالث) .
قد يهمك هذا المقال:   عدد سكان المانيا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *