تعريف الجنابة
- تعريف الجنابة في اللغة: تعرف الجَنَابَةُ في معجم المعاني الجامع بأنها البُعْدُ، فيقال: تَجَنَّب المَجْلِسَ أي بَعُدَ عَنْهُ، وقال عز من قائلٍ في سورة إبراهيم، الآية 35 {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ}سورة إبراهيم، الآية 35، كما تعني كذلك القُربَ والمُحَاذَاةَ والكَنَفَ، فيقال: ” أَطْلُبُ مُجانَبَتَكَ” أي أطلب قربك، ويقال: جَنُبَ يَجْنُبُ جَنَابَةً فهو مَجْنُوبٌ.
- تعريف الجنابة اصطلاحا: المقصود بالجنابة في الاصطلاح حالُ من ينزل منه منيٌّ أو يكون منه جماع، وقد سميت بهذا الاسم لأنها ابتعادٌ عن كل ما يستوجب الطهارة كالصلاة، وهي كل ما يُزال بالغُسْلِ.
كيفية الاغتسال من الجنابة
تُوجِبُ الجنَابَةُ الغسل والطهارة، وتتعدد موجبات الغُسل و منها: خروج المني بشهوة يقظة أو بسبب الإحتلام، ودليل ذلك ما رواه في صحيحه عن رضي الله عنها أن أم سليم “سألت الرسول صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق (بما معناه: لا حياء في الدين)، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟، قال صلى الله عليه وسلم ـ نَعَم، إِذَا رَأَت المَاءَ (أي إذا وجدت أثراً بعد الاستيقاظ)”صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب ما لا يستحيا من الحق للتفقه في الدين، علاوة على الجماع ولو لم يكن فيه إنزال، ودليل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه وشرح العسقلاني عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جلس بين شُعَبِهَا الأربع ثم جَهَدهَا فقد وجب عليه الغسل وإن لم ينزل”ابن حجر العسقلاني ـ كتاب الغسل ـ باب إذا التقى الختانان.يجب أن يسبق نومٌ أو بولٌ، فالمُستحب أن يسرع الجُنُبُ بالاغتسال من الجنابة، إلا أنه إذا لم يفعل فلا بأس أن ينام إلى صلاة الصبح وألا يؤخرها بعد الاستيقاظ من نومه، حيث أن الغُسل من الجنابة أمر واجب و ضروري، لما في تأخيره من مخاطر صحية على الإنسان، لكن العديد من الناس لا يعرفون الكيفية الشرعية والخطوات التي يلزمهم الأخذ بها للطهارة من الجنابة.
كيفية الاغتسال من الجنابة في السنة النبوية (الغسل المسنون)
يتبعُ الجُنُب الخطوات التالية:
- إخلاص النية: إذ يجب على الجُنب قبل الشروع في عملية الاغتسال أن ينوي بقلبه الاغتسال من الجنابة ورفعه.
- غسل اليدين ثلاثاً: مع تدليك الأصابع.
- إفراغ الماء باليد اليمنى على اليد اليسرى لغسل الفرج: وذلك لتطهير الفرج من أثر المني أو الجماع أو البول، مع عدم العودة له مرة أخرى.
- غسل اليدين جيدا للتخلص من نجاسة الفرج، إلا أنه في السنة كان النبي صلى الله عليه وسلم يضرب شماله على الأرض ثم يفركهما، لأن الأرض في عهده عليه الصلاة والسلام كانت ترابا (بدليل ما رواه البخاري عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قال: “…ثم ضرب بشماله الأرض، فدلكها دلكا شديدا”)، لكن في أيامنا هذه الأمر مختلف، لذا فإن رأي هو أن يقومَ المُغْتَسل بغسل يديه بالصابون، فلا ضير في ذلك.
- الوضوء الكامل: كما يتوضأ المرء للصلاة ما عدا الرجلين.
- تخليل سائر شعر الرأس بالماء: يجب إيصال الماء لأصول الشعر عن طريق الأصابع.
- سكب ثلاث حفنات من الماء على الرأس.
- إفاضة على سائر الجسد: ويكون من الأعلى إلى الأسفل، ومن الجهة اليمنى إلى الجهة اليسرى مع الدلك.
- غسل الرجلين: مع تدليك أصابع القدمين بالماء.
- المستحب قول الأذكار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد الانتهاء من الغُسل، ومن بينها: “أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين” (وتقال بعد الغُسل من الجنابة و بعد الوضوء للصلاة)، وكذلك: ” سبحانك اللهم وبحمد، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ” (وهي كفارة المجلس، كما تقال كذلك بعد الوضوء والغُسْلِ)
* أورد البخاري في صحيحه في كتاب الغُسل: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله.
- يروي البخاري في صحيحه عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وضوءه للصلاة غير رجليه، وغسل فرجه وما أصابه من الأذى ثم أفاض عليه الماء، ثم نحى رجليه فغسلهما، هذه غسله من الجنابة
- روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قال: قالت ميمونة: وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم ماءً للغسل، فغسل يديه مرتين أو ثلاثا ثم أفرغ على شماله فغسل مذاكيره ثم مسح يده بالأرض ثم مضمض واستنشق وغسل وجهه ويديه ثم أفاض على جسده ثم تحول من مكانه فغسل قدميه
طرق أخرى للغُسل (الغسل المجزئ)
المقصود بالغسل المجزئ هو الغسل الذي يشتمل النية مع تعميم سائر الجسد بالماء، ويذكر العلماء طرقا مختلفة جائزة للاغتسال من الجنابة، ومن بينها:
- النزول في ماء البحر بنية الاغتسال من الجنابة، فقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال: هو “الطهور ماؤه الحل ميتته”، رواه الإمام الترمذي وقال حديث حسن صحيح (إلا أنه لا يجوز الاغتسال في الماء الراكد لقوله صلى الله عليه وسلم: “لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم وهو جنب” رواه مسلم).
- إتباع الخطوات المذكورة في الغسل المسنون مع البدء أو تركه إلى النهاية، كما يصح بدون وضوءالشيخ عمر عبد الكافي ـ كيفية الاغتسال من الجنابة.
- الاغتسال بالرشاش (الدُّش)، وذلك بوضع الرأس تحته مع تخليل شعر الرأس جيدا بالماء، ثم إفاضة الماء مع الدلك على الجانب الأيمن ثم الأيسر من الجسم والتأكد من تعميم سائر الجسد.