كيفية الاقلاع عن التدخين
يحتوي علم البرمجة اللغوية العصبية على العديد من التقنيات التي تساعد على تغيير المعتقدات، والتخلص من السلوكيات الضارة، وبناء العادات الجيدة، ولا تحتاج هذه التقنيات بالضرورة إلى مختصين، فيمكن تعلمها وتطبيقها بشكل فردي، ويعتبر أحد الأمور التي يحتاج النجاح فيها إلى الاستعانة بجميع الوسائل الممكنة، لضمان أن يكون الإقلاع دائماً.
إن للإنسان القدرة على رؤية نفسه وحياته عن طريق التخيل، وخلال استرجاع صورته وحياته يمكنه القيام بالكثير من التعديلات التي ستدخل إلى نظام البرمجة الخاص به، فتجعله أكثر استعداداً للإقلاع عن التدخين، وأكثر ثباتاً على قراره.
تقنية استبدال الصورة الذهنية
تقوم التقنية على أن يرى المدخن نفسه في أحواله العادية، يرى أسرته وبيته، و، وأصدقاءه، ويظهر المدخن في تلك اللقطات وهو يدخن سيجارة، ثم يعمل على تعديل الصورة الأولى لتكون باهتة، وللمتواجدين فيها تعابير غير سعيدة، وعلى المدخن آثار المرض والإرهاق، ثم يرى نفسه في نفس تلك الأماكن ولكنه غير مدخن، ثم يعمل على الصورة لجعلها متلألئة وبألوان مميزة، وتعابير الموجودين فيها موحية بالسعادة والرضا، ويظهر المدخن قوياً وبصحة جيدة، وأثناء تخيل الصورة الأولى الباهتة يتم إحضار الثانية الملونة وجعلها في زاوية الصورة الأولى ثم يتم تكبيرها تدريجياً لتغطي على جميع الصورة، ويتم تكرار هذه العملية عدة مرات في أيام مختلفة، لدرجة أن يصبح العقل غير قادر على تذكر الصورة الأولى ويتذكر الصورة الثانية فقط ويبني سلوك الفرد عليها.
تقنية الجمع بين العقل الواعي واللاواعي
تهتم التقنية بالتوفيق بين العقل الواعي والعقل اللاواعي، يجلس المدخن في مكان هادئ، ويتخيل كل عقل في إحدى اليدين، ويسمح للعقل اللاواعي بالتعبير عن نفسه ورغباته التي يحققها له التدخين، ويعطى العقل الواعي فرصة مماثلة لتقديم الحقائق التي يعرفها عن التدخين، وتأكيد حقيقة أن مصلحة المدخن في الإقلاع عن التدخين، ويتم إجراء حوار بينهما يستمع كل منهما فيه للآخر دون مقاطعة، ويناقش آراءه، إلى أن يستطيع العقل الواعي إقناع العقل اللاواعي بحقيقة أنما يظنه مرتبطاً بالتدخين من سعادة واسترخاء وغيرها إنما هي ارتباطات وهمية لا حقيقة لها، وأن العقل والعاطفة سيستطيعان العمل بشكل أفضل دون التدخين وهو ما سيساعد على بطبيعة الحال، ويقترح العقل الواعي البدائل التي تحقق للعقل اللاواعي رغباته إلى أن يوافق العقل اللاواعي عليها، وبعد التوصل لقرار مشترك يقوم المدخن بضم يديه في المنتصف في دلالة على التوافق بين العقلين.
استخدام نظام القبول والرفض
تعتمد التقنية على تحليل الطريقة الشخصية للقبول أو الرفض، فلكل شخص أمور يرفضها بشكل قاطع ولا يقبل القيام بها مهما كانت الظروف، وأمور يقبلها بشكل كامل ولا يتردد فن القيام بها كل وقت، على أن يتذكر أموراً يرفضها بشكل قاطع، يتذكر المواقف التي رفض فيها القيام بها بتفاصيلها، كيف كان صوته، وتعبيرات وجهه، ومدى قناعته بضرورة عدم القيام بالأمر، ويصطحب معه هذه التفاصيل عندما يشعر بالرغبة في التدخين، فتطبيق نفس السلوك على أمر جديد يجعل العقل يفهم مباشرة أن درجة رفض المدخن له تامة، وسيساعده على عدم القيام بذلك بطرق جسدية مثل الغثيان والتقزز، وهي إحدى وسائل استخدام السلوك في التأثير على العقل.
تقنية التدريب الذهني
وتهدف إلى حماية المدخن من تكرار تجارب الإقلاع الفاشلة، وذلك بأن يبدأ تجربة الأمر في عقله عن طريق الخيال، فالتخيل عملية أقل وقتاً وجهداً وتكلفة من المحاولة في الحياة الحقيقة، خصوصاً عندما يكون المدخن ليس مستعداً بالكامل للإقلاع عن التدخين، ويقوم التخيل بتعويد العقل على الحياة الجديدة للمدخن، وجعله يجرب مكاسبها ومميزاتها، وعلى التخيل أن يكون إيجابياً متفائلاً، وليس متشائماً أو واقعياً، ويمكن أن يكون هذا التخيل سلوكاً يومياً في فترة الصباح أو قبل النوم، حيث يتخيل المدخن نفسه وهو يقضي يومه ويمارس حياته بشكل طبيعي دون التدخين، ويمر بذهنه على الأوقات التي عادة ما يدخن فيها ويختار عدم التدخين نهائياً، ومع تكرار هذا التخيل كل يوم فإن العقل اللاواعي والذي لا يستطيع التفريق بين الحقيقة والخيال سيظن أن الشخص قد أقلع عن التدخين فعلاً، وستصبح عملية الإقلاع عن التدخين في أرض الواقع أسهل، ولن يشعر الشخص برغبة قوية في العودة للتدخين.
ومثلما تخصص أعلى الجوائز وتزداد المشاهدات للأعمال السينمائية ذات القدرة العالية على محاكاة الواقع، والتي تتميز بتصوير عالي الدقة والوضوح وتفاصيل مليئة بالحياة، على جلسات التخيل التي يقوم بها المدخن أن تكون عالية الدقة وتهتم بما فيها من تفاصيل لتكون ذات تأثير كبير على العقل اللاواعي، وذلك باستخدام جميع الحواس، وتذكر الأماكن التي يتم التواجد فيها عادة بكافة تفاصيل شكلها ورائحتها وحتى الشعور المصاحب للتواجد فيها، وكلما قام المدخن بالتخيل أكثر كلما ازدادت مهارته في التخيل الماهر، مع التأكيد على أن ما عليه تخيله هو ما يريده أي الإقلاع الكامل عن التدخين وليس ما لا يريده، فأحياناً يحاول المدخن أن يتخيل عواقب التدخين التي يمكن أن تصيبه في محاولة لتخويف نفسه، إلا أن العقل الباطن لا يستطيع فهم النفي، أي أنه يصعب عليه فهم أن هذا أمر لا يريده المدخن أن يحدث، بينما يسهل عليه فهم ما يريده أن يحدث، وسيساعده على تحقيقه.
وقد صرح عدد من الناجحين في المجالات الرياضية أنهم يقومون بالتمارين الذهنية إلى جانب التمارين الجسدية، وأنهم يعتقدون أنها السر وراء نجاحهم.
وتظل قوة الإيمان والاتجاه الإيجابي والتفاؤل عوامل مهمة في نجاح هذه التقنيات في تحقيق المرجو منها، فإذا كان المدخن غير مقتنع بحقيقة البرمجة اللغوية العصبية وقدرتها على المساعدة في الإقلاع التدخين؛ فإنه سيطبق هذه التقنيات وهو غير مقتنع بفعاليتها، الأمر الذي سيقلل من فائدتها بالنسبة له، أما المتشائم فربما لن يكمل قراءة المقال ولن يجهد نفسه بتطبيق ما ورد فيه لإيمانه باستحالة الإقلاع عن التدخين، وقد أثبتت الدراسات أن المتفائلين هم الأقدر على تحقيق ما يرغبون به من المتفائلينرغم تساويهم في معدلات الذكاء والتحديات وظروف الحياة، فالتفاؤل مفتاح النجاح.