مقدمة عن الصلاة
لقد فرض الله سبحانه وتعالى على كل مسلم ومسلمة خمس صلوات في اليوم والليلة، ولا يكتمل يوم المسلم إلا بأداء هذه الصلوات ابتداءً بنية أدائها ثم يعقبها الوضوء ثم يأتي القيام بالأركان الأخرى مثل القيام والركوع والسجود؛ لذا ولأن الصلاة فرض رباني فواجب على المصلّي أن يتعرّف الطريقة الصحيحة لأدائها ويطبقها، وهنا نريد أن نجعل المصلّي المسلم أن يعرف كيفية الصلاة للمسلمين بقيامها وركوعها وسجودها وهذا لأنها ركن من أركان وكذلك أساس للإيمان والتوحيد.
النية لفعل الصلاة وتكبيرة الإحرام
- للبدء في تعلم كيفية الصلاة لا بد أن ينوي المصلّي فعل الصلاة، وذلك بعد أن يتأهب لها جيّدًا عن طريق الوضوء بالماء أو التيمم في حالة تعذّر وجود الماء.
- يختار مكانًا نظيفًا وطاهرًا بعيدًا عن الضوضاء ويستقبل القبلة إذا كان منفردًا، وإذا كان مع جماعة من الأشخاص فعليهم أن يجعلوا أحدهم إمامًا ويصلّوا خلفه، مع العلم أن صلاة الجماعة خير من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة، وفي هذا تحبيب وتفضيل، والحث على الذهاب إلى المسجد وأن يصلي الفرد مع جماعة المسلمين لما فيها من فوائد عظيمة.
- يبدأ المصلّي الصلاة متجهًا إلى القبلة مرتديًا زيًّا ساترًا ونظيفًا وطاهرًا.
- يرفع يديه إلى أن يحاذي منكبيه ثم يكبّر لتكبيرة الإحرام فيقول: “الله أكبر” مبتدئًا الصلاة، ثم سنكمل في كيفية أداء صلاة المسلمين بـأهم الأركان.
القيام والركوع والسجود في صلاة المسلم
- يضع المصلّي يده اليمنى على اليسرى في الجانب الأيسر، أي عند جهة القلب، ثم يقرأ دعاء الاستفتاح وهو ليس واجبًا؛ ولكن يستحب قراءته وهو أن يقول: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك.
- البسملة “بسم الله الرحمن الرحيم” ثم يقرأ سورة الفاتحة وهي واجبة القراءة في كل ركعة، وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب”، ثم يقول بعد أن ينتهي من السورة “آمين”، ثم يقرأ ما تيسّر من القرآن.
- ثم يكبّر للركوع “الله أكبر” رافعًا يديه إلى ما يحاذي المنكبين ثم واضعًا يديه على ركبتيه، ويقول: “سبحان ربي العظيم” ثلاث مرّات، وإن زاد فهو تطوّع منه.
- ثم يكبّر ليقف مرة أخرى قائلًا: “سمع الله لمن حمده”. “ربنا ولك الحمد”، وأما في صلاة الجماعة فيقول الإمام ” سمع الله لمن حمده”، أما بقية المصلين فيقولون: “ربنا ولك الحمد”.
- ثم يكبّر ويسجد على سبعٍ، وهي”الركبتان، أطراف القدمين، الكفّان، الجبهة، الأنف” وذلك بأن يضع ركبتيه أولاً ثم راحتي يديه ثم جبهته ثم أنفه ويقول: “سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرّات وإن زاد فهو تطوّع منه ويمكن له أن يدعو بما شاء في السجود.
- ثم ليرفع رأسه من السجود مكبّرًا ويجلس على رجله اليسرى وينصب رجله اليُمنى ويضع يده اليمنى على طرف فخذه الأيمن قريبًا من الركبة ويقبض الخنصر والبنصر ويرفع السبابة ويحركها عند الدعاء، ويجعل طرف الإبهام مقرونًا بطرف الوسطى، أما اليد اليسرى فيجعلها مبسوطة الأصابع على طرف الفخذ الأيسر الآخر مما يلي الركبة، ويقول ما بين السجدتين: “ربِّ اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واجبرني”، ثم ليسجد مرة أخرى وليقل كما قال في الأولى ” سبحان ربي الأعلى” ثلاث مرّات.
- ثم ليرفع رأسه مكبّرًا من السجود ليبدأ الركعة الثانية، وليكرر كما في الأولى مع وجود استثناء وهو بعد الانتهاء من السجدة الثانية في الركعة الثانية عليه أن يجلس على رجله اليسرى وليقل التشهد الأول وهي: “التحيّات لله والصلوات والطيّبات، السلامُ عليكَ أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلامُ علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله”.
- إذا كانت أكثر من ركعتين كثلاث في صلاة المغرب أو أربع ركعات كما في صلاة الظهر والعصر والعشاء، فإن المصلي في الركعة الثالثة في المغرب أو الرابعة في بقية الصلوات الرباعية يقول بعد التشهّد في آخر ركعة، ما يسمى الصلاة الإبراهيمية حيث يقول: “اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد”، ويسلّم ملتفتًا بكل رأسه إلى جانبه الأيمن ليقول: “السلامُ عليكُم ورحمة الله”، ويكرر ذلك على جانبه الأيسر.
ماذا بعد الصلاة؟
كيفية الصلاة تتلخص في أداءها لخمس مرات يوميًا بما سبق ذكره من أساسات وقواعد متفق عليها، لكن إسلام المرء لا يكتمل فقط بالصلاة، بل يجب أن يكون ويتعرف على أيضًا، هذا إلى جانب المستمر وكذلك المداومة على ذكر ، يأتي بعد ذلك أركان الإسلام الأخرى وأساساته كالصدقة والزكاة وحج بيت الله.
إسلام المرء هو بناء يجب أن يكون صلب العماد والأركان، والبداية الصحيحة هي معرفة كيفية الصلاة والالتزام بها، لكنها ليست النهاية، فأمام المسلم الكثير ليفعله قبل أن يقابل ربه.