كيفية الصلاة على الميت

حكم الصلاة على الميت

أوجد الله تعالى الموت لجنيع الناس بعد انقضاء أعمارهم المكتوبة، وجعل الموت حق على جميع الناس مهما اختلفت جنسياتهم وأعراقهم وأصولهم ودياناتهم، ولم يقتصر الموت على بل شمل الكائنات الحية جميعها فالإنسان والحيوان والنبات جميعها تعيش ثم تموت في وقتٍ وزمانٍ محددٍ عند رب العالمين الذي يقبض الأرواح متى أراد، وجعل الله تعالى الصلاة على الميت فرض كفاية على المسلمين، أي أنه إذا قام بها جمعٌ من المسلمين سقطت عن البقية، و أو ما تُعرف بصلاة الجنازة في الإسلام هي صلاة جمعٍ من المسلمين على الميت المسلم غير الشهيد، لأن الشهيد لا يصلى عليه صلاة الميت ولا يكفّن ولايُغسّل بل يدفن كما هو. وقد جعل الله أجرًا عظيمًا لديه لذا يحرص المسلمون على حضور الجنازات والصلاة على الميت طمعًا في رضا الله ومغفرته، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أجر الصلاة على الميت، وحكم الصلاة على الميت في المقابر ومشروعية التهليل والتكبير خلال الجنازة، وكيفية الصلاة على الميت وبعض المسائل الأخرى المتعلقة بالصلاة على الميت.

أجر الصلاة على الميت

جعل الله تعالى الصلاة على الميت “صلاة الجنازة” بابًا لدخول الجنة والتنعم بها، لذا فرضت المشاركة في صلاة الجنازة على المسلمين جميعًا إيمانًا بالله وتقربًا لرضاه لأن لها أجرٌ ومكانة عظيمة عند الله تعالى يدخل بها المسلم الجنة، فقد أمر بالصلاة على الميت في المسجد ثم المشي مع الجنازة إلى المقبرة رجالًا من دون النساء، ثم البقاء فيها إلى أن يتم دفن الميت، وقد ورد ثواب أداء صلاة الجنازة في الحديث النبوي التالي: عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنَّ رَسُولَ قَالَ:”مَنِ اتَّبَعَ جَنَازَةَ مُسْلِمٍ، إيمَاناً وَاحْتِسَاباً، وَكَانَ مَعَهُ حَتَّى يُصَلَّى عَلَيْهَا وَيَفْرُغَ مِنْ دَفْنِهَا، فَإنَّه يَرْجِعُ مِنَ الأجْرِ بِقِيرَاطَيْنِ، كُلُّ قِيرَاطٍ مِثْلُ أحُدٍ، وَمَنْ صَلَّى عَلَيْهَا ثُمَّ رَجَعَ قَبْلَ أنْ تُدْفَنَ، فَإنَّهُ يَرْجِعُ بِقِيرَاط متفق عليه، والحديث يدل على عظم أجر الصلاة على الميت أنها تساوي “قيراطان” الواحد منهما يساوي حجم جبل أُحد الموجود في ، فكلما حرص المسلم على حضور جنازات المسلمين من أهله وأقربائه ومعارفه فإنه يجمع أقراطًا كثيرة وثوابًا عظيمًا يجده سببًا لدخوله الجنة يوم القيامة.

قد يهمك هذا المقال:   قصة يونس عليه السلام

حكم الصلاة على الميت في المقابر

يجوز للمسلمين أداء صلاة الجنازة في المقبرة لأن -صلى الله عليه وسلم- صلى على قبرٍ بعدما دفن، لكن الأولى والأكمل أن يأخذ أهل الميت المتوفى إلى مصلى المسلمين أو المكان المؤهل لصلاة الجنازة قبل الذهاب إلى المقبرة، وذلك ليشهد الصلاة عليه جمعٌ غفيرٌ من المسلمين.

أما بالنسبة للتهليل أو رفع الصوت خلال المشي بالجنازة أو عند الدفن أو عند الحفر والتلفظ الجماعي بالتكبير والتهليل كقول: وحدووه، أو لا إله إلا الله بصوتٍ جماعيٍ عالٍ، فلا أصل له في الشرع. بينما المشروع أثناء المشي والحفر والدفن أن يفكر الإنسان في آخرته وينظر جليًا لعاقبة الموت على الإنسان ويؤمن بها ويتعظ منها، أما أن يذكر الله أو يدعو بدعاءٍ بينه وبين نفسه دون رفع الصوت فلا حرج في ذلك.

كيفية الصلاة على الميت

الصلاة على الميت صلاة تؤدى في وقتٍ معين بعد موت أحد المسلمين غير الشهيد، وهي صلاة قائمة لا ركوع فيها ولا سجود وتؤدى كما يلي:

  • عقد النية: إذ يتوجب على جميع المصلين بما فيهم الإمام بعقد النية قبل الصلاة على الميت ومحلها القلب دون التلفظ العلني لها.
  • أن يقف الإمام عند وسط الكفن إن كان لإمرأة وعند الرأس إن كان رجلًا، ثم يتجه الجميع إلى القبلة، ثم يتقدم الإمام على المأمومين في الصلاة إن كان هناك متسع، أما إذا كان المسجد أو مكان الصلاة ضيقًا فيجوز للمأمومين الوقوف على جانبين الإمام من اليمين واليسار.
  • يسن للمصلين جميعًا رفع الكفين عند كل تكبيرة.
  • يبدأ الإمام بالتكبيرة الأولى وبقول: الله أكبر، ثم يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم البسملة ثم يقرأ سورة الفاتحة، يليها سورة قصيرة من آيات القرآن كسورة الإخلاص أو الكوثر، دون أن يطيل، ويجوز عدم قراءة السورة القصيرة، مع ضرورة العلم بعدم مشروعية البدء بدعاء الاستفتاح كما في الصلوات المفروضة، ودعاء الإستفتاح هو: “سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدّك ولا إله غيرك”
  • يكبّر الإمام بالتكبيرة الثانية ثم يقرأ الجزء الأخير من التشهد أي الصلاة الإبراهيمية فيقول: اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ، وبارك على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد. ويجوز له أن يكتفي بقول ” اللهمّ صلّ على محمد “.
  • يكبّر بالتكبيرة الثالثة ويبدأ بالثبات عند السؤال والرحمة والمغفرة لذنوبه ومن الأدعية المأثورة في صلاة الجنازة الدعاء التالي: اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ داراً خَيراً من دارِه وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النّارِ، وَقِه عَذابَ القَبْرِ رواه مسلم وأحمد، أو بالدعاء بأدعية مشابهة وردت في كتب الأذكار.
  • يكبّر الإمام للتكبيرة الرابعة ثم يقول: اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ ، كما ورد في رياض الصالحين للنووي.
  • يسلّم الإمام تسليمةً واحدةً عن يميمنه كما ورد عن فعل النبي-صلى الله عليه وسلم- ويجوز له أن يسلم تسليمه ثانيةً عن يساره.
قد يهمك هذا المقال:   الرقية الشرعية من العين والحسد

المراجع

  1. موقع الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، حكم صلاة الجنازة في المقبرة والتهليل عند الدفن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *