كيفية صلاة الاستخارة ودعائها

صلاة الاستخارة

يرتبط المسلم طوال وقته بالله -عزَّ وجل- وذلك من خلال أدائه للصلوات والعبادات والنوافل وغيرها من الأعمال، وكلما ازداد ارتباط المسلم بربه ازدادت درجة تعلقه بالصلاة، ولذلك يلجئ إلى أداء في غير أوقاتها التي تُشرع فيها ليعرض على الله -سبحانه وتعالى- حاجةً له يسأله التوفيق فيها، ويطلب منه أن يُيسر له ذلك الأمر ما دام خيراً، وأن يصرفه عنه إن كان شراً له، ولأجل ذلك فقط جاءت صلاة الاستخارة التي من خلالها يقف المسلم أما خالقه يُناجيه ويطلب منه التوفيق والسداد في كلِّ أمره، وفي الأمور العصية والدقيقة بشكلٍ أبرز، وفي هذه المقالة بيان حكم صلاة الاستخارة والكيفية التي تكون عليها صلاة الاستخارة من حيث الأداء.

معنى الاستخارة

يُمكن تعريف الاستخارة بعدة تعريفات بناءً على معناها اللغوي والاصطلاحي، فالاستخارة في اللغة تعني: طَلَبُ الْخِيَرَةِ فِي الشَّيْءِ، من استخار يستخير فهو مستخير، والاستخارة طلب الخير، وتأتي بمعنى الانتقاء والاصطفاء. تعريف ومعنى استخار معجم المعاني الجامع أما في الاصطلاح الشرعي فتعني: طَلَبُ الاخْتِيَارِ من الله. أو هي: (طَلَبُ صَرْفِ الْهِمَّةِ لِمَا هُوَ الْمُخْتَارُ عِنْدَ اللَّهِ وَالأَوْلَى من خلال القيام بِالصَّلاةِ أَوْ الدُّعَاءِ المخصوص لأجل ذلك). كيفية صلاة الاستخارة صيد الفوائد.

حكم صلاة الاستخارة

سنةٌ مشروعةٌ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيُشرع لمن عرضت له حاجةٌ مُلحَّةٌ أن يلجئ إلى الدعاء أو الصلاة يسأل الله أن يهيئ له الخير بين أمرين احتار أيهما الأصلح له، وقد ثبتت مشروعية صلاة الاستخارة في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، كما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يستخير في أموره جميعها، وكان يأمر أصحابه بها،سيد سابق، فقه السنة، 1/211، بتصرف. ومن النصوص الدالة على مشروعية صلاة الاستخارة ما رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: (كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُعَلِّمُنا الاستخارةَ في الأمورِ كما يُعَلِّمُنا السورةَ من القرآنِ …)،رواه البخاري في صحيحه عن جابر بن عبدالله، حديث رقم (1162)

قد يهمك هذا المقال:   حقوق الجار في الاسلام

كيفية صلاة الاستخارة ودعائها

لصلاة الاستخارة عددٌ من الكيفيات الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأكثرها شيوعاً اقترانها بالصلاة، وفيما يلي بيان كيفيات صلاة الاستخارة وصفتها حيث أن صفة صلاة الاستخارة مختلفٌ فيها بين الفقهاء، فمنهم من قال أنها تقترن بالصلاة وتؤدى معها ويدعو المسلم دعائها خلال الصلاة، ومنهم من قال أن يعقب الصلاة ولا يكون داخلاً فيها، وفيما يلي بيان كيفياتها:مجموعة من العلماء، الموسوعة الفقهية الكويتية، 3/243، بتصرف.

  1. الصورة الأولى: وهذه الصورة اتفق عليها أصحاب المذاهب الفقهية الأربعة، وهي الصورة الأوفق والأكثر شيوعاً، وتكون صلاة الاستخارةً بناءً على هذه الكيفية أن يُصلي المسلم ركعتين من غير صلاة الفريضة بنية أداء صلاة الاستخارة تخصيصاً، فيُحسن وضوئهما وأداء أركانهما وشروطهما، وبعد أن ينتهي من أداء الركعتين يدعو بدعاء الاستخارة المعروف والوارد في صحيح الحديث وصيغته أن يقول: (اللهم إني استخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم فإنك تعلم ولا أعلم وتقدر ولا أقدر وأنت على كل شيءٍ قدير، اللهم إن كنت تعلم أن في هذا الأمر -يسمي ما يريده- خيرٌ لي في ديني ودنياي ومحياي ومماتي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن فيه – يُسميه إن شاء- شرٌ لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه ثم اقدر لي الخير حيث كان ثم رضِّني به).
  2. الصورة الثانية: أن يدعو المسلم -طالب الاستخارة- بدعاء الاستخارة سابق الذكر دون أن يؤدي لأجل ذلك صلاةً ولا غيرها، وذلك في حال تعذَّر عليه أداء الصلاة لأي سببٍ، كأن لا يمكنه أدائها بسبب عارضٍ أو مرضٍ أو نحو ذلك، وهذه الصورة قال بها الفقهاء الثلاثة (الحنفية والمالكية والشافعية) ولم يقل بها فقهاء الحنابلة.
  3. الصورة الثالثة: أن يذكر المسلم – طالب الاستخارة- دعاء الاستخارة عقب أيِّ صلاةٍ أدائها بغير نية الاستخارة، وبنية الصلاة الأخرى، وهذه الصورة أخذ بها أو قال بها فقهاء المالكية والشافعية ولم يقل بها غيرهم من أهل العلم.
قد يهمك هذا المقال:   الفرق بين صلاة الضحى والشروق

كيفية الاستخارة تفصيلاً

بعد بيان صفة صلاة الاستخارة وكيفياتها الواردة عند الفقهاء ينبغي الشروع في بيان الكيفية التفصيلية لصلاة الاستخارة، وهي على النحو الآتي: كيفية صلاة الاستخارة صيد الفوائد.

  1. يتوضأ المستخير -طالب الاستخارة- كما يتوضأ لأي صلاةٍ أخرى.
  2. ينبغي على المستخير أن يُراعي المطلوبة لأي صلاةٍ من استقبال القبلة وستر العورة وغير ذلك.
  3. ينوي المستخير أداء صلاة الاستخارة شارعاً فيها بعد أن يكون ذهنه وعقله وقلبه موجهاً نحو طلب ما يريد.
  4. يؤدي المستخير ركعتين كاملتين كأي صلاةٍ أخرى مكونة من ركعتين، ويُسنُّ له أن يقرأ فيها بعد وفي الركعة الأولى منها بسورة الكافرون، ويقرأ في الركعة سورة الإخلاص.
  5. بعد أن يُتمَّ المستخير الركعتين على النحو المتقدِّم يُسلم عن يمينه وشماله معلناً انتهاء صلاته.
  6. ينتقل المستخير إلى دعاء الاستخارة قبل تحوله عن القبلة وقيامه من مجلسه، فيرفع يديه متوجهاً إلى الله بالدعاء ويُثني على الله -تبارك وتعالى- ويُصلي ويسلم على نبيه المصطفى – صلى الله عليه وسلم- ويذكر صيغة دعاء الاستخارة المتقدم ويُضمِّن فيه حاجته.
  7. بعد انتهاءه من دعاء الاستخارة يصلي على النبي مرة أخرى ويُثني على الله ويحمده.
  8. بعد ذلك تكون صلاة الاستخارة قد انتهت وينبغي أن يكون شعور المسلم موجهاً أن ما فعله من الصلاة هو توكيلً له إلى الله وترك الأمر له، ويجب التنبه أن لا علاقة بين الأحلام وإجابة الداعي إلى الاستخارة فمهما رأى من الأحلام ربما لا يكون لها علاقةٌ مباشرةٌ بالاستخارة إنما يكون ذلك بتيسير الله لما طلبه في جميع أبواب التيسير، أو تعطيله له إن لم يكن به خيراً كما أراد الله.

المراجع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *