كيفية صلاة الاستسقاء

الصلاة في الإسلام

للصلاة في الإسلام أهمية عظيمة، ومنزلة رفيعة؛ فهي الركن الثاني من ، وهي عمود الدين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بُني الإسلام على خمس: إيمان بالله ورسوله، والصلاة الخمس، وصيام رمضان، و، وحج البيت ).الراوي: نافع مولى ابن عمر | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 4514 | خلاصة حكم المحدث: [معلق] وقد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين خمس صلوات في اليوم والليلة، وقد أمرهم سبحانه بتأديتها في أوقات وأوضاع مختلفة؛ كصلاة الخوف، وصلاة الكسوف، وصلاة الخسوف، و، و، وفي هذا المقال سيتم تناول موضوع كيفية صلاة الاستسقاء بشكل خاص وصلاة الاستسقاء بشكل عام من حيث المعنى، والحكم الشرعي لها، وتفصيل أدائها عند أصحاب المذاهب الفقهية.

معنى الاستسقاء

الاستسقاء لفظ كغيره من الألفاظ في التي تزخر بها اللغة العربية، لها معنيان واحد في اللغة وواحد في الاصطلاح، وفيما يلي بيان لكلا المعنيين:

• الاستسقاء في اللغة اسم، مصدر الفعل استسقى، ويراد به: طلب السقيا، ومنه دعاء الاستسقاء، وصلاة الاستسقاء، يُقال: عمَّ الجفاف، وخرج الناس يقيمون صلاة الاستسقاء أي: صلاة طلب إنزال المطر من الله عز وجل. تعريف ومعنى استسقاء
• الاستسقاء في الاصطلاح: طلب العبد للسقيا من الله سبحانه وتعالى بمطر وذلك لحاجة العباد إليه على صفة مخصوصة.كتاب: الفِقْهُ الإسلاميُّ وأدلَّتُهُ، المؤلف: أ. د. وَهْبَة بن مصطفى الزُّحَيْلِيّ، الناشر: دار الفكر – سوريَّة – دمشق الطبعة: الرَّابعة، الجزء(2)، صفحة(1438).
• صلاة الاستسقاء: صلاة نافلة بكيفية مخصوصة يتقرب بها العبد إلى الله سبحانه وتعالى لطلب السُّقيا منه بإنزال المطر عند الجَدْب والقحط. صلاة الاستسقاء: تعريفها وحكمها ومكانها وصفتها

حكم صلاة الاستسقاء

للفقهاء في حكم صلاة الاستسقاء آراء عدّة، وفيما يلي بيان لها:كتاب: الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية – الكويت، الطبعة: (من 1404 – 1427 هـ)الطبعة الثانية، دار السلاسل – الكويت، الجزء (3)، الصفحة( 303-304)

1. صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، سواءٌ أكانت بالدعاء فقط، أو بالصلاة و معاً، وذلك لفعل النبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة والمسلمون من بعده، وإلى هذا القول ذهب كل من فقهاء المذهب الشافعي، وفقهاء المذهب الحنبلي، ومحمد بن الحسن من فقهاء الحنفية.
2. سنية الدعاء الوارد في الاستسقاء فقط، مع جواز غيره، وإلى هذا ذهب الإمام أبو حنيفة.
3. صلاة الاستسقاء تعتريها الأحكام الثلاث؛ فتكون صلاة الاستخارة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذا حلّ الحدب والقحط، ولوجود الحاجة إلى الشرب لشفاء الناس أو لدوابهم، ومواشيهم، وفي أي مكان كانوا؛ في حضر أو سفر أو صحراء، أو سفينة، وتكون مندوبة، في حق من كان أرضه خصبة ويصلي الاستخارة لمن كان في جدب وقحط، وتكون مباحة في حق من لم يكن في حاجة إلى الشرب، أو ليس في محل، وقد أتاهم الغيث، ولكن لو اعتمدوا عليه فقط لما كفاهم، وإلى هذا القول ذهب فقهاء المالكية.

كيفية صلاة الاستسقاء

صلاة الاستسقاء ركعتان، وتشبه ، و للفقهاء في كيفيتها تفصيلات عديدة وفيما يلي بيان لكيفيتها عند أصحاب المذاهب الفقهية:كتاب: الفقه على المذاهب الأربعة المؤلف: عبد الرحمن بن محمد عوض الجزيري، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان الطبعة: الثانية، 1424 هـ – 2003 م، الجزء(1)، الصفحة(325-327)

كيفية صلاة الاستسقاء عند فقهاء الشافعية

كيفية صلاة الاستسقاء عند فقهاء الشافعية ككيفية صلاة العيدين عندهم، بيد أنّه يشترط فيها أن تؤدى جماعة، وأن يكون الإمام حاكم المسلمين أو نائبه. وخطواتها:

1. يكبر المصلي تكبيرة الإحرام ثم يقرأ دعاء الافتتاح.
2. يكبر المصلي سبع تكبيرات عدا تكبير الإحرام، ثم يتعوذ ويبسمل ويقرأ سورة الفاتحة، ثم يقرأ سورة ق، أو سورة الأعلى، ويفصل بين كل تكبيرتين مدة تقدر بآية معتدلة، ثم يكمل بقية أعمال الركعة الأولى؛ من ركوع وقيام وسجود.
3. التكبير للقيام، ثم التكبير خمس تكبيرات عدا تكبيرة القيام، ثم قراءة الفاتحة، وسورة الغاشية أو سورة القمر.
4. إكمال بقية أعمال الصلاة من ركوع وسجود وتسليم.
5. بعد الفراغ من صلاة الركعتين يندب أن يخطب الإمام خطبتين، يستغفر الله قبل الشروع في كل منهما تسع مرات؛ فيقول: (أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه)، ويستحب للإمام أن يحول رداءه؛ بأن يجعل أعلاه أسفله، ويمسك بيده اليسرى طرف رداءه من الأسفل من جهة اليمين، ويجعلها على كتفه، ويمسك بيده اليمنى طرف رداءه الأسفل من جهة اليسار ويجعلها على كتفه.

كيفية صلاة الاستسقاء عند الحنفية

صلاة الاستسقاء عند فقهاء الحنفية شأنها شأن صلاة العيدين، بيد أنّه لا يكبر فيها تكبيرات الزوائد، بل يقتصر على تكبيرات الصلاة، وبعد الفراغ من الصلاة، يخطب الإمام أو نائبه خطبتين كخطبتي العيد، ويكون واقفاً على الأرض وبيده قوس، أو سيف أو عصا، ويقلب رداءه بأن يجعل باطنه للخارج، وخارجه للداخل.

كيفية صلاة الاستسقاء عند فقهاء الحنابلة

صلاة الاستسقاء عند فقهاء الحنابلة شأنها شأن صلاة العيد؛ يكبر فيها الإمام سبع تكبيرات في الركعة الأولى، وخمس تكبيرات في الركعة الثانية، ويقرأ بعد سورة الفاتحة في الركعة الأولى سورة الأعلى، وفي الركعة الثانية سورة الغاشية، وبعد تمام الصلاة يخطب الإمام خطبة واحدة، يفتتحها بالتكبير ويكثر فيها من على النبي صلى الله عليه وسلم، ويكثر فيها الاستغفار، ويسنُّ أن يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه، والأفضل أن يقول في الدعاء: (اللهم اسقنا غيثاً هنيئاً، مريعاً، غدقاً، سحاً، طبقا، دائماً، نافعاً غير ضار؛ عاجلاً غير آجل، اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت. اللهم اسقنا الغيث، ولا تجعلنا من القانطين اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا بلاء، ولا هدم؛ ولا غرق، اللهم إن بالعباد والبلاد من اللأواء والجهد والضنك ما لا نشكوه إلا إليك. اللهم أنبت لنا الزرع؛ وأدر لنا الضرع واسقنا من بركات السماء، وانزل علينا من بركاتك، اللهم ارفع عنا الجوع والجهد والعري، واكشف عنا من البلاء ما لا يكشفه غيرك، اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفاراً، فأرسل السماء علينا مدراراً).

كيفية صلاة الاستسقاء عند فقهاء المالكية

صلاة الاستسقاء عند فقهاء المالكية حالها حال صلاة العيدين بيد أنه لا تكبيرات زوائد فيها، بل يقتصر على فقط، وبعد الفراغ من الصلاة يخطب الإمام خطبتين، حتى اذا انتهى من الخطبة الثانية، استقبل القبلة، وجعل ظهره للناس، وقلب رداءه، ثم يدعو الله، ويطيل في الدعاء.

المراجع