قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «إن الله زادكم صلاة فحافظوا عليها وهي الوتر» البخاري،عرف علماء اللغة الوتر بأنه ذات العدد الفردي من غير الفريضة، والشفع هو الركعتان من صلاة الوتر وتكون زوجي، وتأتي على كيفية مخصوصة في وقت مخصوص، وقد وردت العديد من الأحاديث النبوية في فضل صلاة الوتر، وأفتى الإمام أحمد ابن حنبل بأنه من ترك صلاة الوتر فهو رجل سوء لا تقبل شهادته، فما هو فضل صلاة الوتر؟ وما هو حكمها؟ وما هو الهدي النبوي في صلاة الشفع و الوتر؟
فضل صلاة الوتر
شرعت صلاة الوتر في وقت مخصوص وهو من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر وذلك لأنه وقت تقل فيه الأعمال وينفرد فيه المسلم بالصلاة فلا يوجد ما يشغل باله أو يؤرقه، لذلك عظم فضلها وأجرها، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «الوتر حق على كل مسلم من أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل» أبو داوود والنسائي، وقال: «إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم، قلنا: يا رسول الله ما هي؟ قال: الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر» أحمد.
كيفية صلاة الوتر
صلاة الوتر هي صلاة فردية تأتي على صورة مخصوصة، أقل الوتر ركعة، فهي إما ركعة واحدة أو ثلاث ركعات أو خمس أو سبع أو تسع أو إحدى عشر ركعة، والأفضل في صلاة الوتر أن يصلي المسلم الشفع وهو ركعتان ثم يسلم منهما ويوتر بواحدة، ويجوز صلاة ثلاث ركعات بتشهد واحد وسلام واحد.
- يقرأ المسلم في الركعة الأولى فاتحة الكتاب و سورة الأعلى.
- وفي الركعة الثانية يقرأ الفاتحة وسورة الكافرون.
- ثم يتشهد ويسلم وهذه هي صلاة الشفع.
- ثم يقوم للركعة الثالثة وهي الوتر فيقرأ فيها فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص ثم يتشهد ويسلم.
- يجوز الجمع بين الثلاث ركعات في صلاة واحدة لا يجلس فيها للتشهد الأوسط بل يجلس في الثالثة للتشهد ويسلم حتى لا تشبه صلاة المغرب.
- إذا أوتر المسلم بخمس أو سبع فالأفضل أن يصليها جميعًا بتشهد واحد وسلام واحد.
- إذا أوتر المسلم بتسع ركعات، يتشهد بعد الركعة الثامنة ولا يسلم ثم يقوم إلى التاسعة ويتشهد و يسلم.
- إذا أوتر المسلم بإحدى عشر ركعة فإنه يسلم في كل ركعتين ويفرد بالأخيرة. 1
قال الله تعالى:{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} الفجر: 3-4، وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء حتى طلوع الوقت، وقد سأل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز عن أفضل وقت لأداء صلاة الفجر فأجاب؛ أن المسلم مخير في الوقت من شاء أوتر في أول الليل ومن شاء أوتر في آخره والأفضل تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل لمن تيسر له ذلك، أما من خاف ضياع الوقت منه بأن يغلبه النوم فلا حاجة لتأخيره والسنة أن يوتر في أوله.
أحكام تتعلق بصلاة الوتر
- حكم صلاة ركعتين بعد صلاة الوتر: يجوز والسنة أن الوتر هو آخر الصلاة. 2
- حكم قراءة سورة الأعلى وسورة الكافرون وسورة الإخلاص بشكل دائم في الثلاث ركعات الأخيرة من التهجد: هذا هو هدي النبي صل الله في صلاة الوتر وهو الأفضل لكنه ليس بواجب. 3
- حكم القنوت في الوتر: هو مستحب وفعله أفضل لكنه ليس بواجب يعني لو تركه المسلم أو فعله سواء. 4
- حكم صلاة الوتر في جماعة: إن من هدي النبي صل الله عليه وسلم صلاة الوتر منفردًا آخر الليل وأوله، فلا تجوز المداومة على صلاتها في جماعة إلى في رمضان بعد صلاة التراويح، أما في غير ذلك فلا. 5
- مجموع فتاوي ابن باز (14/ 117)
- اللجنة الدائمة (57/6)
- مجموع فتاوى ابن باز (11/ 353- 354)
- اللجنة الدائمة. (70/ 6)