كيفية صلاة الظهر

صلاة الظهر

صلاة الظهر هي إحدى صلوات الفروض، والمقصود بالفروض كل عمل فرضه الله -سبحانه وتعالى- على الفرد ليقوم به كما هو دون زيادة أو نقصان، والفرض هو ما يُثاب فاعله ويُعاقب تاركه، وصلوات الفروض هي الصلوات الخمس و، وكلمة الظُّهر مشتقة من الظَّهيرة وهي شدة الحر، ويبدأ وقت صلاة الظهر من الوقت الذي تزول فيه الشمس من وسط السماء وتبدأ بالميلان جهة المغرب، ويكون من علامات ذلك أن يزيد الظل بعد نقصانه، فإذا أراد المرء أن يعرف هذا الأمر ويتأكد من أن الشمس زالت وبدأ وقت صلاة الظهر، فإنه يُقدِّر ظل الشمس، ثم ينتظر قليلاً ويُقدِّره مرة أخرى، فإذا بقي الظل كما هو فإن الشمس لم تزُل وإن نقص الظل تكون الشمس زالت، أما نهاية وقت صلاة الظهر فتكون عندما يُصبح لكل شيء ظل مثله تماماً باستثناء الظل الذي يكون عند .

ومن الأدلة على تحديد وقت صلاة الظهر ما رواه جابر بن عبد الله أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- جاءه جبريل -عليه السلام- فقال: (قمْ فصلِّه، فصلَّى الظهرَ حينَ زالت الشمسُ، ثم جاء العصرُ فقال: قمْ فصلِّه فصلَّى العصرَ حينَ صار ظِلُّ كلِّ شيٍء مثلَه..)،الراوي: جابر بن عبدالله، المحدث: الألباني، المصدر: إرواء الغليل، الصفحة أو الرقم: 250، خلاصة حكم المحدث: صحيح وقد وردت بعض الأمور المستحبة المتعلقة بصلاة الظهر ومنها أنه إذا كان الحر شديد جداً فإنه يُستحب تأخيرها، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (إذا اشتدَّ الحرُّ فأَبرِدوا بالظُّهرِ، فإنَّ شدةَ الحرِّ من فَيْحِ جهنَّمَ)،الراوي: أبو هريرة، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الجامع، الصفحة أو الرقم: 340، خلاصة حكم المحدث: صحيح كما ويُستحب تعجيل آداء صلاة الظهر في حال لم يكن هناك حر شديد أو غيم، وقد نهى الرسول -عليه الصلاة والسلام- عن الصلاة قبل آذان الظهر بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، أي عند قيام الشمس في وسط السماء وقبل زوالها قليلاً، ويُستثنى من هذا الأمر صلاة التطوع يوم الجمعة.

قد يهمك هذا المقال:   شروط صلاة الاستخارة

كيفية صلاة الظهر

تتكون صلاة الظهر من أربع ركعات، وهي صلاة سرية، يُقرأ في الركعتين الأولى والثانية ما تيسر من القرآن الكريم أو سورة كاملة من السور القصيرة بالإضافة لسورة الفاتحة، أما الركعتين الأخيرتين فيُقرأ فيهما سورة الفاتحة فقط، وفيما يأتي كيفية أداء صلاة الظهر بالتفصيل:

  • بداية الصلاة باستقبال قبلة المسلمين.
  • النية بالقلب، فينوي المُصلي في قلبه أنه سيُصلي صلاة الظهر، ولا يتلفظ بالنية.
  • رفع اليدين بمحاذاة الأذنين وتكبير ، وهي بمثابة افتتاح للصلاة، فيقول: الله أكبر.
  • وضع اليد اليُمنى على اليسرى على منطقة الصدر، ومن ثم قراءة دعاء الاستفتاح.
  • الاستعاذة بالله والبسملة وقراءة سورة الفاتحة ثم سورة قصيرة كاملة أو ما تيسر من القرآن الكريم.
  • الركوع، وهو الانحناء مع وضع اليدين على الركبتين مع استقامة في الظهر وعدم مطأطأة الرأس، وإنما جعل الرأس في مستوى الظهر، ومن ثم قَول: سبحان ربي العظيم ثلاث مرات، وإذا أراد المُصلي أن يزيد فيزيد إلى خمس أو سبع أو تسع أو ما عدا ذلك على أن يكون رقماً فردياً.
  • الاستقامة من الركوع مع قَول: سمع الله لمن حمده، وبعد الاعتدال تماماً قَول: ربنا ولك الحمد.
  • السجود، بحيث يسجد المُصلي على المساجد السبعة أو الأعضاء السبعة وهي الركبتين، وأطراف القدمين، والكفين، والجبه ة مع الأنف، وبسط أصابع اليدين ومُجافاة البطن عن الفخذين، ومجافاة العضدين عن الجنبين والمرفقين عن الركبتين، ورفع الساعدين عن الأرض، وقَول: سبحان ربي الأعلى ثلاث مرات، وإن أراد المُصلي الزيادة فيزيد شرط أن يكون العدد وتراً، ويُستحب أن يدعي المُصلي في السجود بما يُريد من أمور الدنيا والآخرة.
  • الرفع من السجود، فيجلس المُصلي مفترشاً رجله اليُسرى، وناصباً لرجله اليُمنى، ويجعل رؤوس أصابعه إلى جهة القبلة، ويبسط يديه على فخذيه ويقول: اللهم اغفر لي.
  • السجود مثل المرة الأولى تماماً.
  • القيام للركعة الثانية، وتأديتها مثل الركعة الأولى تماماً، وبعد الرفع من السجدة الثانية الجلوس وقراءة التشهُد، وأثناء قراءة التشهُد يقبض المُصلي ثلاثة من أصابع يديه اليُمنى وهم الخنصر والبنصر والوسطى، ويرفع السبابة.
  • القيام للركعة الثالثة، فيها يقرأ سورة الفاتحة فقط دون قراءة سورة قصيرة، ويُكمل الركعة مثل الركعة الأولى تماماً.
  • القيام للركعة الرابعة وقراءة سورة الفاتحة فقط دون قراءة سورة قصيرة، ومن ثم إكمال الركعة مثل الركعة الثانية، وبعد الرفع من السجدة الثانية يجلس للتسليم فيُخرج رجله من تحت قدمه اليُمنى المنصوبة أي أنه يتورّك، ثم يقرأ التشهُد كما قرأه المرة الأولى، وبعد التشهد يقرأ الصلاة الإبراهيمية، ثم يدعو بما يريد.
  • التسليم عن اليمين ثم عن الشمال، فيقول المُصلي: السلام عليكم ورحمة الله عن شماله ويكررها عن يمينه.
قد يهمك هذا المقال:   الخشوع في الصلاة

سنة صلاة الظهر

اختلفت المذاهب الفقهية على سنة صلاة الظهر، فالحنابلة قالوا أن الصلاة ما عدا الفرائض هي وهي مقسومة إلى سنة راتبة وسنة غير راتبة، وأما سنة الظهر الراتبة فتكون ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها، وقد استندوا بذلك إلى حديث ابن عمر: (حفظت عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلم عشر ركعات ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها..)،الراوي: عبدالله بن عمر، المحدث: أحمد شاكر، المصدر: مسند أحمد، الصفحة أو الرقم: 7/216، خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أما الحنفية فقد قسموا النافلة التابعة للفرض إلى مسنونة ومندوبة، ومن المسنونة سنة صلاة الظهر، وهي أربع ركعات قبل الظهر بتسليمة واحدة وركعتين بعدها، في حين أن الشافعية قسموا النافلة التابعة للفرض إلى سنة مؤكدة وسنة غير مؤكدة، وسنة الظهر تُعتبر من السنة المؤكدة وهي ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها.

وقد ثبت عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنه كان يُصلي في اليوم والليلة عشر ركعات ويواظب عليها، ومنها ركعتين قبل الظهر وركعتين بعدها، كما وقد ثبت عن -رضي الله عنها- أنها قالت: (أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان لا يدَعُ أربعًا قبلَ الظهرِ، وركعتينِ قبلَ الغَداةِ)،الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: 1182، خلاصة حكم المحدث: صحيح ولا يتنافى حديث ابن عمر مع حديث عائشة -رضي الله عنهما- حيث إن الزيادة قد تكون علمتها عائشة ولم يعلمها عمر والله أعلم، وهُنا يجدر الذكر أنه من الأفضل أن يُصلي المسلم أربعاً قبل الظهر واثنتين ولهذا فضل عظيم، حيث روت أم حبيبة -رضي الله عنها- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- قال: (من صلَّى أربعًا قبل الظهرِ وأربعًا بعدها حرمه اللهُ على النارِ)،الراوي: أم حبيبة، رملة بنت صخر بن حربن المحدث: ابن باز، المصدر: فتاوى نور على الدرب لابن باز، الصفحة أو الرقم: 10/278، خلاصة حكم المحدث: ثابت، وإن اكتفى المُصلي بركعتين قبلها وركعتين بعدها فلا حرج في ذلك لحديث ابن عمر،

قد يهمك هذا المقال:   دعاء الخروج من المسجد

فالأربع ركعات قبل الظهر والركعتين بعدها هي سنة الظهر، فيُصلي المسلم سنة الظهر الراتبة أربعاً بتسليمتين بعد آذان الظهر، وركعتين بعد صلاة الظهر وإن زادها وصلى أربعاً بتسليمتين بعدها فهو أفضل وأعظم، وصلاة الجمعة ليس لها سنة راتبة قبلها، إلّا أنه يُمكن أن يُصلي المسلم ما تيسر له سواء أربع أو ست أو ثمان ركعات أو يزيد على ذلك، فقد روى أبو هريرة عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (من اغتسل، ثمَّ أتَى الجمعةَ، فصلَّى ما قُدِّر له..)،الراوي: أبو هريرة، المحدث: مسلم، المصدر: صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 857، خلاصة حكم المحدث: صحيح أي لم يُحدد له عدد ركعات، ومن السنة أن يُسلم بعد كل ركعتين، والجدير بالذكر أن المقصود بالسنة الراتبة هي السنة التي كان الرسول -عليه الصلاة والسلام- يواظب عليها.

المراجع

  1. الموسوعة العربية العالمية، المجلد 15 (ص-ض-ط-ظ)، صفحة: 118
  2. الألوكة الشرعية: مواقيت الصلاة
  3. الألوكة الشرعية: أوقات الصلاة
  4. الألوكة الشرعية: بيان مواقيت الصلاة
  5. الدرر السنية: وقتُ صلاةِ الظُّهرِ
  6. showfatwa&Option

    FatwaId&Id=110′ target=’_blank’>إسلام ويب: سنة الظهر القبلية والبعدية

  7. الإمام بن باز رضي الله عنه: سنة صلاة الظهر القبلية والبعدية
  8. الإمام ابن باز رضي الله عنه: راتبة الظهر القبلية

الهوامش

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *