كيفية صلاة الليل

وردت العديد من الآيات الكريمة التي تحثنا على آداء لما له من فضل عظيم، قال الله تعالى في كتابه الكريم مخاطبًا نبيه: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} الإسراء: 79، وقال في وصف المؤمنين {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا}[السجدة:16] ومن خلال هذه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية التي وردت في نفس المعنى، استدل على أن صلاة الليل هي سنة مؤكدة يثاب فاعلها ويعاتب تاركها، ومن خلال السطور القادمة سوف نتعرف على كيفية صلاة الليل، وفضلها، والوقت الأفضل لتأديتها.

فضل صلاة الليل

قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا} الفرقان: 64، وقال: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} الذاريات: 17-18، قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها» فقيل لمن يا رسول الله، قال: «من أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائمًا والناس نيام» الطبراني والحاكم وصححه الألباني، وقال صل الله عليه وسلم: «أتاني جبريل فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، و أحبب ما شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس» الحاكم والبيهقي.

الوقت المفضل لصلاة الليل

أفتى علماء السنة والجماعة بجواز صلاة الليل في أي وقت من الليل في أوله أو أوسطه أو آخره، إلا أن الوقت الأفضل لها هو الصلاة في الثلث الأخير من الليل وذلك لما ورد عن رسول الله صل الله عليه وسلم في فضل ذلك الوقت مستجاب الدعاء والذي تتنزل فيه الرحمات،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صل الله عليه وسلم: «ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له» البخاري ومسلم.

قد يهمك هذا المقال:   فوائد الصوم

كيفية صلاة الليل كما صلاها النبي

قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآَنَ تَرْتِيلًا} المزمل: 1-4 وصفت لنا الآيات الكريمة أن صلاة الليل هي صلاة طويلة القيام تستغرق الليل كله، أو نصفه، يرتل فيها أي يقرأ على وجه حسن، ويستحب فيها طول القيام.
وقد وصف لنا حذيفة صحابي رسول الله صلاة الليل كما صلاها نبي الرحمة فقال: « صليت وراء رسول الله صل الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة ثم مضى، فقلت يصلي بها في ركعة فمضى، فقلت يركع بها، ثم افتتح فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مسترسلًا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول سبحان ربي العظيم فكان ركوعه نحو من قيامه، ثم قال سمع الله لمن حمده ثم قام طويلًا قريبًا مما ركع ثم سجد فقال سبحان ربي الأعلى فكان سجوده قريبًا من قيامه» مسلم.
وقد بين لنا علماء الفقه بأن صلاة الليل هي صلاة الطمأنينة، يقوم فيها المصلي حتى يطمئن لقيامه، ويركع فيها حتى يطمئن لركوعه ويسجد فيه حتى يطمئن لسجوده، يستحب فيها التسبيح في آيات التسبيح، والاستعاذة من النار والعذاب والشيطان في آيات التعوذ، وسؤال الرحمة عند ذكرها.

صلاة الليل في حياة السلف الصالح

ترك رسول الله صل الله عليه وسلم صلاة الليل ميراثًا للصالحين من بعده فحرصوا على أدائها وتمسكوا فيها فكان رضوان الله عليه يقوم الليل كله بركعة واحدة يقرأ فيها القرآن، وكان شداد ابن أوس إذا أوى إلى فراشه لا تهنأ له نومة ويظل يتقلب يمينًا ويسارًا على فراشه حتى يقوم إلى صلاته ويقول “اللهم إن جهنم لا تدعني أنام”،وحكى أبو عثمان النهدي أنه حل ضيفًا على أبا هريرة رضي الله عنه سبع ليال، فرأى أن أبا هريرة يقسم الليل بينه وبين امرأته وخادمه ثلاثًا، كل منهم يقيم ثلثه ثم يوقظ صاحبه.

قد يهمك هذا المقال:   الرقية الشرعية للاطفال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *