مؤسس الدولة الاموية

مؤسس الدولة الأموية

تُنسب لمؤسسها معاوية بن أبي سفيان الأمويّ؛ والذي يرجع نسبه لأمية بن عبد شمس القرشيّ، وقد ولد معاوية قبل البعثة بخمس سنوات، وكان إسلامه يوم فتح مكة، وكان من الصحابة المقربين من ، فقد كان من كُتاب الوحي، كما تولى قيادة أحد الجيوش الإسلامية المتوجهة لفتح الشام، وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب كان والياً على الأردن، وبعد وفاة يزيد بن أبي سفيان أصبح والياً على الشام، ومع خلافة عثمان بن عفان؛ أصبح معاوية والياً على جميع أقاليم الشام.

الخلاف بين عليّ ومعاوية

كان معاوية ممسكاً بزمام الأمور في ولايته على أقاليم الشام، وخاصة مع استمرار ولايته عليها ما يقرب من 20 عاماً، ما جعله عالماً بأحوالها وخبيراً بشؤون أهلها، وكان له كبير الفضل في حماية بلاد الشام من أي اعتداء، وكان الخليفة عثمان بن عفان يدعم تواجده في الشام، ولكن بمقتل الخليفة في الفتنة الأولى انقلبت الأحوال السياسية في الدولة الإسلامية.

فقد تولى الخلافة بعد عثمان الخليفة ، وبايعه المسلمون على الخلافة في المدينة إلا أنه فضل إقامة عاصمة في الكوفة، وقد حاول عليّ تهدئة الأمور بعد مقتل عثمان، وفضل تأجيل الأخذ بالثأر حتى تستقر أحوال الدولة، إلا أن فريقين آخرين رفضا ذلك وطالبا عليًّ بالأخذ بالثأر، وبينما كان على رأس الفريق الأول السيدة عائشة –رضي الله عنه، فقد كان على رأس الفريق الثاني معاوية بن أبي سفيان الأموي.

وقد خرج الفريق الأول لملاقاة عليّ بن أبي طالب وكانت سنة 36هـ، وانتهت المعركة بصلح الطرفين، بينما خرج الفريق الثاني بقيادة معاوية سنة 37هـ وكانت معركة صفين، وكان النصر فيها حليفاً لعليّ بن أبي طالب، وذلك قبل أن يقوم جيش معاوية برفع المصاحف على أسنة الرماح كحيلة منهم لقلب الموازين، وقد كان ذلك، فقد تفكك جيش عليّ وخرجت منه فئة الخوارج؛ وخرج منها بن ملجم ليقوم بقتل عليّ بن أبي طالب .

قد يهمك هذا المقال:   عجائب الدنيا السبع حدائق بابل المعلقة

نشأة الدولة الأموية

بعد مقتل عليّ بن أبي طالب حل مكانه ابنه الحسن مكانه في خلافة المسلمين، وكان ذلك بعد مبايعة أهل العراق له، بينما بايع أهل الشام معاوية على الخلافة، وقد تسبب الخلاف في المبايعة على تقدم معاوية بن أبي سفيان بجيشٍ نحو الحسن، إلا أن الحسن بن عليّ –رضي الله عنهما- لم يقبل بقتال المسلمين بعضهم البعض، وأرسل في طلب الصلح مع معاوية في ربيع الثاني من سنة 41هـ، ذلك الأمر الذي سهل على معاوية الوصول للخلافة، وكان حقناً لدماء المسلمين.

بعد تنازل الحسن عن الخلافة أصبح معاوية بن أبي سفيان الخليفة الأول للمسلمين بعد انتهاء العصر الراشدي، وأسس أول دولة قائمة على توارث الحكم والتي استمرت من سنة 41هـ وحتى سنة 132هـ، وقد نقل معاوية عاصمة الدولة الإسلامية من الكوفة إلى دمشق، وذلك رغبة منه في قيام دولته وسط الجموع المؤيدة له، فيعد معاوية من أكثر الولاة الذين طال بقائهم بالشام، ما مكنه من جمع الكثير من التابعين والمؤيدين له.

وبحكم قرب معاوية من الدولة البيزنطية؛ فقد أخذ عنها الكثير، فنظام الحكم الوراثي الذي بدأ في الدولة الإسلامية على يد معاوية هو في الأصل مأخوذاً من الدولة البيزنطية، فكانت ولاية العهد الأولى في الدولة ليزيد بن معاوية، وقد اتخذ معاوية لنفسه مقصورة خاصة بالمسجد، كما اتخذ عرشاً لنفسه، وعاش في قصور كالملوك، وهو مالم يكن معهوداً من قبل في العصر الراشدي.

نظام الحكم

أشهر أنظمة الحكم التي استحدثت في الدولة الأموية هو إحلال الحكم الوراثي محل نظام الشورى الذي كان مطبقاً في العهد الراشدي، كما أدخل الأمويين نظام الحراسة للخليفة، وهو مالم يكن متبعاً من قبل، فبعد الفتنة التي أودت بمقتل عثمان بن عفان ومن بعده علىٍّ بن أبي طالب، أصبح من الضروري حماية الخليفة من الغدر به، كما كان الخلفية هو المسؤول الأوحد عن الدولة وجميع السلطات مملوكه له، ولقد عارض الكثير من الصحابة نظام الحكم الأموي منذ قيام الدولة.

قد يهمك هذا المقال:   رجيم رمضان 30 كيلو

النظام الإداري

كان النظام الإداري في الدولة الأموية مرتبطاً بتوسعاتها، فتغيير الولاة أو تعيينهم ارتبط بالتوسعات الإسلامية، وكان الولاة من العرب فلم يتولى شؤون إدارة الأقاليم في الدولة الأموية أعجمياً، وتمثلت مهام الولاة في قيادة الجيش، وإمامة المصلين، وجباية الخراج من المسلمين، والإشراف على البريد، ومن أشهر الولاة في الدولة الأموية الحجاج بن يوسف الثقفي، وزياد بن أبيه، وعمرو بن العاص.

ومن أهم النظم الإدارية التي استحدثت في العصر الأموي “الدواوين”، وهي شبيه بالوزارات المعروفة في الوقت الحاضر، وهو نظام مأخوذ عن النظام الإداري البيزنطي، وكان معاوية أول من أنشا الدواوين، فأنشأ ديوان الخاتم؛ وكان خاص بالمراسلات والمكاتبات بين الخليفة وعماله على الأقاليم، وديوان البريد؛ وكان خاص بالمراسلات العامة، وديوان الرسائل؛ وكان مسؤولاً عن تسجيل أوامر الخليفة وكافة قراراته في إدارة الدولة.

توسعات الدولة الإسلامية

بعد مقتل عثمان بن عفان –رضي الله عنه- عام 35هـ خمدت حركة الفتوحات الإسلامية، ولم تخرج أي جيوش للفتح إلا بعد قيام الدولة الأموية، فقد توجه معاوية بفتوحاته نحو الدولة البيزنطية، فتركزت معظم الفتوحات في شمال إفريقيا، وتوجه في الشرق على بلاد ما وراء النهر، وقد استكمل الخلفاء الأمويين من بعده الفتوحات، ففتحوا أماهم الشمال الإفريقي “القيروان، برقة ، طنجة، فاس، قرطاجنة”، ولم ينتهي الفتوحات في الشمال الإفريقي إلا بعبورهم إلى الأندلس وفتحها على يد القائد موسى بن نصير.

وفي الاتجاه الأخر نحو الشرق؛ تمكن المسلمون من التوغل في بلاد ما وراء النهر، فدخلوا “بيكند، بخاري، بلخ، سمرقند، كاشغر، وملتان”، وكانت ملتان أقوى أقاليم بلاد السند وبعدها كانت بلاد السند جميعها تابعة للدولة الإسلامية، ولم تخمد حركة الفتوحات الإسلامية حتى وصلت الدولة الأموية لأقصى اتساع لها في عهد الخليفة هشام بن عبد الملك، حيث وصلت الفتوحات من الشرق حتى أطراف الصين، ومن الغرب حتى جنوب فرنسا.

قد يهمك هذا المقال:   محافظات مصر وعواصمها

رغم أن الخلفاء الأمويين استمروا في التوسع بعد هشام بن عبد الملك، إلا ان كانت قد أوشكت على الانهيار، خاصة مع وجود الكثير من الخلافات والصراعات والثورات الداخلية، ووصلت تلك المشكلات لأوج شدتها في عهد الخليفة مروان بن محمد، والذي لم يتمكن من السيطرة على زمام الأمور، وقابله من ناحية أخرى المد العباسي القادم من خراسان، فسقطت الدولة الأموية عام 132هـ، ليبدأ بعدها العصر العباسي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *