ما هو التضخم الاقتصادي؟

ما التضخم الاقتصادي

التضخم الاقتصادي (Inflation) هو واحد من أخطر الأزمات الاقتصادية التي تهدد دول العالم، لا سيما الدول ذات الاقتصاد الضعيف، والتضخم هو تغيُّر في مستوى الأسعار على مستوى الدولة، ويُقاس معدل التضخم الاقتصادي بالاعتماد على الرقم القياسي المُسجَّل لدى الدولة، ويكون هذا الرقم محسوبًا في سنةٍ قياسية ويُحسَب التضخم بناءً عليه، وهذا الرقم يكون خاصًّا بسعر المستهلك، إذ يسهم في توضيح كمية العرض والطلب على الخدمات والسلع المحلية والمستوردة.
الاقتصادي: التضخم الاقتصادي هو ارتفاع تدريجي في الأسعار، ينتج بسبب التوسع في العرض أو الطلب أو بسبب زيادة التكاليف.
من المعروف أيضًا أن التضخم الاقتصادي يشكل تهديدًا حقيقيًّا على اقتصاد أية دولة، وأن الدول عادةً لا تقدر على تحجيمه والسيطرة عليه، لكن الدول الكبيرة تعتمد على الوقاية من التضخم حتى لا يحدث من الأساس، لأنه يؤثر تأثيرًا سلبيًّا مباشرًا في مستوى المعيشة والقوة الشرائية للعملة أيضًا.

تاريخ التضخم الاقتصادي

في القرن التاسع عشر، كان العلم بأساسيات الاقتصاد قليلًا، ولم تكُن لعلم الاقتصاد مكانته الحالية، وحينها كان أكثر أنواع التضخم شهرةً هو التضخم النقدي، والذي ينتج نتيجة زيادة عرض النقود وقلة الطلب عليها، ومن ثمَّ تنخفض قيمة النقود ممَّا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وهذا لأنَّ العملة لم تعُد تملك قيمتها السابقة، والعكس صحيح؛ إذ إنه في حالة زيادة الطلب على النقود وانخفاض كميتها سينتج من ذلك انخفاض في الأسعار.
لاحقًا، ظهرت تحليلات عالم الاقتصاد جون مينارد كينز، الذي ركَّز على دراسة العوامل التي تؤثر في مستوى الدخل القومي النقدي وسعر الفائدة وكذلك دراسة الميل إلى الاستهلاك، وتوصَّل إلى أن التضخم ما هو إلا زيادة الكمية المطلوبة على الكمية المعروضة بشكلٍ محسوس ومستمر، وأدى إلى ارتفاعاتٍ مستمرة في الأسعار، أي أن التضخم هو وجود الكثير ممَّن يريدون شيئًا ما دون وجود مقدرةٍ لإنتاج هذا الشيء وتوفيره بتلك الكميات، ومن ثمَّ يزداد سعره (ارتفاع الطلب مقابل ندرة المطلوب).

قد يهمك هذا المقال:   بداية الثورة الصناعية

أنواع التضخم الاقتصادي

للتضخم الاقتصادي أنواع عديدة مبنية على أحوالٍ اقتصادية متنوعة مرت بها بلدان العالم، وكذلك دراسات الاقتصاديين والأكاديميين، وفيما يلي أهم أنواع التضخم الاقتصادي:

  1. التضخم الأصيل: النوع الأكثر شيوعًا وانتشارًا للتضخم الاقتصادي، ويحدث التضخم الأصيل عندما لا تكون الزيادة في الطلب مساويةً للزيادة في معدلات الإنتاج، ممَّا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
  2. التضخم الزاحف: يحدث التضخم الزاحف عندما يحدث طلب مفاجئ على سلعةٍ ما وتكون معدلات الإنتاج ثابتة، مثلما يحدث على المياه المعدنية في فترات أزمات المياه، ويؤدي هذا النوع إلى ارتفاعٍ في الأسعار، لكن المقصود هنا هو ارتفاع الأسعار بشكلٍ كبير ومُفاجئ، أما في حالة الارتفاع الطبيعي للأسعار فلا يُعدُّ ذاك تضخمًا.
  3. التضخم المكبوت: في هذه الحالة من التضخم تعمل الحكومات والجهات المختصة على منع ارتفاع الأسعار من خلال تطبيق السياسات التي تعمل على وضع ضوابط وقيود على عمليات الإنتاج والتسعير.
  4. التضخم المفرط: في هذه الحالة ترتفع معدلات التضخم بسرعةٍ كبيرة جدًّا، وبالتزامن مع هذا يزداد معدل تداول النقود في السوق وطبعها، وهذا النوع من التضخم غاية في الخطورة، إذ من الممكن أن يؤدي إلى انهيار العملة الوطنية، ممَّا سيخلق صعوبةً بالغة في محاولة إعادة قيمة العملة إلى ما كانت عليه.

التضخم الاقتصادي ظاهرة مخيفة للحكومات وللشعوب أيضًا؛ فتأثيرها الأكبر يقع على المواطنين، لأنهم من يعاني من انخفاض قيمة العملة، ومن ثمَّ انخفاض قيمة مدخراتهم بجانب غلاء أسعار كل المنتجات والخدمات، ومنها أساسيات الحياة، فما أسباب التضخم الاقتصادي؟

  1. زيادة الطلب الكلي
    أهم مسبب للتضخم هو زيادة الطلب على العرض كما أوضحنا سابقًا، إذ تُحدَّد أسعار المنتجات عندما يحدث تساوٍ (Equilibrium) بين كلٍّ من العرض والطلب، في حالة زيادة الطلب على العرض تزداد أسعار المنتجات، وهو أمر طبيعي كما ذكرنا بالأعلى وطبقًا للمنطق أيضًا، بمُجرد أن يرتفع الطلب بشكلٍ كبير مع ثبات معدل الإنتاج يحدث التضخم.
  2. انخفاض العرض الكلِّي
    من أسباب التضخم أيضًا انخفاض العرض الكلي، الذي يؤدي حتمًا إلى حدوث خللٍ اقتصادي كبير بسبب مجموعةٍ من العوامل، وهي:
  3. الحد الأقصى للإنتاج: والمقصود به هو وصول الاقتصاد إلى مرحلةٍ يعتمد فيها على تشغيل كل عناصر الإنتاج المتوفرة لديه، ممَّا يؤدي إلى عجز الجهاز الإنتاجي عن زيادة الإنتاج أو توفير إنتاجاتٍ جديدة متعلقة، وبهذا لا يستطيع الجهاز الإنتاجي توفير كل حاجات الطلب المرتفع.
    1. الحد الأقصى للإنتاج: والمقصود به هو وصول الاقتصاد إلى مرحلةٍ يعتمد فيها على تشغيل كل عناصر الإنتاج المتوفرة لديه، ممَّا يؤدي إلى عجز الجهاز الإنتاجي عن زيادة الإنتاج أو توفير إنتاجاتٍ جديدة متعلقة، وبهذا لا يستطيع الجهاز الإنتاجي توفير كل حاجات الطلب المرتفع.
    2. الحد الأقصى للإنتاج: والمقصود به هو وصول الاقتصاد إلى مرحلةٍ يعتمد فيها على تشغيل كل عناصر الإنتاج المتوفرة لديه، ممَّا يؤدي إلى عجز الجهاز الإنتاجي عن زيادة الإنتاج أو توفير إنتاجاتٍ جديدة متعلقة، وبهذا لا يستطيع الجهاز الإنتاجي توفير كل حاجات الطلب المرتفع.
    3. الإنتاج غير الكافي: يُعدُّ هذا العامل نتيجةً للعامل الأول، إذ يفقد الإنتاج صفة المرونة ولا يستطيع توفير متطلبات السوق المتزايدة.
    4. الطلب المثقل للإنتاج: بمُجرد أن يتزايد الطلب يسبب تضخمًا كون الإنتاج غير كافٍ وغير قابلٍ للزيادة، فتحدث هنا زيادة في الأسعار. ومن أسباب ضعف الإنتاج المسببة لكلِّ هذا، قلة العناصر الإنتاجية ومنها المواد الأولية والموظفون.
قد يهمك هذا المقال:   اين بدات الثورة الصناعية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *