ما هو التوحد

ما التوحد

التوحد هو اضطراب من اضطرابات التطور المعروفة باضطرابات الطيف الذاتوي ويعرف أيضًا بالذاتوية، تبدأ أعراض التوحد الصريحة بعد عمر ستة أشهر وتتطور تدريجيًّا، وتثبت في عمر سنتين أو ثلاث وحينها يُشخَّص، ثم تستمر الأعراض خلال مرحلة البلوغ. ويتصف هذا الاضطراب بضعف قدرة الطفل على التفاعل وتطوير علاقات متبادلة مع المحيطين وضعف سواء كان لفظيًّا أو غير لفظي بغض النظر عن اختلاف أعراض التوحد من حالة لأخرى، كما تكون أنماط السلوك مقيدة. على الرغم من ظهور الأعراض مبكرًا؛ إلا إن التشخيص لا يتم إلا بعد أن يبلغ الطفل الثالثة من عمره حتى تكون بعض المهارات التي يتم الحكم من خلالها قد تطورت كالمهارات اللغوية.
تشير التقديرات على أن عدد الحالات التي تُشَخَّصُ بالتوحّد تزداد سنويًّا؛ حيث إن معدله 1-2 حالة لكل 1000 شخص على مستوى العالم. وقدّر عدد الحالات بحوالي 24.8 مليون عام 2015، ويصاب به الأولاد أكثر من البنات بنسبة 4 إلى 1.
ما التوحد وما أعراضه وكيف يعالج؟ تقدم هذه المقالة إجابات عن هذه الأسئلة.

أعراض التوحد

يمكن تلخيص الصعوبات التي يعاني منها أطفال التوحد بثلاثة مجالات تطوّرية، وهي:

  • القدرة على بناء علاقات اجتماعية تفاعلية: حيث لا يستجيب الطفل لدى مناداة اسمه، ولا يبدو أنه يستمع لمحدثه، كما لا يتواصل بصريًّا بصورة مباشرة. يفضل اللعب وحده وينكمش على نفسه، كما أنه يرفض العناق ولا يدرك أحاسيس الآخرين.
  • ضعف المهارات اللغوية: حيث يبدأ طفل التوحد النطق متأخرًا، لاحقًا بعد كبره، تجده يردد كلمات أو عبارات لكنه لا يعرف كيفية استعمالها، كما يفقد القدرة على تذكّر جمل وكلمات كان يعرفها مسبقًا. كما أن أسلوبه في الحديث مختلف ونبرة صوته تكون غريبة، فبعض الأطفال يستعملون صوتًا غنائيًّا وآخرون يشبه حديثهم صوت . ومن مظاهر ضعف مهارات طفل التوحد اللغوية عدم قدرته على المبادرة للمشاركة في محادثة أو الاستمرار بها.
  • السلوك المتكرر: تصنّف أنماط السلوك المتكرر المقيد لدى المتوحد بما يأتي:
  • النمطية: وهي الحركة المتكررة كالتلويح باليدين أو دوران الرأس أو اهتزاز الجسم.
    • النمطية: وهي الحركة المتكررة كالتلويح باليدين أو دوران الرأس أو اهتزاز الجسم.
    • النمطية: وهي الحركة المتكررة كالتلويح باليدين أو دوران الرأس أو اهتزاز الجسم.
    • السلوك القهري: وهي إلزام الطفل نفسه بقواعد معينة كترتيب الأشياء بصفوف أو أكوام.
    • مقاومة التغيير: كمقاومة تغيير مكان شيء في غرفة.
    • السلوك المحدد: يعني التركيز والاهتمام بنشاط واحد فقط.
    • سلوك الطعام: وجود نمط معين في تناول الطعام، وقد يرفض تناوله ما يسبب سوء التغذية.
    • إصابة الذات: من السلوكيات التي ينتهجها عدد لا بأس به من المتوحدين القيام بحركات مؤذية للنفس كعض اليد وضرب الرأس.
قد يهمك هذا المقال:   ابني يعاني من شرود الذهن

كلما كبر الطفل، يمكن أن يصبح أكثر قدرة على الاختلاط مع محيطه الاجتماعي، وينجح بعضهم في عيش حياة أقرب ما يكون إلى العادية والطبيعية؛ في حين يستمر أطفال آخرون في المعاناة مع المهارات اللغوية والعلاقات الاجتماعية حتى بعد أن يكبروا. يعاني بعض الأطفال من بطء في تعلم مهارات جديدة، بينما يُظهر آخرون نسبة ذكاء طبيعية ويمكنهم التعلّم بسرعة؛ لكن تبقى لديهم مشكلة التواصل والتأقلم مع المحيط الاجتماعي. كما يظهر عدد قليل من أطفال التوحد مهاراتٍ استثنائية تكون عادة في مجالات الفنون أو الموسيقى أو الرياضيات.

تشخيص التوحد

تظهر أعراض التوحد مبكرًا؛ إلا إن التشخيص لا يؤخذ به إلا بعد سنتين أو ثلاث سنوات؛ وذلك للتحقق من خلل التطور لدى الطفل والتيقّن من المهارات اللغوية التي يكتسبها الطفل عادة بعد عمر سنتين. إذًا يعتمد التشخيص على سلوك الطفل؛ حيث يجري الطبيب فحوصات منتظمة لنمو الطفل للكشف عن تأخر النمو عنده. وبسبب عدم وجود تشخيص محدد للتوحد؛ بل لكون التشخيص معقدًا ومركبًا، يعتمد الطبيب على مناقشة مهارات الطفل الاجتماعية وسلوكه ومهاراته اللغوية مع الأهل، كما يناقش معهم مدى تطور هذه الأعراض وتغيرّها بمرور الوقت، ويستخدم الطبيب المتابع للحالة جدول مراقبة تشخيص التوحد. عادةً ما يستشير الطبيب اختصاصي الطب النفسي واختصاصي المهارات اللغوية والسلوكية في التشخيص.

مسببات التوحد

أسباب مرض التوحد متعددة ولا يوجد عامل وحيد معروف كمسبّب مؤكد، خاصةً في ظل تعقيد المرض وعدم تطابق الحالات؛ لكن يمكن إيجاز العوامل المسببة للتوحد بما يأتي:

  • خلل وراثي: ثمة جينات تلعب دورًا في التوحد تجعل الطفل عرضة للإصابة باضطراب التوحد. لهذه الجينات تأثير مركزي على التوحد وقد تنتقل بعض الاعتلالات بالتوريث وقد تظهر اعتلالات أخرى تلقائيًّا. ومن الجدير بالذكر أن جينات التوحد معقدة بسبب التفاعلات من جينات أخرى عديدة وبسبب العوامل البيئية.
  • عوامل بيئية: يركز التشخيص على احتمال وجود عدوى فيروسية أو تلوث بيئي كعوامل محفّزة على نشوء التوحد وتطوره. كما يدخل في هذا النطاق الغذاء والأمراض المعدية والمذيبات والكلور وعوادم الديزل والمبيدات الحشرية والكحول والتدخين والمخدِّرات والإجهاد قبل الولادة؛ لكن الأدلة حول العوامل البيئية غير مؤكدة، لكن العديد من الأبحاث لا تزال قائمة.
  • عوامل أخرى: يركز التشخيص على المشاكل التي قد تكون حدثت في أثناء المخاض أو . ثمة أبحاث تعتقد بأن إصابة اللوزتين هو عامل تحفيز لظهور التوحد. كما أجريت أبحاث ودراسات لبيان العلاقة بين لقاحات الأطفال كالمطعوم الثلاثي والحصبة والتوحد، خاصة اللقاحات التي تحتوي على مادة الثيميروسال، إلى أن هذه الدراسات تفيد بأنه ما من علاقة بين اللقاحات والتوحد؛ لكن الجدل لا يزال قائمًا حول هذا الموضوع ما يستدعي إجراء المزيد من الدراسات.
قد يهمك هذا المقال:   ما أسلوب تربيتك لأطفالك

علاج التوحد

لا يوجد علاج شافٍ من التوحد، لكن ثمة وسائل علاج تهدف لمساعدة الطفل على التعايش مع حالته. وتزيد فرص تحقيق أفضل النتائج لتحسن الحالة كلما كان التشخيص مبكرًا. وتتضمن العلاجات الممكنة: العلاج السلوكي وعلاج صعوبات النطق والعلاج التعليمي والتربوي. وقد يُعطى الطفل أدوية تهدف للحد من بعض السلوكيات كعلاج فرط النشاط وقلة التركيز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *