ما هو تكيس المبايض
تسمع الكثير من السيدات هذا المصطلح يتكرر بكثرة بين المجتمع النسائي، خاصة عند التحدث عن مشكلة تأخر الإنجاب، لكنهن بالحقيقة لا يعرفن طبيعة المرض ولا أعراضه، بل وتعتقد بعض السيدات أن يأتي للنساء المتزوجات فقط، هذا المقال يكشف حقيقة تكيس المبايض بأسلوب مبسط: الأنواع، الأعراض، الأسباب، طرق العلاج والوقاية منه، لذلك سيكون مهم لكل سيدة في جميع الفئات العمرية.
تكيس المبايض وأنواعه
توجد عدة أنواع لتكيس المبايض ولكل نوع تعريف وخصائص مميزة، ولكن أشهر الأنواع وأكثرها انتشارًا هو تكيس المبايض المتعدد، والأنواع الأخرى عبارة عن حالات صحية يتم فيها ظهور تكيسات على المبايض أيضًا، سيتم ذكر كل نوع وتعريفه في النقاط التالية:
تكيس المبايض المتعدد
تكون تكيسات صغيرة على سطح المبايض قد يصل حجمها إلى 8 مللي، وبالتالي فهي تعوق خروج البويضة من المبيض، وتتسبب في تأخر الإنجاب، بل إن أشهر أسباب تأخر الإنجاب هو تكيس المبايض، وذلك نتيجة خلل في الهرمونات، تُصاب به من 5% إلى 10% من السيدات من مختلف الأعراق والفئات العمرية، فقد يبدأ المرض منذ سن عند الفتيات ولغياب الأعراض وعدم إجراء أي فحوص يستمر الأمر معها إلى الزواج ويتأخر الإنجاب لتكتشف الأمر بعد إجراء الفحوص اللازمة، فالأعراض قد تبدو عادية جدًا مثل الاضطرابات العادية في الدورة الشهرية والتي لا تلتفت لها معظم الفتيات في السن الصغير، أما عند اكتشاف المرض بشكل مبكر يمكن علاجه سريعًا وبدون أي أضرار مستقبلية.
الكيس الوظيفي على المبيض
من المفترض أن ينفجر الكيس الذي يحمل البويضة لتحرر البويضة وتبدأ رحلتها نحو ، عند عدم انفجار وتكون السوائل بداخل الكيس هذا الكيس يسمى مرض الكيس الوظيفي على المبيض، وقد تظهر تكيسات على المبايض عند إجراء السونار تمامًا مثل الأنواع التالية من تكيس المبايض، والخبر السار أن هذا النوع حميد ويختفي بمفرده بعد 10 أسابيع تقريبًا.
التكيس الجلداني
هو نمو غير طبيعي ونوع من أنواع الأورام على المبايض، عبارة عن كيس تنمو بداخله أنواع مختلفة من الأنسجة فوق المبيض، قد تكون أنسجة جلد أو شعر أو حتى أسنان، ويجب التدخل الجراحي فورًا.
سرطان المبيض
في بداية سرطان المبايض قد تظهر بصورة تكيس مبايض، وهذا الأمر يتخصص فيه طبيب الأورام.
بطانة الرحم المهاجرة
في هذه الحالة تنتقل بعض الأنسجة من الرحم إلى المبايض وتتسبب في ظهور التكيسات.
حمل خارج الرحم
يتسبب الحمل خارج الرحم في ظهور تكيسات على المبايض، لأن يبدأ في النمو في كيس جنيني فوق المبيض إذا حدث الحمل في قناة فالوب أو في المبيض نفسه.
أسباب تكيس المبايض
أسباب حدوث حالة تكيس المبايض غير مفهومة كليًا للأطباء، ولكن في النقاط التالية توضيح لأهم الأسباب الشائعة بين السيدات:
- تاريخ العائلة، فإذا ظهر تكيس المبايض في الأقارب من الدرجة الأولى سواء من ناحية الأم أو من ناحية الأب، فهناك احتمال كبير بإصابة الفتاة بتكيس المبايض.
- نمط الحياة السيء والنظام الغذائي الغير متوازن والسمنة والخمول.
- خلل هرموني مثل زيادة الأندروجينات أي هرمونات الذكورة، ومقاومة هرمون الأنسولين المسئول عن تنظيم الجلكوز.
- بعض المؤشرات تعطي انذار بإمكانية حدوث تكيس المبايض نتيجة الخلل الهرموني وتجاهل هذه المؤشرات يزيد من المشكلة، مثل: ظهور حب الشباب بكثرة، عدم انتظام بشكل ملحوظ، زيادة نمو الشعر في المناطق التي لا يجب أن تنمو فيها عند السيدات بهذا القدر مثل الذقن أو الشارب، خلل في التبويض ويظهر في تأخر الإنجاب، مشاكل بالأيض مثل مرض السكري.
- الجانب النفسي المضطرب عند الفتيات، مثل الشعور بعدم الثقة في النفس والعزلة، عدم تقدير الجسد وعدم العناية به، الاكتئاب والتوتر والعصبية المستمرة.
عند ظهور تلك العلامات يرجى استشارة طبيب نساء متخصص مهما كان سن الفتاة صغير، وذلك لإجراء الفحوص اللازمة والاطمئنان على سلامة الفتاة والسيدة:
- ، نمو شعر الوجه، مع تقصف شعر الرأس.
- سمنة مع صعوبة في خسارة الوزن واضطرابات في الأيض أو ارتفاع سكر الدم ومرض السكري.
- تأخر الدورة الشهرية عن موعدها كل شهر، والتأخر يأتي بصورة مستمرة وليس تأخر بسبب فترات الامتحانات مثلًا أو بشكل متقطع وبعيد، في بعض الأحيان يتسبب التأخير الدوري في حدوث 9 مرات طمث بالسنة فقط.
- عدم الانتظام في كمية الدماء كل شهر، إما دورة شهرية خفيفة وقصيرة أو دورة شهرية كثيفة ومتعبة جدًا.
- اكتئاب وعزلة مستمرة وتوتر نفسي والشعور بالحزن المستمر والعصبية المفرطة.
- تأخر حدوث الحمل بدون أي استخدام وسائل منع الحمل بالنسبة إلى المتزوجات.
- بالنسبة للفتيات المراهقات فقد تظهر أعراض زيادة هرمون الذكورة مثل: تغير نبرة الصوت للنبرة الخشنة، صغر حجم الثديين أو تأخر ظهور علامات الأنوثة.
- للسيدات الكبار في السن، سيكون والاضطراب المفاجئ في الأيض هو أهم علامة لتكيس المبايض.
بعد التأكد من ظهور العلامات السابقة، يتم اجراء فحوصات لقياس نسب الهرمونات خاصة الهرمونات الذكورية، وفحص سونار نسب السكر وهرمون الغدة الدرقية والبرولاكتين، واستبعاد كل الحالات الأخرى التي قد تؤدي لنفس الأعراض.
المضاعفات
تأتي المضاعفات الممكنة لتكيس المبايض في صورة: عقم، نزيف من الرحم، سمنة مع ارتفاع ضغط الدم، السكري، وتغيرات بلون الجلد على المدى الطويل.
علاج تكيس المبايض
تشمل علاجات تكيس المبايض على نوعين من العلاج، إما التدخل الجراحي لإزالة التكيسات وإما استخدام الهرمونات الخارجية لتنظيم هذا الخلل الهرموني وعلاج الأعراض ومن ثم متابعة الحالة للتأكد من ضمور هذه التكيسات مع الوقت، أو استخدام الطريقتين معًا، بالنسبة إلى الأدوية يتم استخدام أدوية منع الحمل لتنظيم الدورة الشهرية وتنظيم الهرمونات، مع أدوية السكري لتنظيم نسبة الجلكوز في الدم، وبالنسبة للسيدات المتزوجات يبدأ الطبيب في إعطاء أدوية لتحفيز التبويض، ومن ناحية أخرى يتم تناول أدوية لتقليل من هرمونات الذكورة وعلاج الأعراض المرتبطة بها مع الحلول التجميلية المتوفرة لعلاج مشاكل الشعر ورجوع الثقة للفتاة، وبالطبع هذه الادوية مجتمعة لها تداخلات وأثار جانبية عديدة ولذلك لا يجب تناولها بدون اشراف طبيب أبدًا، لأن الطبيب يقدم النصائح والأنواع التي تناسب كل فتاة وسيدة على حدى، ويجب اجراء متابعة مستمرة والتحدث بصراحة تامة لعلاج أي مشكلة واردة.
الوقاية من تكيس المبايض
الوقاية من تكيس المبايض يأتي في صورة العادات الصحية التي يمكن للفتاة أن تتبعها يوميًا، وأهمها اتباع نظام غذائي جيد من تناول الأطعمة الجيدة قليلة الدهون والتي تحتوي على فيتامينات ومعادن مغذية وبروتينات، مع إنقاص الوزن والبعد عن التدخين والمدخنين، واتباع نشاط بدني خفيف يوميًا، ومحاولة ممارسة اليوغا والاشتراك في نشاطات مفيدة للفتيات وألعاب جميلة أو نشاطات ترفيهية، وأخيرًا الوعي بالمرض وعدم الخوف منه أبدًا وعدم الانعزال عن المجتمع والشعور بالوحدة، والتحدث مع الطبيب عن الأدوية المناسبة للفتيات إن كان هناك تخوف من الإصابة بالمرض.