“السماء صافية، الرياح مستقرّة ووضعيّة المحرّكات ممتازة، سأقوم ببعض المناورات قبل أن أهبط بالطائرة”. هذا كان تقرير الكابتن الطّيار قبل أن يشعر بارتجاج شديد في الطائرة ويدخل في أجواء ضبابيّة مفاجئة وأضواء تومض وتختفي ثم بدأت الطائرة تدور حول نفسها وقد دخلت في دوّامة هوائيّة شديدة القوّة، كان الكابتن قد دخل في حالة رعب وذهول شديدتين وبدأ بإطلاق نداءات الاستغاثة، لكن دون جدوى فالطائرة كانت قد اختفت تماما من شاشة الرادار، وباءت كل محاولات موظف القاعدة الأرضية في يتواصل مع الكابتن بالفشل فقد انقطع الاتصال فجأة، وكل ما استطاع إخبار المسؤولين به هو أن آخر موقع التقطه الرادار للطائرة كان في منطقة قرب بورتوريكو. لم تتمكن فرق الإنقاذ ولا قوّات خفر السواحر من إيجاد أثر للطائرة ولا للطّيار وكانت هذه حادثة اختفاء أخرى دون تفسير في مثلث برمودا الغامض.
ما هو مثلث برمودا ؟
مثلث برمودا هو منطقة جغرافية بحرية في المحيط الأطلسي على شكل مثلث متقايس الأضلاع بمساحة تتعدّى المليون كم² وترتكز رؤوس المثلّث الثلاثة على كل من جزيرة برمودا وبورتوريكو وشبه جزيرة فلوردا في منطقة ميامي. وقد اشتهرت هذه المنطقة بكثرة الحوادث والاختفاءات الغامضة للسفن و والغوّاصات الحربية وتعود هذه الشهرة لكثرة المقالات والأبحاث التي تناولت تقارير عن هذه الاختفاءات رغم أن إحصاءات خفر السواحل لا تشير إلى أن حالات الاختفاء في هذه المنطقة تزيد كثيرا عن غيرها من المناطق حول العالم.
ما هي أشهر حوادث الاختفاء في مثلث برمودا ؟
لغز روزالي
اختفت السفينة الفرنسية روزالي فقدت في مثلث برمودا لتعود وتظهر كسفينة شبح خالية تماما من طاقمها وركّابها رغم أن هيكلها كان سليما وأشرعتها منصوبة ولا علامة تدل على تعرضها لعاصفة أو غزو قراصنة، ولم يعرف ما حدث لطاقمها إلى يومنا هذا.
مجموعة طائرات الرحلة 19
يوم 5 ديسمبر 1945 كان يوما مشؤوما في تاريخ الطيران العربي الأمريكيّ حيث اختفت خمسة قاذفات قنابل بشكل غامض بينما كانت في مهمّة تدريبيّة روتينية هي الرحلة 19. ومنذ ذلك الحين بدأ العالم يأخذ الخطر المحدق في منطقة مثلث برمودا على محمل الجدّ.
سفينة باتريوت
اختفت سفينة باتريوت في 30 ديسمبر 1812 بعد أن أبحرت من شارلستون بجنوب كارولينا مرورا بمنطقة برمودا متّجهة نحو مناء نيويورك لكنّها لم تصل أبدا ولم يتم العثور على حطامها أو على جثث الركاب ولم يعرف بالتحديد ماذا حدث لها.
سفينة ماري سيليت
بعد أن اختفت سفينة ماري سيليت عام 1861 في منطقة مثلث برمودا، عادت ولتظهر مرّة أخرى عند مضيق جبل طارق وهي في حالة سليمة تماما وكلّ أغراض الركاب ومقتنياتهم موجودة فيها مع مؤونة تكفي لستة أشهر وحتّى وجبات الطعام كانت لا تزال ساخنة غير أنّهم لم يعثروا فيها على أحد من الركاب أو الطاقم.
طائرتا كي سي 135
عام 1963 عثرت بعثات البحث والإنقاذ على حطام طائرتين امريكيتين من طراز كي سي135 KC-135، بعد عدّة أيام من اختفائهما فوق مثلث برمودا، ولازال الغموض يلف هذه الحادثة ولم يستطع الخبراء تفسير سبب الحادث أبدا.
ما هي تفسيرات ظواهر الاختفاء في مثلث برمودا ؟
اجتهد العلماء ووسائل الإعلام وكذا هوّاة الظواهر الخارقة للطبيعة في تقديم تفسيرات منطقيّة لحوادث الاختفاء في مثلث برمودا، رغم أن العديد من الأبحاث الحديثة والإحصائيّات تنفي تميّز المنطقة عن غيرها من حيث الخطورة أو كثرة الحوادث التي تقع فيها. ومن أهم التفسيرات ما يلي:
التفسيرات العلميّة
- العواصف الاستوائية المدمّرة التي تكثر في المنطقة بسبب انخفاض ضغط الهواء الراجع لارتفاع درجة الحرارة على طول خط الاستواء والتي تنخفض كلما ابتعدنا عن المنطقة الاستوائية، وقد عرفت هذه العواصف بشدّتها وظهورها المفاجئ، مما يجعلها أحد أهم تفسيرات غرق وتحطم السفن والطائرات في المنطقة.
- هيدرات الميثان التي تترسب في قاع المحيط على شكل كتل تشبه قطع الجليد. وتقوم هذه الكتل بإطلاق فقاعات صغيرة من غاز الميثان الذي ينطلق صعودا نحو السطح، وهذه الظاهرة تتسبب في انخفاض كثافة المياه في المنطقة فتصنع ما يشبه الرمال المتحرّكة التي ما إن تدخل فيها السفينة أو الغوّاصة تفقد قدرتها على الطفو فتغرق.
- الحروب وغارات القراصنة من الأسباب المحتملة التي تفسر غرق بعض السفن واختفاء الركّاب من بعضها، حيث أن عمليات سطو القراصنة لا تزال تحدث لومنا هذا فمهربو المخدّرات ينتشرون في سواحل المنطقة ويقومون باختطاف وسرقة اليخوت والقوارب الفاخرة ليستخدموها في عملياتهم. كما أن الغوّاصات الحربية كانت تجوب المحيط في أثناء الحربين العالميّتين والحرب الباردة مدمّرة أيّ سفينة للعدوّ عسكريّة كانت أو مدنيّة.
- تضاريس قعر المحيط التي تتشعّب بشكل كبير في منطقة المثلّث حسب ما رصدته الأقمار الصناعيّة، وهذه التضاريس تختلف من الكهوف العميقة والكثيرة إلى التلال المدبّبة التي تشبه الأهرامات في تشكيلها، مما يحدث تيّارات مائيّة شديدة القوّة تتسبّب في تشكيل دوّامات رهيبة ترتفع فوق سطح البحر بمئات الأمتار فتقوم بجذب السفن والطائرات وتحطيمها.
- وظواهر اليوفو التي شاع الحديث عنها بسبب بعض التقارير التي تقول أنّ الطيّارين شاهدوا أضواءً تومض وأشكالا تشبه الصحون الطائرة قبل أن تختفي طائراتهم أو تتحطّم. ويفسر البعض ذلك بأن الكائنات الفضائيّة تستخدم المنطقة كقاعدة أرضيّة وتقوم باختطاف البشر الذين يمرون من هناك.
- الهرم الزجاجيّ الذي يقول العلماء أنّهم رصدوه على عمق 2 كم وسط مثلث برمودا، ومن المعروف أن الأجسام الهرميّة لها قدرة عجيبة على توجيه الطّاقة التي قد تتسبب في دوّمات مائيّة وأعاصير كما تصنع مجالات مغناطيسية تجذب الأجسام إليها ويعتقد أن الكائنات الفضائيّة هي من بنى هذا الهرم الزجاجيّ.
- عرش الشيطان الذي يتّخذه على الماء كما هو معروف في الدين الإسلاميّ وكذا في الإسرائيليات، ويرجّح البعض أن مملكة من الجن قائمة في منطقة المثلّث تحت زعامة إبليس نفسه وأنهم هم من يقوم باختطاف البشر وتحطيم طائراتهم وسفنهم.
مثلث التنين هو منطقة بحريّة تقع في بحر الشيطان وهو امتداد مائي كبير في اليابان يقع في المحيط الهادي حول جزيرة مياكي اليابانية وعلى بعد 100 كيلومتر جنوب طوكيو وهو مشابه ومناظر لمثلّث برمودا من حيث الشكل والسمعة والموقع المتناظر في الكرة الأرضيّة بحيث يشكل تقاطعهما نجمة داوود المعروفة أو نجمة بني إسرائيل.
المراجع
- “الجزيرة الخضراء وقضية مثلث برمودا” – تأليف: ناجي النجار – نشر وطبع دار البلاغ ـ بيروت لبنان (1999) صفحة 12.