ما هو مرض الزهري
الزُهري، مرضٌ شديد العدوى، تسبّبه جرثومة بكتيرية تُعرف باسم اللولبية الشاحبة. يصيب المرض حوالي 12 مليون سنوياً، معظمهم في الدول النامية وذلك لأسباب عديدة منها ضعف الوعي الصحي وانتشار الجهل والازدحام والفقر. ويعرف هذا المرض بعدّة أسماء منها “الافرنجي” أو “السفلس”. يتم تشخيص المرض مخبرياً بأخذ عينة من الدم، كما تؤخذ عينات من التقرحات التي تصيب المريض، وفي مراحل متقدمة، تؤخذ عينة من السائل الدماغي.
يمكن معالجة الزهري باستخدام المضادات الحيوية كالبنسلين والتتراسيكلين وتعطى مضادات حيوية بديلة لمن يعانون من حساسية البنسلين؛ وفي الحالات المتقدمة، قد يُلجأ للجراحة لعلاج المضاعفات.
ما هو مرض الزهري على وجه التحديد، وما هي أعراضه وطرق انتقاله ومراحله؟ تلقي هذه المقالة المزيد من الضوء على هذا المرض.
طرق انتقال المرض والوقاية
ينتقل الزُهري بصورة أساسية عن طريق الاتصال الجنسي دون استخدام وسائل عزل بما في ذلك الجنس الشرجي والفموي والشاذ، كما ينتقل عن طريق التلامس والاحتكاك المباشر مع المصاب ولا يشمل ذلك استخدام أدوات المصاب إلا أنه يجب تجنبها تماماً أو من خلال التنفس. كما ينتقل المرض للجنين إذا كانت الأم مصابة ويسبب هذا تشوهات للجنين أو الوفاة. ينتقل المرض أيضاً عن طريق الدم، كالتعرض لوخز إبرة ملوثة بجرثومة المرض وقد يحدث هذا للعاملين في المشافي.
بمعرفة طرق انتقال المرض، يمكن استنتاج وسائل الوقاية، وتتمثل ببساطة بعدم الاحتكاك المباشر مع المصابين والتوقف عن الممارسة الجنسية معهم حتى اختفاء الأعراض تماماً، وعدم مشاركة الأبر الطبية والتأكّد من اتباع وسائل التعقيم في المستشفيات.
مراحل الزهري وأعراضه
تختلف أعراض الزهري باختلاف مرحلة الإصابة، والمراحل أربعة هي:
- المرحلة الأولى: ويسمى بالزهري الأولي.
- المرحلة الثانية: ويسمى بالزهري الثانوي.
- الزهري الكامن: مرحلة انتقالية بعد مرحلة الزهري الثانوي تحدث إذا لم يتم علاج المرض، حيث يدخل المرض طور الكمون قد تمتد لسنوات.
- المرحلة الثالثة: ويسمى بالزهري الثالثي.
تعرف المرحلة الأولى بالزهري الأولي أو الزهري المبكر، حيث تظهر الأعراض بعد 10 أيام من العدوى، وقد تمتد إلى مدة أطول. تكون أعراض هذه المرحلة تقرحات تظهر في المنطقة التناسلية وداخل الفم وحوله وقد تظهر أيضاً على الشفاه والحلق والثدي وحول فتحة الشرج، وتكون التقرحات حمراء اللون وغير مؤلمة تشبه اللسعات الكبيرة الناتجة عن لسعات الحشرات. تُشفى الأعراض خلال عدة أسابيع حتى بدون علاج ولا تترك أثراً.
المرحلة الثانية
تعرف المرحلة الثانية بالزهري الثانوي، وتظهر بعد العدوى بستة أسابيع حتى ستة أشهر. أعراض المرحلة تتميز بطفح جلدي على الكفين وأسفل القدمين، كما تظهر ثآليل في الأربية وبقع بيضاء في الفم. كما يصاب المريض بالحمى ويحدث نقصان في الوزن وانتفاخ الغدد الليمفاوية. تستمر هذه المرحلة من شهر إلى ثلاثة شهور.
المرحلة الثالثة
يتطور المرض إلى المرحلة الثالثية إذا لم يعالج في المراحل السابقة. أعراض هذه المرحلة خطيرة جداً إذ تتسبب بمشاكل في والدماغ والأعصاب، ما يؤدي إلى الشلل والعمى والصمم والعجز الجنسي والخرَف، وفي نهاية المطاف إلى الموت.
الزهري الخافي
يعرف بالزهري الخافي لأنه يكون كامناً أو مستتراً، حيث لا تظهر علامات أو أعراف للمرض. وهو نوعان: مبكر أو متأخر.
في الزهري الخافي المبكر يكون المريض مصاباً بالمرض لمدة تزيد عن سنة دون أن تظهر أعراض ويعالج بجرعة واحدة من البنسلين، أما المتأخر فيكون المريض مصاباً بالعدوى مدة تزيد عن العامين دون أن تظهر أعراض، ويعالج بأكثر من جرعة من البنسلين لمدة ثلاثة أسابيع.
الزهري العصبي
يحدث الزهري العصبي إذا أصيب المركزي (الدماغ أو الحبل الشوكي) بالبكتيريا اللولبية الشاحبة، وقد يحدث هذا في أيٍ من مراحل المرض الثلاث خاصة في حالة الزهري المزمن الذي لم يتم علاجه، وتصل نسبة تطور المرض في حالة عدم العلاج إلى 25-40%. تتشابه أعراض الزهري العصبي مع أعراض الزهايمر، لذا من الضروري تشخيص المرض بطرق التشخيص المتعارف عليها والتي تشمل فحوصات الدم وفحص السائل الدماغي الشوكي والتصوير الدماغي الوعائي أو المقطعي وقد يُلجأ إلى التصوير بالرنين المغناطيسي. يعالج الزهري العصبي بالبنسلين أيضاً، لكن جرعاته تختلف باختلاف مرحلة المرض. إذا ترافقت البكتيريا اللولبية الشاحبة مع فيروس نقص المناعة المكتسبة () فإن احتمالية تطور الزهري إلى زهري عصبي تزيد، كما أن العلاج بالبنسلين يفشل.
أما أعراض الزهري العصبي فعديدة، يُذكر منها: اضطرابات في الذاكرة وضعف التركيز، اضطراب في المشي، ارتباك وتشويش ذهني، الخرف، الكآبة، الانفعال، سلس البول، تصلب في الرقبة، تنميل في القدمين والساقين، وهن وضمور عضلي، مشاكل في الإبصار.
الزهري الخلقي
يصاب به مواليد الأمهات المصابات بمرض الزهري، إذ ينتقل المرض من خلال المشيمة، أو أثناء الولادة. في حالات كثيرة يصاب الجنين بتشوهات وقد يولد ميتاً، لكن في حالات أخرى عديدة لا تظهر الأعراض المعروفة على الوليد، إلا أن أعراضاً متأخرة قد تظهر كالصمم.
الزهري المستوطن
هذا المرض الجلدي ينتج عن الإصابة بالبكتيريا اللولبية الشاحبة، وهو مستوطن في المكسيك وأمريكا الجنوبية والوسطى. تظهر الأعراض بعد فترة حضانة تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتكون عبارة عن بقع جلدية، يتطور المرض ليصيب الغدد الليمفاوية فتتضخم. ويعالج هذا المرض كأنواع الزهري الأخرى باستخدام المضادات الحيوية خاصة البنسلين.