تكنولوجيا المعلومات
تكنولوجيا المعلومات (بالإنجليزية: Information Technology) هي فرع من فروع الأعمال التي تتعامل مع الحوسبة والتي تشتمل على الأجهزة والبرمجيات، والاتصالات السلكية منها واللاسلكية وكل ما يُسهم في نقل المعلومات أو ما يُسهل عمليات الاتصال، ويمكن تعريف أيضاً بأنها مجموعة أدوات وعمليات تُستخدم لجمع المعلومات، ومراجعتها، ومعالجتها ومن ثم عرضها، وقد حازت تكنولوجيا المعلومات على اهتمام الكثير من المفكرين والمهتمين بمجال التكنولوجيا، فظهرت لها عدة تعريفات وفقاً لذلك، فعرّفها روبي (بالإنجليزية: Robbey) بأنها ما يشتمل على جميع أنواع الأجهزة، والمعدات والبرمجيات المرتبطة بالحساب والاتصال من خلال نظم المعلومات الإدارية، وسواء كان ذلك من خلال حاسوباً شخصياً أو هاتفاً جوالأً وما إلى ذلك من أجهزة الاتصال، وكان هناك الكاتِبان نوت ووايتز (بالإنجليزية: Waites and Knott) الذين عرّفا تكنولوجيا المعلومات بأنها ليست إلّا مصطلح يُطلق على الأنظمة والمنتجات التي تهتم بمعالجة المعلومات، وإدارتها وعرضها باستخدام تقنيات الاتصالات والحواسيب.
أما الحَسَنية فقد رأى أن تكنولوجيا المعلومات تتألف من جزأين إحداهما مادي والآخر ذهني، أما المادي فيتكون من المعدات الخاصة بالحاسوب و وأمور التحكم الأوتوماتيكي، ويتشكل الجانب الذهني من البرمجيات، وهندسة البرمجيات والأمور المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وقد ذهب الباحثان زي وجونك (بالإنجليزية: ZEE and Jonc) إلى أن تكنولوجيا المعلومات تتألف من جانبين اثنين، الأول هو جانب الطلب، وهو ما ينصَب اهتمامه على الجانب التطبيقي لتكنولوجيا المعلومات، والثاني هو جانب العرض وهو ما يُركز على الجانب التقني وكيفية توظيف تكنولوجيا المعلومات وتوصيلها بأجهزة ووسائل الاتصال، وقد ذهب توربان (بالإنجليزية: Turban) إلى أن تكنولوجيا المعلومات هي الجانب التكنولوجي لنظام المعلومات والذي يتمثل بقواعد البيانات، والهيكل المادي، وشبكات البرمجيات والعديد من وسال الربط والاتصال الأخرى مثل الأجهزة الخلوية والماسحات الضوئية وما إلى ذلك.
ورأى السالمي في كتابه أن تكنولوجيا المعلومات هي مجموع التقنيات المتطورة المستخدمة في تحويل البيانات على مختلف أشكالها إلى معلومات أيا كان نوعها، ويُمكن الاستفادة منها في مختلف مجالات الحياة، وقد عرّفت وزارة التجارة والصناعة البريطانية تكنولوجيا المعلومات تعريفاً شاملاً وموجزاً، وهو أنها عملية الحصول على البيانات ومعالجتها، وتخزينها، ونقلها وتوصيلها على هيئة معلومات في صورة ضوئية، أو رقمية أو مكتوبة، ويكون ذلك من خلال مجموعة من الآلات الإلكترونية ووسائل الاتصالات السلكية منها واللاسلكية، وهناك العديد من التعاريف التي ظهرت لتكنولوجيا المعلومات والتي يوجد بينها اختلافات في بعض الجوانب، ويُمكن إرجاع هذا الاختلاف إلى أن تكنولوجيا المعلومات فرعاً كبيراً من فروع الأعمال ولها طابع شمولي ونطاقها واسع، ولا يُمكن حصر دورها الريادي في مختلف القطاعات التي تُساهم فيها، ولكن يُمكن الخلاص إلى تعريف شامل لها وهو أنها هيكل كبير من تقنيات التكنولوجيا المتطورة والتي تستخدمها الإدارة في المنظمة لتحسين الأداء، وزيادة الإنتاجية، والوصول إلى رضا الزبائن عن الخدمة أو السلعة المُقدّمة والتي تستخدم وتُطبق هذه التقنيات المتطورة، وبالتالي تعزيز موقع المنظمة التنافسي بين المنظمات الأخرى.
خصائص تكنولوجيا المعلومات
لتكنولوجيا المعلومات مجموعة من الخصائص تميزها عن أنواع التكنولوجيا الأخرى، ومنها:
- العالمية: فتأخذ تكنولوجيا المعلومات مسارات معقدة وكثيرة لتنتشر عبر مختلف أنحاء العالم، وتسمح للرأسمال بالتدفق إلكترونياً متخطياً حواجز المكان والزمان لينتقل عبر الحدود الدولية نظراً لسهولة المعلومات التجارية التي يتحكم بها الرأسمال المعلوماتي.
- قابلية التواصل: حيث يُمكن من خلال تكنولوجيا المعلومات ربط الأجهزة المختلفة ببعضها البعض بغض النظر عن المؤسسة أو البلد التي تم صنع الجهاز فيها.
- التلازمية: وتعني إمكانية المستخدم من استقبال الرسائل في أي وقت يناسبه، فليس من الضروري للمشاركين في النظام أن يستخدموه في نفس الوقت.
- التفاعلية: فتسمح تكنولوجيا المعلومات بالتفاعل بين المؤسسات والأفراد والجماعات الأخرى، وذلك من خلال تبادل الأدوار، فالمرسل يمكن أن يكون مستقبلاً في أحيانٍ كثيرة، وكذلك المستقبل يُمكن أن يصبح مرسلاً أيضاً.
- قابلية التحويل: فمن خلال تكنولوجيا المعلومات يمكن وتحويلها من وسيط لآخر، مثل تحويل رسالة مسموعة إلى رسالة مقروءة أو مطبوعة.
- اللامركزية: فتكنولوجيا المعلومات لا تتمركز بجهة معينة أو مكان معين أو حتى زمان معين، مثلاً يُمكن استخدام من أي مكان حول العالم وفي أي وقت ولا يُمكن لجهة معينة أن تعطل استخدام الإنترنت على مستوى العالم بأكمله.
أهمية تكنولوجيا المعلومات
لتكنولوجيا المعلومات أهمية كبيرة في مجالات وقطاعات مختلفة، وإن من أهم القطاعات هو إدارة الأعمال، حيث إنه مع التطورات الهائلة التي يشهدها العالم اليوم وازدياد الأعمال وتعقٌّدها تأتي التكنولوجيا لتكون المٌنقِذ والمُسهِّل لمختلف الأعمال، ويُمكن القول أن التكنولوجيا والأعمال يتكافلان مع بعضهما البعض في العصر الحالي، وبدون التكنولوجيا هناك قطاعات وصناعات متعددة قد تنهار وتنتهي، حيث إن معظم العمليات التجارية والصناعية في العصر الحالي لا تتم دون وجود التكنولوجيا، فهي تُستخدم في أمور التجارة، وفي إدارة أنظمة المؤسسات، وتُستخدم أيضاً في الأنشطة والمهام اليومية، وأبسط مثال على ذلك هو استخدام الآلة الحاسبة، ولذلك لا يُمكن الاستغناء عن التكنولوجيا، إذ إن الاستغناء عنها قد يُعيد الأفراد إلى استخدام المهام اليدوية البسيطة والتي قد تعيدهم إلى قبل نحو 100 عام، وهذا أمر يصعب التعامل معه جداً، ويُمكن القول أن التكنولوجيا تسببت في حدوث ثورة في قطاع الأعمال وخلقت أكثر من منظور .
وتُستخدم تكنولوجيا المعلومات في الشركات التجارية لحل المشكلات الرياضية والمنطقية البسيطة والمعقدة منها، كما وتُساعد في نُظم إدارة المشاريع على اختلافها، أما عن دورها في زيادة الإنتاجية وتحسين الأداء فيكمُن في أنها تُساعد العاملين في المؤسسة ومدراءهم من الاستفسار عن مشكلة محددة ومعرفة درجة تعقيدها، الأمر الذي يسمح بإنشاء خدمات ومنتجات جديدة وبالتالي تحسين الإنتاجية، كما أسهمت تكنولوجيا المعلومات في تطور نظم التعليم، فأصبح بإمكان الطلاب والمتعلمين الوصول إلى مصادر مختلفة للمعلومات والتعلم منها، وأوجدت ما يُعرف بالتعلُّم التعاوني، وأصبح بإمكان المتعلمين الوصول إلى المكتبات الإلكترونية التي تُمكنهم من الحصول على المعلومات مع اخذ عنصر الراحة بعين الاعتبار، وساعدت تكنولوجيا المعلومات الأفراد في الحصول على وظائف مناسبة لميولهم وقد حققوا نجاحاً كبيراً بالفعل، وسمحت بالعمل من المنزل وجني الأموال، كم أنها أسهمت في التوصُّل إلى علاجات لأمراض مختلفة كان يصعب الوصول إليها دون توفير هذا الكم الهائل من مصادر المعلومات، وتزداد أهمية تكنولوجيا المعلومات مع الوقت وتجدد وظائفها في كل يوم.