تعريف الزكاة
تعني الزكاةُ في اللغةِ النماءُ والزيادة معنى الزكاة: معجم المعاني الجامع، أمّا في الدين الحنيف فهي إحدى العبادات التي شرعها الله عزّ وجل للمسلمين لتحقيقِ التكافلِ الاجتماعي بينهم؛ فالزّكاةُ تطهّرُ قلوبَ المسلمين منَ الحسد، وتعمل على حلّ مشكلةِ الفقرِ والعوز الّتي يعاني منها الكثيرون.
تُعتبر أحدُ ، وهي عبادةٌ ماليةٌ ولا يكتملُ إسلام المرءِ إلا بها، وهيَ الركنُ الثالث بعدَ الشهادتين والصلاة، كما قالَ الرسولُ صلى الله علبه وسلم: (بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج وصوم رمضان)المصدر صحيح البخاري (8)، المحدث البخاري، الراوي عبد الله بن عمر ، خلاصة حكم المحدث صحيح، أخرجه البخاري وهي حقٌ للفقيرِ في مالِ الغني حيث قال الله سبحانه و تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ، لِّلسَّائِلِ والْمَحْرُومِ)سورة المعارج ، الآية 24-25، كما أن الزكاة فريضةٌ من فرائضِ الإسلام لا يُمكن التهاون فيها أو تجاهلُ أدائِها، وحكمها الوجوب وفي هذا المقال سيتم توضيح شروط الزكاةِ و ومصارفها والأموالِ التي تجب فيها الزكاة.أركان الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، محمد زينو، صفحة 49
حكم الزكاة
في الاسلام هو الوجوب فهيَ واجبةٌ على كل مسلمٍ تنطبقُ عليهِ شروطُها، ولا يجب التهاون في أدائها كما في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن قال له (إنك تأتي قوما من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فإن أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة فإن أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم فإن هم أطاعوا لذلك فإياك وكرائم أموالهم واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)الراوي معاذ بن جبل، صحيح البخاري(1496).كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري، الجزء الأول، ص 536
شروط الزكاة
- تجب الزكاة على المسلم ولا تجب على الكافر أو المرتد.
- لا تجبُ الزكاةُ على العبدِ المملوك أو الرقيق، فما يملك العبد فهوَ لسيدِه فيجبُ أن يكون حراً حتى تجبَ عليهِ الزكاة.
- تجبُ الزكاة على البالغِ فالذي لم يبلغ سن التكليف لا تجبُ عليه الزكاة، حنى وإن كان ماله بالغاً للنصاب.
- تجبً الزكاةً على العاقلِ لكن المجنون أو فاقد عقله فلا تجب عليه الزكاة، ولا يُمكن أن يُؤديها أحدٌ عنه وإن بلغت النصاب.
- يجب أن يكون المزكي مالكاً لمالِه الذي تجب فيه الزكاة.
- بلوغ النصاب وهو الحد الأدنى من المالِ مهما اختلفَ جنسُه، فإذا لم يبلغ المال النصاب فلا تجبُ فيه الزكاة.
- مرور سنة كاملة على بلوغ المال للنصاب أي حولاً كاملاً، فإذا لم يمر الحول فلا تجبُ الزكاة في المال.
كيفيةُ احتساب الزكاة
لكل جنسٍ من أجناس المال طريقةٌ لاحتساب الزكاةِ فيه، وله حد أدنى ويسمى نصاب، وفيما يلي طريقة احتساب الزكاة لكل جنسٍ من أجناس المال:أركان الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، محمد زينو، صفحة 52-53كتاب الفقه على المذاهب الأربعة، عبد الرحمن الجزيري، الجزء الأول، ص 542-545
- زكاةُ الحيوانات، لكل نوعٍ من أنواعِ الحيوانات نصاب، فنصاب الإبل خمس، وثلاثون للبقر، وأربعون للغنم، والحكمةُ من وجود النصاب هو مواساة الغني للفقير، ويجب أن يكون أتم المال النصاب حتى تجب فبه الزكاة. فبالنسبة للحيوان فهي واجبةٌ في الغنم والبقر والإبل أما في باقي الحيوانات فهي واجبةٌ في حالِ كانت للتجارة، حيث تجب فيها الزكاة إذا حال عليها الحول وبلغت النصاب فأكثر، وذلك إذا كانت ترعى في البر، أما إذا كانت معلوفةً فهناك اختلافٌ ببن الفقهاء على وجوب الزكاة فبها حيث لم يقر الشافعية ولا الحنابلة ولا الحنفية، بينما أقر ذلك المالكية، أما إذا كانت الحيوانات من أجل العمل فقد اختلف الفقهاء في وجوب الزكاة فيها حيث أوجب ذلك المالكية والشافعية وأما الحنابلة والحنفية فلم يُوجبوه.
- الذهب والفضة، وتجب فيهما الزكاة إذا بلغ وحال عليه الحول ففي الذهب مثقالاً، أي خمس و ثمانون غراما من الذهب الخالص، ومن الفضة 595 غراما من الفضة، ويجب 2.5% اي ريع العشر.
- الحلي المباح استعماله: هناك اختلافٌ بين الفقهاء، فمنهم من أوجب الزكاة فيها ومنهم من لم يوجب ذلك، لكن يجب أن يبلغ النصاب، ومن المرجح فيها الوجوب لما استدل بها الحنفية في الآية الكريمة المذكورة.
- زكاة عروض التجارة: وهو ما يتخذه المسلم للتجارة من السيارات والآلات والعقارات والثياب، وغير ذلك وكان بقصد الربح، فإذا حالَ عليهِ الحول وبلغ النصاب فتجب فيه الزكاة، كما تجب في الذهب والفضة، لكن من الأفضل تقدير ما يملكُ المسلم من كل شيءٍ وقت حلولِ الحول، حتى يتم احتساب الزكاة بشكل صحيح.
- زكاةً الأوراق النقدية والمال: فهي تجبُ فيها الزكاة، ونصابُها ما يعادل نصاب الذهب أي يجب أن يتجاوز ما يملكه المسلم ما يعادل خمس وثمانون غراما من الذهب ويدفع ربع العشر أي 2.5% .
- زكاة الزروع والثمار: هناك إجماع على أنه تجب الزكاة عشرًا إذا سُقيَ بماءِ السماء، ونصف العشر إذا سقي بماء معد للزراعة.
مصارف الزكاة
وهي الفئات المستحقة للزكاة وهي ثمانية وجاء ذكرها في ، حيث يقول الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ والْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ)سورة التوبة، الآية 60 و بناءً على الآية الكريمة فالمستحقين كالاتي:أركان الإسلام في ضوء الكتاب والسنة، محمد زينو، صفحة 55-61.
- الفقراء وهم الذين لا يملكون قوتَهم في غالبيةِ العام لا هم ولا من يعولون.
- المساكين وهم الذين يملكون بعضَ قوتِهم سواءً من مأكل ومشرب وملبس وهم أفضل حالا من الفقراء.
- المؤلفةُ قلوبَهم وهم من زعماء القبائل الذين لهم كلمة عند قبائلهم، إذا كان عندهم ميول للإسلام وهم مُطاعين في أقوامِهم، ويستميلوا قلوبَ أقوامِهم ليُدخلوهم في الإسلام.
- في الرقاب أي تحرير العبد من سيده، فيُدفع من مال الزكاة لتحريره ودفع دينه.
- الغارمون وهو جزآن، الأول من عجز عن سداد دينه ولم يكن عنده ما يكفي لسدادِ دينِه، وشرطٌ أن يكون عمله في الأمور المباحة، أو أن يكون مالُه قد ذهبَ في حريقٍ أو ما شابه ذلك، والجزء الثاني وهو إصلاح ذات البين لحل مشكلة أو عداوة.
- ابن السبيل وهو المسافر الذي انقطعت به السبل ليكملَ سفره ويجب أن يكون سفرُهُ في الأمور المباحة.
- العاملون في الزكاة يُعطون من مال الزكاة لأنهم عملوا في تحصيل الزكاة، وتوزيعها على مستحقيها لقاءَ جهدهم.
- المجاهدُ في سبيل الله ويًعطى من مالِ الزكاة لتجهيز نفسه وأسلحته، وما يكفيه لتنقله من أجلِ إتمام المهمات الموكلة إليه.