ما هي عاصمة المغرب

المغرب

تقع المملكة المغربية شمال قارة أفريقيا في الجهة الغربية، حيث يحدّها المحيط الأطلسي من الغرب والبحر الأبيض المتوسط من الشمال، إما جنوباً فيحدها موريتانيا ومن الشرق الجزائر. تبلغ مساحة المغرب حوالي 710,850 كيلومتراً مربعاً، ويبلغ عدد سكانها حوالي 33.8 مليون نسمة حسب التعداد السكاني لعام 2014، فيكون بذلك رابع الدول العربية من حيث عدد السكان بعد مصر والسودان والجزائر. عاصمة المغرب السياسية هي الرباط أما أكبر مدنها فهي الدار البيضاء التي تعتبر عاصمةً اقتصادية أما العملة الرسمية فهي الدرهم المغربي واللغة الرسمية هي اللغة العربية. ومن المدن الهامة الأخرى مراكش وفاس ومكناس وتطوان وطنجة، ومن الجدير بالذكر أن نظام الحكم في المغرب ملكي برلماني دستوري، حيث يحكمها حالياً الملك محمد السادس.
حكم المغرب عدة عائلات حاكمة مستقلة عن بعضها البعض، وبلغت الدولة أوجها في ظل سلالة المرابطين ثم سلالة الموحدين، حيث امتد حكم هاتين السلالتين إلى أجزاء من شبه جزيرة أيبيريا ( و) وشمال غرب أفريقيا. ناضلت الأسرتان المرينية والسعدية ضد الهيمنة الأجنبية، وظل المغرب البلد الوحيد في شمال أفريقيا الذي لم يخضع لسيطرة العثمانيين. استولت سلالة العلويين (وهي السلالة الحاكمة حالياً) على السلطة عام 1631. لكن بسبب الهيمنة الأوروبية تم تقسيم المغرب عام 1912 إلى محميات فرنسية وإسبانية ووضعت طنجة منطقةً دولية. استقلت المغرب عام 1956. وتتميز المغرب بمزيج ثقافي من البربر والعرب وتبدو التأثيرات الأفريقية والأوروبية جليّة في الثقافة المغربية.

ما هي عاصمة المغرب؟ تعرّف عليها بتفصيل في الأقسام التالية من المقالة.

ما هي عاصمة المغرب

الرَّباط (تلفظ بفتح وتشديد الراء) هي عاصمة المغرب، على الرغم من أنها ليست الأكبر. يبلغ عدد سكانها حوالي 577,827 نسمة حسب تعداد عام 2014 يعملون في القطاع العام والقطاع الخدمي والصناعة والتجارة، ومعظمهم من المسلمين. تبلغ مساحة مدينة الرباط حوالي 118 كيلومتراً مربعاً. وعليه تكون الكثافة السكانية 4.9 نسمة في الكيلومتر المربع. تقع مدينة الرباط في منطقة سهلية منبسطة على ساحل المحيط الأطلسي، ويمر بها نهر أبي رقراق الذي يفصلها على مدينة سلا. يتكون قلب المدينة من ثلاث أجزاء هي “المدينة (البلدة القديمة)”، ومنطقة الأوداية، ومنطقة حسان وهاتان المنطقتان تقعان على نهر بورقراق على ساحل الأطلسي. في الجزء الغربي من المدينة وعلى طول الواجهة البحرية تقع سلسلة من الأحياء السكنية، فالأحياء القديمة تتواجد حول أسوار المدينة التاريخية، كما توجد الأحياء التي يغلب عليها الطابع العمالي. أما شرقاً فتوجد منطقة اليوسفية التي تضم أحياء مابيلا والتقدم وحي النهضة والطيران والحي الروماني (وفيها الطبقات العاملة والطبقة الوسطى). بين هذين المحورين الغربي والشرقي من الشمال إلى الجنوب توجد ثلاث أحياء سكانها من الطبقة الوسطى إلى الطبقة الثرية وهي أقل كثافة سكانية كضاحية سويس وحي رياض.
يسود مناخ المتوسط في الرباط وهو مناخ معتدل، تتراوح الحرارة في الشتاء بين 17 درجة (قصوى) إلى الصفر المئوي (دنيا) في بعض الأحيان وترتفع صيفاً لتكون أعلى من 25 درجة مئوية (دنيا). أما متوسط هطول المطر السنوي فيصل إلى 560 ملم.

قد يهمك هذا المقال:   تاريخ انجلترا فى العصور الوسطى

موجز تاريح الرباط

تأسست نواة مدينة الرباط عاصمة المغرب في عهد المرابطين حيث كان هدفهم إنشاء موقع محصن لتجمع المجاهدين. أما في عهد الموحدين في القرن الثاني عشر الميلادي، تطوّرت المدينة لتصبح قصبة محصنة وكان ذلك على يد عبد المؤمن الموحدي تحديداً. وما لبثت المدينة التي كانت تعرف برباط الفتح أن تطورت في عهد يعقوب المنصور (حوالي عام 1195) الذي يعتبر المؤسس الحقيقي للمدينة، حيث بنى حولها سوراً حصيناً مدعّماً بالأبراج بلغ طوله 2263 متراً. ويعود سبب تأسيس المدينة في تلك الفترة وفي ذلك المكان تحديداً إلى رغبة الموحدين بناء رباط عكسري في موقع إستراتيجي تتوفر فيه الموارد الطبيعية.
في عهد السعديين، استقر المسلمون المهاجرون من الأندلس (المورسكيون) في الرباط وسكن معهم أيضاً العديد من العائلات اليهودية المهاجرة، وفي هذا العهد توحّدت مدنية الرباط وسلا تحت حكم دويلة أبي رقراق التي أنشأها الموريسكيون. في فترة الاحتلال الفرنسي للمغرب، كانت الرباط مقراً رئيسياً للمقيم العام الفرنسي، ثم أصبحت عاصمة البلاد بعد الاستقلال.
احتل الفرنسيون المغرب عام 1912 وأسسوا فيها حكومة وصاية. وقرر الحاكم الفرنسي هربرت لايوتي نقل عاصمة المغرب من فاس إلى الرباط. نفّذ السلطان مولاي يوسف القرار ونقل مقرّه إلى الرباط. عام 1913 أسس الفرنسيون الجزء الحديث من المدينة لتكون مقراً إدارياً. بعد الاستقلال عام 1955 أبقى الملك محمد الخامس العاصمة في مدينة الرباط.

معالم مدينة الرباط

تعتبر الرباط عاصمة ثقافية، فقد اختيرت عاصمة للثقافة العربية عام 2003، يوجد فيها العديد من المتاحف كمتحف الأوداية ومتحف الفنون الشعبية ومتحف الآثار القديمة، إضافة للمعارض التشكيلية ودور الفنون.
عام 2012 ، وفي جلستها رقم 36 اختارت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو مدينة الرباط كموقع تراث عالمي ثقافي لما تحويه من مواقع أثرية تراثية من فترات مختلفة. كما جاءت في المركز الثاني في تقرير سي إن إن لأول الوجهات السياحية عام 2013. أما أهم معالم مدينة الرباط فهي:

  • الأسوار التاريخية: أهمها السور الموحدي الذي يمتد من غرب المدينة إلى جنوبها بطول 2263 متراً وارتفاع 10 أمتار تتخلله خمسة أبواب. والسور الموريسكي الذي بناه الأندلسيون بطول 2400 متراً.
  • صومعة حسان: بنيت كمسجد في عهد السلطان يعقوب، لكن البناء لم يكتمل بسبب وفاة السلطان. كما تأثر بالزلزال الذي ضرب المنطقة عام 1755. يبلغ طول الصومعة 180 متراً وعرضها 140 متراً وهي مربعة الشكل.
  • قصبة الأوداية: بنيت في عهد المرابطين كقلعة محصنة عند مصب نهر أبي رقراق لمحاربة قبائل برغواطية، لاحقاً جعلها الموحدون رباطاً لشن هجمات عسكرية ضد الإسبان، استوطنها الموريسيكون الأندلسيون ودعّموها بالأسوار.
  • مقبرة الروازي الصخيرات: اكتشفت هذه المقبرة عام 1980، وتعود للعصر الحجري الحديث، عثر فيها على بقايا بشرية وأوانٍ خزفية وعاجية.
  • متحف الأوداية: وهو أهم متاحف المدينة، فهو يتضمن مجموعات هامة من الخرف والحلي والسجاد والمخطوطات والاسطرلابات والملابس التقليدية من فترة الموحدين.
  • كنيسة القديس بيير: وهي أكبر كنيسة في الرباط.
قد يهمك هذا المقال:   أبرز أسباب سقوط الدولة العباسية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *