ما هي عاصمة فرنسا
عاصمة هي مدينة باريس، وهي أكبر المُدن فيها، ومن أكثر مُدن العالم جمالاً وروعة، كما أنها المركز الثقافي والصناعي والتجاري للبلاد. تقع عاصمة فرنسا (مدينة باريس) شمال وسط البلاد على بعد 170كم إلى الجنوب الشرقي من بحر الشمال في أرض سهلية خصبة تكتظ بالسكان تُعرف باسم حوض باريس، ويعبُر نهر السين مدينة باريس ويمتد لمسافة 13كم من شرقها إلى غربها، ويقسمها إلى جزأين وهما الضفة اليُمنى شمال النهر، وتمتلئ بالمكاتب والمصانع والمحلات الفاخرة، والضفة اليُسرى جنوبي النهر وبها يعيش الفنانين والطلاب، ويعج نهر السين بالمراكب التي تنقل البضائع داخل وخارج المدينة، والجدير بالذكر أن باريس تعد جزءاً من جزر السين وهي واقعة في جزيرة إيل دولا سيتي أي جزيرة المدينة، وعليها تم إنشاء مدينة باريس منذ ما يزيد على ألفي عام.
تبلغ مساحة باريس نحو 41 ميلاً مربعاً أي ما يعادل 105كم2، وقد بلغ عدد سكانها في مطلع عام 2018م نحو 2,206,488 نسمة، أما عن اسمها فقد اشتق من سكان المدينة الأصليين والذين كانوا ينحدرون من قبيلة سلتيك باريزي (بالإنجليزية: Celtic Parisii)، وتُسمى باريس باسم مدينة النور أيضاً، ويعود ذلك لسببين أولهما أنها كانت من أوائل المدن التي اعتمدت على الغاز في إنارة الشوارع، وثانيهما دورها الكبير في عصر التنوير، وقد أُطلق عليها اسم مدينة النور منذ بداية القرن السابع عشر الميلادي إلى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي، وقد كان لمدينة باريس مكانة هامة منذ القِدم، حيث تُعدّ مركزاً والمعارف، وفيها تطورت مذاهب الأدب والرسم فقد عاش فيها ثلثي فناني وكتاب فرنسا تقريباً.
وتتمتع باريس بمناخ معتدل ورطب على مدار العام، حيث تتراوح درجات الحرارة صيفاً بين 59-77 درجة فهرنهايت، وقد ترتفع عن ذلك في بعض الأحيان تبعاً للتوهجات الشديدة الصادرة عن أشعة الشمس، وقد سُجلت أعلى درجة حرارة فيها لتكون 104.7 درجة فهرنهايت. أما فصل الشتاء في باريس عاصمة فرنسا، فيتسم بالبرودة وتكون درجة الحرارة منخفضة، إلّا أنها تبقى أعلى من درجة التجمد في معظم فصل الشتاء، فلا تنخفض تحت درجة التجمد إلّا في شهر واحد فقط خلال السنة يسقط الثلج خلال أيامه، ولا يستقر على الأرض فترات طويلة إلّا في أحيان نادرة، وقد سُجلت أدنى درجة حرارة في باريس لتكون 11 درجة فهرنهايت، ويُمكن القول أن المدينة تستمد مناخها المعتدل بشكل عام من وقوعها في الجانب الأوروبي في سهل قريب نسبياً من البحر وتعرضها للتيارات الهوائية القادمة من الخليج.
نبذة تاريخية عن باريس
يعود تاريخ مدينة باريس إلى قبيلة سلتيك باريزي التي عاشت في نهر السين في جزيرة المدينة، ثم جاءت القوات الرومانية في عام 52ق.م، وعمدت إلى إنشاء مستعمرة في هذه الجزيرة، ومن ثم غيّر الرومان اسمها لتصبح لوتيتيا، ومنذ ذلك الوقت امتدت المدينة وتوسعت على جانبي نهر السين، وفي 300م تم تغيير اسم المدينة من جديد لتُصبح باريس نسبة إلى سكانها الأوائل، وقد تعاقب الحُكام على المدينة منذ ذلك الوقت، وازداد عدد سكانها، وكبُرت أهميتها وأصبحت مركزاً للثقافة، والفنون والعلوم في عهد فيليب الثاني والذي حكمها خلال الفترة 1180-1223م، وقد عمل ملوكها على تطويرها بشكل كبير من بعده.
وفي عصر النهضة عُيِّن العديد من المهندسين والفنانين لتخطيط الشوارع ومباني المدينة، وقد ساروا على نهج والرومان في رسم نماذجها، وفي القرن السادس عشر الميلادي أُعيد بناء اللوفر ليكون قصراً ملكياً بعد أن كان قلعة قديمة، وقد أضاف حكام فرنسا المتعاقبون ملحقات إلى اللوفر ليُصبح أكبر قصور العالم، وفي نهاية القرن الثامن عشر الميلادي أصبحت باريس مركزاً لما عُرف بالثورة الفرنسية الدموية والتي حدثت خلال الفترة 1789-1799م. وفي القرن التاسع عشر الميلادي طوّر نابليون بونابرت المباني في باريس، وخطط المتنزهات، ومن بعده طوّر نابليون الثالث العديد من الأمور في المدينة فأنشأ المستشفيات، والبنوك، ومحطات سكك الحديد، والمسارح وخطط الشوارع لتكون فسيحة أكثر.
وفي مطلع القرن العشرين وتحديداً عندما وقعت تضررت مدينة باريس بسبب القوات الألمانية والتي دفعت القوات الفرنسية للسير نحو نهر المارن وهناك وقعت معركة بين الطرفين انتهت بانتصار القوات الفرنسية، حيث كانت سيارات الأجرة السريعة تنقل قوات إضافية إلى ساحات القتال، إلّا أنه أثناء استطاعت ألمانيا احتلال باريس، وعندها أصبحت باريس مركزاً للمقاومة السرية، وقد دخلت ألمانيا باريس دون قتال حيث أعلنت الحكومة الفرنسية أن المدينة مفتوحة دون دفاع لإنقاذها من الدمار، وبقيت باريس تحت احتلال ألمانيا حتى عام 1944م حين تحررت على يد الحلفاء الذين طردوا ألمانيا، ومنذ ذلك الحين والمدينة في تطور دائم، حيث ارتفعت فيها المباني الحديثة، وأصبحت وجهة سياحية تجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، حتى أصبحت السياحة من أكبر مصادر الدخل لها.
أشهر الأماكن السياحية في باريس
إن من أشهر الأماكن السياحية في مدينة باريس قصر اللوفر، وهو أحد أكبر قصور العالم، ويقع على محاذاة نهر السين، ويعود تاريخه إلى 1200م، وقد رممه حكام فرنسا المتعاقبون وأضاف كل منهم لمسته إلى القصر، وكانت آخر إضافة في عهد نابليون في عام 1852م، وهُناك أيضاً برج إيفل، وهو من أكثر المعالم السياحية الشهيرة في العالم، وقد بُني على يد غوستاف إيفل في عام 1889م، واستغرق في بنائه سنتين وشهرين وخمسة أيام، ويصل ارتفاع البرج نحو 324 متراً، واستُعمل في بنائه أكثر من 7,000 طناً من الحديد، ويتكون البرج من ثلاثة مستويات، ويحتوي على سلالم تنقل الزائر من مستوى إلى آخر، ويُمكن للزائر أن يكشف مدينة باريس بأكملها من علو البرج.
وفي باريس توجد كاتدرائية نوتردام، والتي بُنيت في منتصف القرن الثالث عشر الميلادي وقد استغرق بنائها أكثر من 150 عاماً، وهي مميزة بنقوشها التي حُفرت في الصخور، وبنائها الذي يجمع بين الطراز القوطي المُبكر والطراز القوطي العالي، وفي باريس توجد ساحة الكونكورد، وهي أحد أجمل الساحات في المدينة، وقد أنشئت في عهد لويس الخامس عشر، وكانت مسرحاً للعديد من الأحداث التاريخية، مثل إعدام الملك لويس السادس عشر بها، أما حدائق لوكسمبورغ فهي من أفضل الحدائق في باريس، وتتميز بوجود البركة الضخمة فيها والتي تمتلك أضلاعاً ثمانية، وفي وسط البركة توجد نافورة محاطة بالتماثيل، وفي الحديقة العديد من المقاعد التي يستريح عليها الزوار، وفي باريس شارع الشانزليزيه، وهو أحد أشهر شوارع باريس وتحفّه الحدائق الرائعة وأشجار الكستناء، والجدير بالذكر أن باريس عاصمة فرنسا هي مدينة رائعة وتمتلك العديد من الأماكن السياحية التي تعطيها جمالاً ساحراً يجعل الزائر لا يمل منها ويرغب بالعودة لها دائماً.