ما هي مراتب الدين

إن من أصول الدين الثلاثة التي صنف فيها العلماء تصنيفات متعددة، الأصل الثاني منها، وهو معرفة ، وإن من معرفة دين الإسلام، هو معرفة مراتب هذا الدين، فدين الإسلام هو على ثلاث مراتب بعضها فوق بعض، فما هي مراتب الدين ؟ وما هي أركان كل مرتبة منها؟

ما هي مراتب الدين

عَنْ عُمَرَ -رضي الله عنه- قَالَ: ” بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ذَاتَ يَوْمٍ، إذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ، شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعْرِ، لَا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ، وَلَا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ. حَتَّى جَلَسَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخْذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنْ الْإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إنْ اسْتَطَعْت إلَيْهِ سَبِيلًا. قَالَ: صَدَقْت . فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِيمَانِ. قَالَ: أَنْ تُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ. قَالَ: صَدَقْت. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاك. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ السَّاعَةِ. قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ. قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَاتِهَا؟ قَالَ: أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ. ثُمَّ انْطَلَقَ، فَلَبِثْنَا مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ: يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟. قَلَتْ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ “. رَوَاهُ مُسْلِمٌ [رقم:8].إذن كما تبيّن في الحديث، فإن مراتب الدين هي ثلاث مراتب، بعضها فوق بعض، فالإسلام ثم الإيمان ثم الإحسان، وكل مرتبة من المراتب لها أركانها.

قد يهمك هذا المقال:   أصحاب الأخدود

مرتبة الإسلام وأركانها

أول مراتب الدين هي مرتبة الإسلام، كما هو ترتيبها في الحديث السابق الذكر، وإليكم شرح أركان هذه المرتبة:

  1. شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول لله: أي لا معبود بحق إلا الله، وأن محمدا تجب طاعته في دين الله.
  2. : أن يعتقد المسلم أن الله أوجب على العاقل البالغ خمس صلوات في اليوم والليلة، يؤديها على طهارة، و عليه أداءها والخشوع فيها.
  3. إيتاء الزكاة: الزكاة واجبة على كل من ملك نصابا وحال عليه الحول أي سنة كاملة، يؤدي من زكاة ماله ربع العشر، والعشر في الزروع والثمار إذا ما سقين بلا مؤونة، ونصف العشر فيما سقي بمؤونة، وهي زكاة تطهر مال المسلم ويبارك الله له فيه.
  4. صوم رمضان: وهو الإمساك عن الأكل والشراب والجماع وجميع المفطرات، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس بنية الصوم.
  5. حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا: من استطاع إليه سبيلا، أي صحّةً ومالاً وأمنًا، فيقصد بيت الله الحرام بمكة في أشهر الحج لأداء مناسك وأعمال معينة قصد التقرب إلى الله.

ثاني مرتبة من مراتب الدين ،هي مرتبة الإيمان، وإليكم شرح بالتفصيل:

  1. الإيمان بالله: وهو أن يعتقد المسلم اعتقادا جازما بأن الله هو رب كل شيء ومليكه، وأنه المستحق لجميع أنواع العبادة وحده سبحانه دون ما سواه، وأنه سبحانه هو المتصف بصفات الكمال والجلال، ومنزّه عن كل عيب ونقص.
  2. الإيمان بالملائكة: الإيمان بالملائكة على شقين، وهو أن يؤمن العبد بأن لله ملائكة وخلوقين من نور، والتصديق بما وصفهم ربهم جلّ وعلا بأنهم عباد مكرمون يفعلون ما يؤمرون ولا يعصون الله أبدا، يسبحون ربهم بالليل والنهار، والشق الأول أن يؤمن بمن سمّاهم الله سبحانه وتعالى وذكرهم لنا على وجه التفصيل، والثاني أن يؤمن بباقي الملائكة إجمالا.
  3. الإيمان بالكتب: وهو التصديق الجازم بأن الله قد أنزل كتبا على أنبيائه ورسله، وأنها هدى وأن كل ما جاء فيها حق، وأنها من كلام الله بحانه وتعالى، ولا يعلم عددها إلا هو سبحانه وأن يؤمن بها إجمالا إلا ما سمّاها لنا سبحانه، كالتواراة والإنجيل والقرآن، وأن القرآن هو كلام الله فمنه بدأ وإليه يعود، وأنه غير مخلوق، كما يجب الالتزام بأوامره والانتهاء عما نهانا عنه، وأنه مهيمن على جميع الكتب السابقة، وأنه محفوظ تكفّل الله بحفظه من التبديل والتحريف والتغيير.
  4. الإيمان بالرسل: وهو الاعتقاد الجازم بأن الله أرسل لعباده رسلا، ليخرجوهم من الظلمات إلى النور، ويجب الإيمان بأن الله وحده يعلم عددهم، وأنه أرسل رسلا لا نعرفهم، فنؤمن بهم إجمالا، ونؤمن بمن سمّى لنا على وجه التفصيل، وهم خمسة وعشرون ذكرهم في كتابه الكريم، ونؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو أفضلهم وخاتمهم، وأن لا نبي بعده وأن رسالته عامة للثقلين.
  5. الإيمان باليوم الآخر: وهو أن يعتقد اعتقادا جازما بأن هناك دارا يحاسب فيها الإنسان، فيجازي الله المحسن، ويعاقب المسيء، ويغفر لمن شاء من عباده فيها لمن لم يشرك بالله.
  6. الإيمان بالقدر خيره وشره: وهو أن يؤمن إيمانا جازما بأن كل خير وشر هو بقضاء الله وقدره، وأن الله يعلم مقادير الأشياء وأزمانها قبل إيجادها، وأنه كتبها في اللوح المحفوظ قبل إحداثها.
قد يهمك هذا المقال:   ما يبطل الوضوء

مرتبة الإحسان

مرتبة الإحسان هي ثالث مراتب الدين، وهي أعلى هذه المراتب، والإحسان هو نهاية الإخلاص، فهي مرتبة عظيمة وأهل هذه المرتبة قلّة قليلة، فكل محسن هو مؤمن مسلم، وليس كل مسلم مؤمنا محسنا، فدائرة الإسلام أوسع من الإيمان ودائرة الإيمان أوسع من دائرة الإحسان، فالإحسان يقتضي إيقاع العمل خالصا لله عزّ وجلّ ظاهرا وباطنا، “‘(( قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الْإِحْسَانِ. قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّك تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَ اك))”‘، فهذه مرتبة المراقبة، لذلك فأهل الإحسان هم خاصة أهل الإيمان، وأهل الإيمان هم خاصة أهل الإسلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *