ما هي يمين الغموس

ماهي يمين الغموس

كثيرًا ماترد من القضاة والمحاكم حكايات عن تعجيل عقوبة حالف يمين الغموس في الدنيا قبل عقاب الآخرة الأشد والأنكى وذلك بمجرد خروجه من المحكمة، أو نسمع عنها من أحد المعارف الذي تعرض لأكل حقوقه ظلما بعد وفاة معيله وسنده من شخص لايخاف الله في حقوق الناس ومن هذه القصص التي تجعل الإنسان يتفكر كثيرًا قبل التعدي والإستهانة بحقوق الناس، تصريح أحد القضاة لجريدة مشهورة بذكره لحكاية حدثت في هذا السياق قال فيها أن أحدهم طلب حضور شخص إلى المحكمة لحلف اليمين أمام القاضي، بسبب خلافهما على مبلغ مالي ولأن الشخص المطلوب للحلف يأكل حقه وينكره عليه وبالفعل أتى الرجل وحلف بكل جرأة وتجبر واستهانة بعاقبة الحلف الكاذب وبعد خروجه بلحظات سمع القاضي ضجة أمام المحكمة ليتفاجأ أن الرجل الذي حلف اليمين الكاذب بعد أن ركب في سيارته وقبل تحركه بها من باب المحكمة جاءت شاحنة مسرعة سارت فوق سيارته ودهسته وهو بداخلها، كما أن أحد المحامين روى قصة عن شخص نازع أرملة وأيتام على ملكية مزرعة وحلف كذبًا على ذلك وبعد مرور يوم على الحكم الذي جاء لصالحه، وُجد ميتًا إثر سقوطه في إحدى حفر المزرعة.
ورغم أن ليس كل يمين غموس تعجل عقوبتها في الدنيا بل أن هذا التعجيل ربما يكون في حالات استثنائية قليلة حطمت بها دعوة صادقة من قلب المظلوم جبروت الظالم إلا أن النبي محمد صل الله عليه وسلم توعد حالف اليمين الغموس ومن يتجرأ عليها بغضب الله وبدخول النار فعَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ ‏- رضى الله عنه ‏- أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ ‏- صلى الله عليه وسلم ‏-قَالَ : “مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ, يَقْتَطِعُ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ, هُوَ فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اَللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ ” (مُتَّفَقٌ عَلَيْه)
وعن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” من حلف على يمين فاجرة ليقتطع بها مال امرئ مسلم بغير حقه حرم الله عليه الجنة وأوجب له النار، فقلت: يا رسول الله، وإن كان شيئا يسيرا؟ قال: وإن كان قضيبا من أراك”.

قد يهمك هذا المقال:   ما هي كفارة الحلف

تعريف يمين الغموس

تعرف يمين الغموس أنها اليمين التي يتعمد صاحبها الحلف كذبًا وهو يعلم حقيقة كذبه لعدة أسباب منها أكل واقتطاع حق انسان ظلمًا وعدوانًا وتسمى بالغموس لأنها تغمس صاحبها بالأثم ثم بالنار، كما تُسمع هذه اليمين في أحيان كثيرة من التجار ومن الأشخاص الذين يبيعون ويشترون لترغيب الناس بالشراء ولتسويق سلعهم وتقع هذه اليمين أيضا من شخص يتعدى على حقوق غيره ويأكل أموالهم بالحلف كذبًا أو يعتدي عليهم بالشتم والقذف والسب ويحلف أنه مافعل ذلك، أو يتهمهم في أعراضهم وذممهم وأخلاقهم ويحلف ويؤكد على ذلك.

حكم يمين الغموس

يمين الغموس من كبائر الذنوب خاصة في حال حدث فيها إفساد وتعدي على حقوق المسلمين ولايسقط إثمها بالكفارة بسبب عظمه وكبره وكون الحالف تجرأ على ذكر اسم الله في ظلمه وكذبه ومعصيته وافترائه على الناس فعَنْ عَبْدِالله بْنِ عَمْرو رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «: الإِشْرَاكُ بِالله، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَاليَمِينُ الغَمُوسُ» (أخرجه البخاري).
لذا فإنه لابد من التوبة النصوح الصادقة من ذنبها ولقد اختلف العلماء على وجوب كفارة يمين الغموس على قولين وهما:

  • القول الأول بعدم وجوب كفارة يمين الغموس وأيده جمهور الفقهاء من الحنابلة والحنفية والمالكية.
  • القول الثاني بوجوب كفارة يمين الغموس وإليه ذهب الشافعية وقد قدم كلا الفريقين أدلة تؤيد رأيه وماذهب إليه في هذه المسألة.

كما أن إثم يمين الغموس ليس واحدًا ويختلف في كبره وعظمه باختلاف المفسدة المترتبة عليه فالحالف كذبًا على نجاحه وهو لم ينجح أو على عدم سفره رغم حصوله، لاشك أنه يأثم بذلك لكنه لايتساوى في عظم الذنب مع الذي يحلف كذبًا أنه لم يقترض من فلان وهو اقترض منه أو من يحلف كذبًا أمام القاضي حتى يأكل ميراث زوجة أخيه الأرملة وأطفاله اليتامى، أو كمن يستعير غرضًا من قريبه أو جاره ويحلف أنه لم يستعر منه شيئًا، فهذه اليمين الغموس الفاجرة التي يقصد بها الإستيلاء على أموال الناس وممتلكاتهم بدون وجه حق وبلا خوف من الله عظيمة في شرها وخطرها وتترتب عليها مفسدة كبيرة على المجتمع المسلم وتكون سببًا في دخول حالفها إلى النار وغضب الله عليه يوم القيامة.

قد يهمك هذا المقال:   كيفية صلاة الكسوف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *