مجرة درب التبانة
ينتمي إلى مجموعة شمسية، حيث تدور ثمانية كواكب وعشرات الأقمار والكويكبات حول نجم متوسط الحجم وهو الشمس، هذه المجموعة الشمسية ومعها آلاف بل وملايين الأخرى موجودة في مجرة تدعى درب التبانة أو درب اللبانة أو الطريق اللبني (Milky Way)، في البداية اعتقد العلماء أن هذه المجرة هو الكون، ولكن مع التطور تم اكتشاف مئات المجرات الأخرى، سواء أكبر أو أصغر في الحجم ولكل مجرة ما يميزها في الشكل والخصائص وأعداد النجوم، وهذا المقال يقدم تعريف عن مجرة درب التبانة وعرض لبعض من خصائصها وشكلها، ومعلومات مذهلة عن المجرة التي تعيش بها الكائنات الحية الوحيدة في الكون.
معلومات عامة عن مجرة درب التبانة
مجرة درب التبانة حيث تعيش الشمس والمجموعة الشمسية والأرض والبشر:
- تعتبر مجرة حلزونية ضليعة الشكل كما تأتي الصور إلى ناسا من خلال التلسكوبات الأرضية وأكثر من مسبار في ، أي تمتلك شكل حلزوني يتوسطه ضلع من النجوم المكثفة.
- تمتلك من 200 إلى 400 مليار نجم، والنجم هو جرم سماوي مضيء هائل الحجم مثل الشمس، كل نجم قد يدور حوله مجموعة من الكواكب مثل نظامنا الشمسي.
- تنتشر في أجزاء المجرة الغازات وذرات التراب والعديد من النيازك الهائمة والكويكبات وغيرها من الأجرام السماوية.
- لرؤية جزء من المجرة بالعين المجردة يحتاج الإنسان لليلة صافية وسيرى حزمة من النجوم يتوسطها فجوة من السواد يغلب عليها اللون اللبني (ومن هنا جاءت تسمية الطريق اللبني)، منظر بديع الجمال يشاهده سكان نصف الكرة الشمالية بشكل أوضح في مطلع الخريف، السواد لا يعني عدم وجود النجوم في هذه المنطقة، بل ناتج عن الغبار والأتربة التي تحجب الضوء الصادر عن تلك النجوم في المنتصف.
- والمجموعة الشمسية تقع على حافة المجرة، نبعد عن مركز المجرة حوالي 27 ألف سنة ضوئية وتدور المجموعة الشمسية بأكملها حول المركز، والسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة.
- إن افترضنا أنها قرصية الشكل سيكون قطر المجرة من 100 ألف إلى 180 ألف سنة ضوئية، بينما سمكها لا يتعدى الألف سنة ضوئية، وبذلك تعتبر مجرة رقيقة السُمك مقارنة بباقي المجرات.
- تحتاج الشمس حوالي 250 مليون سنة لإتمام دورة واحدة حول المجرة، وهو نفسه الوقت التي تحتاجه المجرة لتدور دورة حول نفسها.
- أقدم نجمة بالقرب من مجرة درب التبانة رصدها الإنسان إلى الآن تمتلك 13.2 مليار سنة من العمر، بينما متوسط عمر النجوم داخل القرص المجري تقدر بحوالي 8.8 مليار سنة تقل أو تزيد 1.7 مليار عام.
- باستخدام تقنيات علم التسلسل الزمني الكوني، قدر العلماء عمر المجرة بحوالي 12 إلى 14 مليار عام.
أول من فسر ظهور ذراع المجرة في ليالي المساء الصافية، كان العالم غاليليو جاليلي، حين تمكن من صنع تلسكوب بقوة كافية ليتضح له أن ذراع المجرة يتكون من ملايين النجوم المنفصلة، ولكن ذلك لا يعني أن الحضارات القديمة لم تحاول تفسير ما تراه، فقد جاءت التسمية لأن منظر المجرة بالمساء يبدو وكأنه طريق من لبن لكثرة النجوم المتراصة، ولو تم رصد منظر المجرة من مجرة أخرى ستظهر وكأنها شريط أبيض باهت اللون، أما عن تسمية درب التبانة فهو اسم عربي جاء كتشبيه لسقوط التبن من ظهر البعير فيتكون شكل كشكل الأذرع على الأرض يشبه في شكله لذراع المجرة، وفي الميثولوجيا الرومانية توجد قصة عن الرضيع هرقل تقف خلف تسمية المجرة بالطريق اللبني، يُحكي أن الإلهة هيرا حاولت إرضاع الرضيع هرقل، فلم يعرف هرقل كيف يحتفظ باللبن في فمه وسقط منه إلى خارج فمه، فتم حرمان هرقل من الخلود مع الآلهة وتحول اللبن المسكوب ليشكل ذراع المجرة، ومن هنا جاءت التسميات المختلفة لمجرة درب التبانة.
مكونات مجرة درب التبانة
تختلف الجاذبية من مكان لمكان على المجرة، وتختلف معها الكثافة، فتكثر النجوم عن المركز وتقل عن الحافة، وتدور النجوم الأقرب إلى المركز بسرعة أكبر عن النجوم البعيدة، كل تلك العوامل تشكل ما يُسمى بأذرع المجرة، ومجموعتنا الشمسية تقع على ذراع للمجرة تُسمى ذراع الجبار، أما عن باقي مكونات المجرة فهي النواة والهالة.
النواة
النواة أو مركز المجرة هو ضلع منتفخ مضيء موجود في مركز الشكل الحلزوني للمجرة، ويزداد اتساعه كلما كبر عمر المجرة، يوجد بالمركز تجمع هائل لملايين النجوم و، ولكن بعض القياسات الحديثة أشارت لوجود ثقب أسود هائل الحجم، تزيد كتلته عن 2 مليون كتلة الشمس، يمكن بسهولة رؤية النواة بالليل ولكن يصعب رؤية تفاصليها لكثرة الغبار الذي يحجب الضوء.
الأذرع
ذراع الجبار ليست الذراع الوحيدة لمجرة درب التبانة، وتوجد أذرع أخرى مثل: ذراع حامل رأس الغول، ذراع رامي القوس وغيرهم، تخرج الأذرع متفرعة من النواة، لتشكل الشكل الحلزوني الشهير للمجرة، ذراع الجبار حيث نوجد يصل طوله إلى 6500 سنة ضوئية وهو قصير نسبيًا ويحتوي على ما يُقارب 200 ألف نجم من بينهم أنظمة شمسية وكواكب، تسمى كل ذراع بحسب أوضح كوكبة من النجوم تمتلكها، وعلى سبيل المثال تمتلك ذراع الجبار كوكبة الجبار أو الجوزاء قديمًا، وكذلك سديم الجبار الشهير.
الهالة
أخر مكون من مكونات المجرة، ويتكون من سحب كونية وغارات مختلفة، يشكل إكليل حول القرص المجري على مسافة قطرها 150 ألف سنة ضوئية، ويحتوي على نجوم متناثرة تدور حول المركز.
جيران مجرة درب التبانة
أقرب المجرات الكبرى إلى مجرة درب التبانة هي مجرة المرأة المسلسلة أو مجرة أندروميدا (Andromeda)، وتعتبر أكبر من مجرتنا في الحجم وأعداد النجوم، ويمكن رؤيتها بالعين المجردة في ليلة صافية، بينما توجد أكثر من مجرة قزمة بالقرب من مجرة درب التبانة، والمجرة القزمة هي مجرة صغيرة في الحجم وتحتوي على ملايين قليلة من النجوم، وتعتبر بعض المجرات القزمة تابعة لمجرات أخرى أكبر منها، أو المجرة الكبيرة في طور التهام المجرة القزمة كما هو الحال مع مجرة قزمة الرامي التي ستبتلعها بالكامل مجرة درب التبانة، والتي تبعد عن المجرة حاليًا حوالي 50 ألف سنة ضوئية وتدور حول درب التبانة على مدار حلزوني، توجد بعض المجرات القزمة الأخرى:
- سحابة ماجلان الصغرى ومجرة ماجلان الكبرى، تابعتان لدرب التبانة ويبعدوا حوالي 300 ألف سنة ضوئية.
- كوكبة الكلب الأكبر، أو مجرة كانيس ميجور القزمة، وهو أقرب المجرات إلى درب التبانة وتبعد عن المركز 42 ألف سنة ضوئية وعن شمسنا 25 ألف سنة ضوئية فقط.
- تتأثر تلك المجرات بقوى المد والجزر في مجرة درب التبانة، فتتفكك وتتناثر منها النجوم والغبار، تجذب مجرة درب التبانة تلك النجوم وتبتلعها لتكبر في الحجم، مخلفة وراءها تيارات كونية ومن النجوم والمادة الكونية، وتشكل سحب سريعة على حافة المجرة.