مدينة أثرية جنوب الأردن
تعرف المدينة الأثرية الواقعة بجنوب الأردن باسم “” وهي أهم الأماكن الأثرية بالمملكة الأردنية، حيث ترجع نشأتها لسنة 312 ق. م، وهي بذلك أقدم مدينة أثرية لازالت قائمة حتى اليوم، ولذلك تم اختيارها في ضمن قائمة التراث العالمي بمنظمة ، كما تم اختيارها كواحدة من عجائب الدنيا السبع الجديدة في سنة 2007م. ويكيبيديا، البتراء.
موقع مدينة البتراء
تقع المدينة في جنوب على المنحدرات الجانبية لجبل المذبح، وهي الآن ضمن حدود محافظة معان الأردنية، وتبعد عن العاصمة الأردنية عمان حوالي 225 كم، وهي واقعة وسط جبال صخرية شاهقة الارتفاع، وقديمًا كانت معبرًا بين دول شمال غرب أسيا وخاصة بلاد ما بين النهرين، وقد تم اكتشاف المدينة عام 1812م على أيدي مستكشف سويسري ” يوهان لودفيغ بركهارت”، ومن بعدها توالت الاستكشافات لبقية أجزاء المدينة الوردية القابعة في منتصف صحراء الأردن.
تشييد مدينة البتراء
تأسست مدينة البتراء في القرن الرابع أو السادس قبل الميلاد، هيئة تنشيط السياحة الأردنية، البتراء. والسبب من تأسيسها أن تكون عاصمة لمملكة الأنباط التي كانت قائمة في بلاد الأردن في ذلك الوقت، وكان موقع المدينة من أهم المواقع التجارية في شمال غرب أسيا، خاصة وأنها كانت طريقًا لتجارة الحرير بين أسيا و وأوروبا، وقد بدأ الأنباط في نحت المدينة داخل جبال وردية اللون تعرف اليوم باسم جبال وادي موسى، والسبب في نحتها من الجهة الداخلية للجبال أن تكون المدينة حصينة ويصعب اختراقها، فكانت الجبال متراصة لا يوجد فواصل بينها، ويوجد “السيق” وهو ممر ضيق يسمح بالعبور إلى داخل المدينة، ولأنه ضيق فكان من السهل حمايته وتأمينه، فحفظت المدينة من هجمات الأعداء، ومنحتها قوة وصلابة كانت لها الفضل في مقاومة المدينة لعوامل التعرية وبقائها قائمة حتى اليوم.
لمحة تاريخية عن مملكة الأنباط
كانت المنطقة المحيطة بالبتراء تحت سيطرة الأدوميين حتى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، والذين كانوا على عداء مستمر مع الأنباط، وكان تواجدهم مقتصرًا على التلال المحيطة بموقع البتراء، فلم يكن لديهم شغف بنحت الصخر أو إقامة مدينة دفينة بين الصخور، وقد انتهى تواجد الأدوميين تمامًا مع بداية القرن الرابع قبل الميلاد، فمنذ عام 400 قبل الميلاد فرض الأنباط العرب القادمين من سيطرتهم على الأردن، وظلت مملكتهم قائمة في الأردن وبلاد الشام حتى سنة 106 قبل الميلاد، وخلال تلك الفترة كانت البتراء عاصمة مملكتهم.
الأماكن الأثرية في البتراء
تعد مدينة البتراء أغنى المدن الأثرية في العالم بما تملكه من معالم أثرية عديدة، فرغم أنها بناء يبهر العالم بعظمة نحته، إلا أن بها الكثير من الملحقات التي تزيد من عظمة البناء خاصة وأنها ترجع للقرن الرابع قبل الميلاد، ولذلك فقد أعلنت منظمة اليونسكو مدينة البتراء محمية أثرية سنة 1985م، وتم تحديد مساحتها بـ 264 ألف متر مربع، وهي تشمل نطاق واسع من المرتفعات الصخرية في جنوب الأردن، والتي يغلب عليها اللون الوردي، ومن أهم الأماكن السياحية المكتشفة في مدينة البتراء ما يلي:
السيق
أولى المحطات التي يجب أن يجتازها أي شخص يرغب بالدخول إلى المدينة، ويعد السيق نقطة تأمين المدينة، فكان الداخل إلى المدينة لابد وأن يعبر من خلاله، وحتى اليوم ليتمكن السياح من زيارة المدينة لابد أن يجتازوا مسافة تقدر بحوالي كيلو متر حتى يتمكنوا من الوصول للمدينة، ولا يسمح للمرور في السيق سوى عربات الخيل أو أو الجمال، وغالبًا ما يقطع السياح تلك المسافة سيرًا على الأقدام، خاصة وأن السيق نفسه معلمًا أثريًا مبهرًا، فالسيق عبارة عن ممر ضيق ارتفاعه حوالي 80 متر، والأرض تفترش الحصا، كما أن عوامل التعرية تركت بصمتها على جدران السيق فتبدوا جدرانه متآكلة بشكلٍ منتظم ومبهر، وبعد انتهاء الطريق يجد زائر المدينة نفسه أمام المدينة التي نحتت في الصخر.
الخزنة
وهي قمة ما وصل له القديم من إبداع ورقي، فعند الانتهاء من الممر الضيق “السيق” فإن أول ما يظهر في ساحة المدينة واجهة الخزنة، تلك الواجهة المنحوتة داخل الصخر بارتفاع 43 متر، ويبلغ عرضها 30 متر، والتي أقيمت لتكون قبرًا أحد الملوك الأنباط العظام، ويقدر المستكشفون أن بناءها كان في القرن الأول الميلادي، وتتميز الخزنة بحجمها الهائل وتصميمها الدقيق، كما تصبح أكثر فخامة مع سقوط أشعة الشمس عليها، وتعتبر الخزنة بوابة الدخول ونقطة الانطلاق نحو المدينة الوردية الأروع في التاريخ. هيئة تنشيط السياحة الأردنية، أماكن تستحق الزيارة.
المدرج
وهي رمزًا من الرموز الدالة على عظمة الحضارة النبطية، فقد ظل المسرح والمدرج التابع له حتى اليوم، ورغم قسوة المناخ طوال ألفي عام إلا أن قوة السرح تحملت كل العوامل، فلازالت جميع تفاصيله واضحة، ذلك المسرح الذي استخدم للاحتفالات الملكية، وكان مدرجه يتسع لعدد 3 ألاف متفرج، وقد اقتبس بناة المسرح من نظام المسارح .
الدير
من أكثر المعالم الأثرية ارتفاعًا في البتراء، فيحتاج الوصول للدير الصعود 800 درجة، وهو أيضًا منحوت في الصخر ولكن في أعلى الجبل، فإذا ما تمكن زائر المدينة من الصعود إلى الدير فإنه سيتمكن من رؤية جميع أرجاء المدينة الوردية، ويرى بوضوح عظمة الحضارة النبطية.
متاحف البتراء
إلى جانب المعالم الأساسية هناك الكثير من المعالم الأثرية الصغيرة في البتراء، فعلى سبيل المثال توجد منطقة خاصة بالمقابر القديمة بعضها لازال مكتملًا بصورة جيدة، كما يوجد متحفين بالمدينة أحدهما خاص بتراث مدينة البتراء منذ بناءها، والآخر مختص بمدينة التراء النبطية؛ أي وقت تواجد الأنباط العرب بها.
ومن أهم المظاهر التي ينجذب إليها السياح في مدينة البتراء هي البانوراما الليلية التي تقام أمامها، حيث تضاء ألاف الشموع ويفترش السياح الأرض، فيبدو المظهر مهيبًا والشموع تلقي بظلالها على الصخور الوردية، ويتم عرض تاريخ مدينة البتراء بطرق مختلفة تتناسب مع عظمة المدينة.