مدينة تورونتو
مدينة تورونتو هي عاصمةُ ولاية أونتاريو وأكبر مدنها وأكبرُ مدينة من حيث التعداد السكاني في ، حيثُ بلغ عدد سكانها 2,731,570 نسمة حسب إحصاء عام 2016، بينما بلغ عددُ سكان الامتدادات العُمْرانية لها قرابة ستة ملايين نسمة. وتقعُ المدينة على شواطئ بحيرة أونتاريو، وتعتبرُ ميناءً مهماً ومركزاً للمال والأعمال و والثقافة، وتعتبرُ واحدةً من أكثرِ مدن العالم تنوعاً واختلاطاً بين الثقافات والأعراق المختلفة.
ويعكسُ التنوّع السكاني في تورونتو دورها التاريخي الحالي والماضي بصفتها وجهة للمهاجرين إلى كندا. وأكثرُ من نصف سكان المدينة في الوقت الحاضر ينتمونَ إلى أقليات ظاهرة، ويعيشُ في المدينة أشخاصٌ من أكثر من 200 مجموعة عرقية. ويتحدث معظم السكان اللغة الإنكليزية، إلا أنَّ ثمة أكثر من 160 لغة أخرى في المدينة. وتشتهرُ تورونتو بكونها مركزاً مهماً للموسيقى والمسرح والإنتاج السينمائي والتلفزيوني ومقراً لكبرى شركات الإنتاج الإعلامي والإذاعي في كندا. وتحتوي المدينة الكثير من المتاحف والمعارض والاحتفالات العامة والمواقع التاريخية التي تجتذبُ أكثر من خمسة وعشرين مليون سائحٍ في العام.
سكنَ الأمريكيون الأصليون في موقع تورونتو منذ ما يزيدُ عن 10,000 عام، حيثُ أن موقعها المُكوَّن من هضبة عريضة غنيَّة بالأنهار والجداول و كان مناسباً بناء مستوطناتهم. وفي عام 1787 بيعت منطقة ميساساغا من السُكَّان الأصليين للتاج البريطاني (وهي صفقة ظلَّت موضع خلافٍ لأكثر من مائتي عام)، وبعد ذلك بسنواتٍ أسَّست مدينة يورك في المنطقة واختارتها عاصمة لمستعمرة كندا العُلْيا. وقد كانت المدينة موقعاً لمعركة مع في سنة 1812 وتعرَّضت لأضرارٍ شديدة. وفي ثلاثينيات القرن الثامن عشر حُوِّلت مدينة يورك إلى تورونتو واختيرت عاصمةً لولاية أونتاريو في سنة 1867، ومنذ ذلك تمدَّدت المدينة كثيراً وراءَ حدودها الأصلية.
الجغرافيا
تُغطّي مدينة تورونتو منطقة مساحتُها 630 كيلومتراً مربعاً، حيثُ يصلُ طولها من الشمال إلى الجنوب لواحد وعشرين كيلومتراً وعرضها من الشرق إلى الغرب ثلاثة وأربعين. وللمدينة خطّ ساحلي بطول عشرات الكيلومترات على بحيرة أونتاريو. وتتألَّفُ المدينة في معظمها من أرضٍ مستوية قليلة التلال، والتي ترتفعُ تدريجياً مع الابتعاد عن بحيرة أونتاريو. وتنتشرُ في المدينة أودية صغيرة تعبرُها جداول من الماء، وثمة طرقٌ للمشاة والرياضيين شُقَّت على أطراف هذه الأودية. وأما الميزة الأساسية الأخرى لتورونتو فهي منحدراتها الكثيرة، التي تكوَّنت بفعل الحتّ من بحيرة جليدية كانت في موقع المدينة الحالي قبل ملايين السنين، ولا زالت المنحدرات تُغطّي الحدود السابقة لتلك البحيرة.
وتحظى مدينة تورونتو بمُنَاخ قاريّ حارّ ورطبٍ صيفاً، وشديد البرودة شتاءً. وتمرُّ المدينة في كلّ عامٍ بأربعة فصولٍ متمايزة تختلفُ أطوالها من عامٍ لآخر. ويختلفُ الطقس كثيراً بين اليوم وغيره في جميع فصول السنة بسبب التغيُّر السريع للضغط الجوي و الأخرى. وبسبب الطبيعة المعمارية لمدينة تورونتو فإنَّها الحرارة فيها أعلى من المناطق الريفية المحيطة بها بمقدار ثلاث درجاتٍ مئوية خلال السنة، رُغْمَ أن نسيم بحيرة أونتاريو قد يجعلها أبرد من الريف مساءً.
وتشهدُ تورونتو شتاءً كثيفَ الثلوج، فالحرارةُ عادةً ما تبقى تحت الصفر المئوي في شهور ، ويكثرُ فيها الصَّقِيع ومن الطبيعي نزولُ الحرارة لما دون -25 درجة. وتهبُّ بين الحين والآخر عواصفُ ثلجية مصحوبةٌ بالبَرَدِ والأمطار، وتُعطِّلُ هذه العواصف دوامات المُوظّفين والطلبة. ويمكنُ للثلوج المتراكمة أن تهطلَ في أيّ وقتٍ من العام منذ وحتى منتصف أبريل. وأما الصيفُ فيأتي دافئاً جداً، وعادةً ما تكونُ الحرارة فيه نهاراً فوق العشرين درجة، ومن الطبيعي أن ترتفعَ فوق 30 مئوية.
الاقتصاد
مدينة تورونتو هي مركزٌ عالميّ لريادة الأعمال والمال. وكثيراً ما تعتبرُ تورونتو العاصمة الاقتصادية لكندا، فهي تحتوي عدداً ضخماً من البنوك و، وبورصتها المالية هي سابعُ أكبر بورصة في العالم بأكمله. ولدى المؤسسات المالية الخمسِ الأكبر في كندا (والمشهورة بلقب “الخمسة الكبار”) مقارٌّ وطنية في مدينة تورونتو.
وتورونتو هي مقرٌّ مهمٌّ للإعلام والنشر والاتصالات والإنتاج السينمائي، وتتمركزُ فيها العديدُ من الشركات المشهورة بهذه المجالات. ولا تزالُ المدينة سوقاً هامة للتوزيع والبيعِ بالجُمْلة في القطاع الصناعي. وتبلغُ نسبة البطالة في المدينة 6.7% بحسب رقم سنة 2016، حيثُ أنَّ تكلفة المعيشة والإيجار فيها كانت الثانية بين 31 مدينة من مدن كندا بحسب أحد الاستطلاعات. وأما القوى الشرائية فقد كانت السادسة الأقلَّ في كندا في منتصف سنة 2017.
السكان
نصفُ سكان مدينة تورونتو تقريباً مولودون خارجها، وهذه – بحسب الأمم المتحدة – هي ثاني أعلى نسبةٍ للأجانب في العالم بعد مدينة ميامي (في ولاية فلوريدا الأمريكية). وعلى عكسِ مدينة ميامي التي يتألَّفُ غالبية الأجانبِ فيها من الكوبيين وغيرهم من اللاتيين، فإنَّ الأجانبَ في تورونتو متنوّعون جداً في جنسياتهم وأعراقهم بحيثُ أنه لا توجد أي مجموعة سائدةٍ في المدينة، وهذا يجعلُها واحدةً من أكثر مُدُن العالم اختلاطاً وتنوعاً. وقد قُدِّرَ في سنة 2010 أن ثمة مائة ألف مهاجرٍ جديدٍ يدخلون تورونتو في كلّ عام.
أكبرُ المجموعات العرقية الموجودة في المدينة هي من الآسيويين الصينيين، الذي يبلغُ عددهم ثلث مليون نسمة أو 12.5% من السكان، ويليهم الإنكليز بنسبة 12.3% ومن ثم الكنديون بنسبة 12%. وتبلغُ نسبة ذوي الأصول الأوروبية مجتمعين 48%، وأما الآسيويون (بمن فيهم العربُ المشرقيون) 40%، والأفارقة (بمن فيهم عربُ المغرب) 5.5%، واللاتينيون 4%، وأما السُكَّان الأصليون لكندا فلا تتعدى نسبتهم 1.2%.
ازداد عددُ سكان المدينة بنسبة 4.5% تقريباً في آخر خمس سنوات. وفي سنة 2016 كان عددُ الأطفال حتى سن المراهقة (أربعة عشر عاماً) يُمثّل 14% من سكان المدينة، بينما بلغت نسبة المُسنّين فوق عمر التقاعد، أي خمسة وستين عاماً، 15% من السكان. ومتوسّط العُمْر في تورونتو هو تسعة وثلاثون عاماً. وتبلغُ نسبة الإناث 52% بزيادة بسيطة عن الذكور.