مرض النقرس
النُّقرس هو ونوع من أنواع التهاب المفاصل؛ ويرجع إلى خلل في التمثيل الغذائي الخاص بحمض اليوريك. وذلك إما بسبب أن الجسم يقوم بإفراز نسبة كبيرة من حمض اليوريك أو أن الجسم يُفرِز النسبة الطبيعية من الحمض ولكن يتم التخلص من جزء قليل منه في البول. حيث ترتفع نسبة هذا الحمض في دم الإنسان وتترسب أملاحه في المفاصل والغضاريف مع حدوث نوبات الألم المتكررة والمصحوبة بتورُّم في المفاصل واحمرارها، خاصة مفصل الإصبع الكبير في القدم.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بمرض النقرس
العوامل التي تزيد من مستوى حمض اليوريك في الدم، وبالتالي تزيد من خطر الإصابة بمرض النقرس:
- السمنة والوزن الزائد؛ لأنه في هذه الحالة يزيد إنتاج الجسم لحمض اليوريك وتقل كفاءة الكلى في طرحه.
- الغذاء: استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على مادة البيورين.
- العامل الوراثي: تلعب الجينات الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بهذا المرض، حيث أثبتت الإحصائيات أن فرد واحد لكل أربعة أشخاص مصابين بالنقرس يوجد تاريخ عائلي لمرض النقرس في عائلته، ومع توافر العوامل المحيطة الأخرى التي تساهم في الإصابة يزداد احتمال الإصابة.
- الجنس: احتمال إصابة الذكور بمرض النقرس أكبر من الإناث، أما بعد انقطاع الطمث عند الإناث يصبح احتمال الإصابة متساوي مع الذكور.
- العمر: احتمال إصابة الذكور يزداد بعد عُمر الأربعين سنة، أما الإناث فيزداد احتمال الإصابة لديهن بعد .
- شرب الكحول بكميات كبيرة خاصة البيرة.
- قلة النشاط والحركة: كالبقاء لفترات طويلة في السرير.
- الأمراض المزمنة، مثل: السكري و وارتفاع نسبة الدهون في الدم وارتفاع ضغط الدم غير المُسَيطر عليه.
- العقاقير المستخدمة لعلاج ، والتي تعمل على خفض نسبة الأملاح والماء في الجسم، مثل: مدرَّات البول.
أعراض وعلامات مرض النقرس
عادة ما تظهر أعراض وعلامات النقرس فجأة وخاصة في الليل، وتكون على شكل هجمات مفاجئة تحدث بين الحين والآخر، ومنها:
- انتفاخ المفصل المُصاب واحمراره، ومفصل أصبع القدم الكبير هو الذي يتأثر عادةً، ولكن من الممكن أن تتأثر المفاصل الأخرى، مثل: مفصل الكاحل والركبة والكوع والرسغ والأصابع.
- ألم شديد في مفاصل الجسم.
- الشعور بعدم راحة وتعب بعد زوال الألم، وقد تمتد هذه الحالة من أيام إلى أسابيع.
كيفية تشخيص مرض النقرس
عندما يتكرر حدوث ألم شديد في المفاصل خاصة في مفصل أصبع القدم الكبير والركب والكاحل، يُجرى فحوصات للتشخيص، كالتالي:
- سحب سائل من المفصل المُلتَهب باستخدام إبرة معقمة ويتم فحص السائل؛ للكشف عن وجود بلورات حمض اليوريك فيه.
- أخذ عينة دم؛ لفحص معدل حمض اليوريك فيه.
- استخدام الموجات فوق الصوتية؛ للكشف عن بلَّورات حمض اليوريك في المفاصل.
المعدَّل الطبيعي لحمض اليوريك في الدَّم
يختلف المعدل الطبيعي لحمض اليوريك في الدم باختلاف الجنس والفئة العمرية، كالتالي:
- الإناث من عمر ١٠–١٨ سنة: (٣٫٦–٤) ملغ/ديسيلتر.
- الإناث من عمر ١٨–٤٠ سنة: (٢–٦٫٥) ملغ/ديسيلتر.
- الإناث أكثر من عمر ٤٠ سنة: (٢–٨) ملغ/ديسيلتر.
- الذكور من عمر ١٠–١٨ سنة: (٣٫٦–٥٫٥) ملغ/ديسيلتر.
- الذكور من عمر ١٨–٤٠ سنة: (٢–٧٫٥) ملغ/ديسيلتر.
- الذكور أكثر من عمر ٤٠ سنة: (٢–٨٫٥) ملغ/ديسيلتر.
التمثيل الغذائي لمادة البيورين
البيورين هو مركَّب مهم لإنتاج الطاقة يحتوي على النيتروجين، ويَنتُج منه حمض اليوريك، حيثُ:
- ينتُج حمض اليوريك من مادة البيورين في الكبد.
- ثم يدخُل إلى الدَّورة الدَّمويَّة.
- يمر بعدها مُعظم حمض اليوريك إلى الكلى، ثم يُطرَح في البول.
- والباقي يتم التَّخلص منه في الأمعاء، حيث تقوم البكتيريا بتكسيره.
- أما عند ارتفاع حمض اليوريك في الدَّم عن المعدَّل الطبيعي؛ لأسباب عديدة سيتم ذكرها لاحقًا في هذا المقال، يصبح الدم مُشبَع بحمض اليوريك ويتشكَّل بلَّورات تشبه الإبرة من ملح يُدعى: مونو صوديوم يوريت.
- تراكم هذه البلَّورات يُسبِّب الالتهابات والآلام.
الحمية الغذائية المناسبة لمرض النقرس
- التقليل من تناول الأطعمة التي تحتوي على البيورين بكمية كبيرة، مثل: السردين والكبدة وأعضاء الخروف واللحوم الحمراء والأسماك والبط و والبازيلاء والسبانخ.
- اتباع نظام غذائي عالي الكربوهيدرات ومتوسطة البروتين وقليلة الدهون.
- الإكثار من شرب السوائل بما يقارب ثلاثة لترات في اليوم.
الحماية من النقرس
أوجدت الدراسات بعض النصائح التي تقلِّل من احتمال الإصابة بمرض النقرس وتساعد في الوقاية منه، ومن هذه النصائح ما يلي:
- تناول الحليب ومشتقاته قليلة أو خالية الدسم بدلًا من كاملة الدسم.
- اتباع نظام غذائي قليل بالدهون المشبعة.
- ممارسة الرياضة بشكل يومي ومُنتَظم؛ لتجنُّب الوزن الزائد والسمنة وللحفاظ على صحة المفاصل.
- شرب كميات كافية من السوائل؛ لأن ذلك يُساعد الجسم في التخلص من حمض اليوريك المتراكم.
علاج مرض النقرس
العلاج بالأدوية له الأثر الكبير والنافع لمرضى النقرس أكثر من اتباع حمية قليلة بالبيورين. وتُستَخدم الأدوية؛ لعلاج الهجمات الحادة للمرض وتجنب الهجمات المستقبلية وللتخفيف من الأعراض.
الأدوية التي تُساعد في علاج الهجمات الحادة للمرض وتجنُّب الهجمات المستقبلية
- الكولشيسين: وهو نوع من أنواع المسكِّنات؛ وأثبت فاعليته في التغلب على الآلام المصاحبة لهجمات النقرس وتجنب الهجمات المستقبلية. ومن الآثار الجانية لهذا الدواء خاصة عند أخذ جرع كبيرة منه: الغثيان والإسهال والاستفراغ.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية: يساعد في القضاء على الألم وتجنب الهجمات المستقبلية ويقوم الطبيب المختص بوصفه لإيقاف الهجمة الحادة ومن الأمثلة على هذا الدواء: آيبوبروفين. ومن الآثار الجانية لهذا الدواء: وجع في المعدة ونزيف وتقرحات.
- الكورتيكوستيرويد: تساعد في السيطرة على الالتهاب والألم ومن الممكن أن يكون هذا الدواء على شكل حبوب أو إبرة تُغرز في المفصل. ومن الآثار الجانية لهذا الدواء: ارتفاع سكر الدم وارتفاع ضغط الدم وتقلبات المزاج.
الأدوية التي تساعد في التغلب على الأعراض
عند تطور المرض وزيادة الهجمات والألم، تُعطى أدوية للتقليل من مستوى حمض اليوريك في الدم، ومن هذه الأدوية:
- أدوية تمنع إنتاج حمض اليوريك: تقلل من إنتاج الجسم لحمض اليوريك.
- أدوية تُحسن من التخلص من حمض اليوريك: تساعد في التقليل من مستوى حمض اليوريك في الدم وزيادته في البول. من الأعراض الجانبية لهذه الأدوية: وحصى في الكلى.