اثار الطلاق على الزوجين

مفهوم الطلاق وحكمه

الطلاق في اللغة هو التخلية أو الترك للشيء، وفي الإصطلاح: هو إنهاء عقد النكاح كله أو بعضه، والطلاق يعني إنفصال الزوجين بشكلٍ جزئي أو نهائي تبعًا للأحكام الدينية والشرعية للدين الذي يتبعان له، ضمن مجموعة من الإجراءات الرسمية والقانونية المعروفة في البلاد والتي تتم بعلم واتفاق من الزوجين. والطلاق مشروع في كل الأديان إلا لدى الكنيسة الكاثوليكية، أما في الدين الإسلامي فالطلاق جائز ومباح للضرورة، كما يعطي الإسلام للزوج فرصة إرجاع زوجته من خلال منحه طلقتين رجعيتين؛ أي أن الزوج إذا طلق زوجته طلقة واحدة يجوز له أن يرجعها خلال مدة العدة وهي ثلاثة شهور، وإذا رد الزوج مطلقته خلال العدة في الطلقة الأولى والطلقة الثانية وهي ما يعرف بالطلاق البائن بينونة صغرى، أما إذا طلقها للمرة الثالثة طلاقًا بائنًا بينونة كبرى فلا يحق له إرجاعها إلا إذا تزوجت من رجلٍ آخر وطلقت منه -دون تخطيط- فيجوز للرجل أن يتزوجها من جديد بعقد ومهر جديدين. وفي هذا المقال سيتم الحديث عن حكمة مشروعية الطلاق، وأهم آثار الطلاق على الزوجين والأطفال.

حكمة مشروعية الطلاق

شرع الدين الإسلامي الطلاق للخلاص من بعض المشاكل والمكاره الدنيوية والدينية التي ترتبط بالجوانب الأخلاقية أو المادية أو الإجتماعية أو الصحية للزوجين، بحيث يصبح الطلاق هو الوسيلة المتاحة لحل الخلافات الزوجية وإنهاء النزاع إذا تعذر الصلح بشكلٍ كامل، لوجود أسباب جوهرية في أحد الزوجين يصعب التعامل معها وإكمال العشرة الزوجية كتنافر الطباع أو اختلافات العادات أو فساد الدين والأخلاق وغيرها، لذا فإنه ذكر في القرآن إمكانية تطليق الزوج والزوجة عسى أن يبدلهما الله بأزواج آخرين أكثر قربًا ويحققون معًا الفرح والطمأنينة والسكينة.

قد يهمك هذا المقال:   اضرار الهاتف على الاطفال

أسباب الطلاق

أجاز الإسلام الطلاق لأحد الأسباب التالية:

  • الخيانات الزوجية: بكل أشكالها وعدم إمكانية ترميم الخطأ وإصلاحه الذي يعود لفساد الأخلاق والدين عند الزوج أو الزوجة وهي من أكثر الأسباب شيوعًا بنسبة تزيد عن 27% عالميًا.
  • تعنيف الزوجة: وهي تشكل نسبة تقترب من 17% وتعني تعرض الزوجة للضرب والإيذاء الجسدي أو التنعنيف اللفظي والمعنوي كالسب والشتم والقدح المتكرر.
  • إدمان العمل: وذلك بالغياب المستمر للزوج خارج المنزل للعمل الطويل وعدم إعطاء الزوجة حقوقها، وهي تشكل ما نسبته 6%.
  • إدمان الكحول أو المخدرات: وهي أيضًا تشكل ما نسبته 6% من حالات الطلاق حول العالم.
  • العقم وعدم الإنجاب: وهي من الأسباب الهامة لانفصال الزوجين وطلب الطلاق لأن الإنجاب من أهم أهداف الزواج في الأصل.
  • البرود والجفاف العاطفي: وهو من الأسباب المؤدي للطلاق في ظل غياب المشاعر والمودة والمحبة بين الزوجين وعدم إشباع الطرف الآخر عاطفيًا وبرود العلاقة بشكل كامل.
  • تدخل الأهل في شؤون الزوجين وإشعال الخلافات بينهما.

آثار الطلاق على الزوجين

آثار الطلاق على الزوج

  • صعوبة القيام بأموره الشخصية وتراكم الأعباء والأعمال المنزلية التي كانت تقوم بها الزوجة في المنزل كالطبخ والتنظيف وتربية الأطفال وغيرها.
  • الضغوطات النفسية التي تصاحب الطلاق والتي تؤثر على مزاج الرجل وتواصله مع الآخرين، وآثارها الأخرى على أدائه الوظيفي الذي يتراجع بشكلٍ كبير قد يؤدي إلى تركه للوظيفة.
  • اتحراف الرجل المطلق في بعض الحالات والتي قد تسبب إدمانه على التدخين أو الكحول أو المخدرات كنوع من التعويض عن فقدانه للشريك ومحاولة لنسيان آلام الطلاق والوحدة.
  • الشعور بالوحدة والفراغ العاطفي وعدم الثقة بالآخر، مما يجعلها يشك في أي إمرأة أخرى ويهاب الدخول في علاقة زواج جديدة خوفًا من تكرار الفشل فيها.
  • النفور من المجتمع أو الشعور بصعوبة الإندماج مع المجتمع المحيط كالسابق.
  • الشعور المتكرر بالندم على الطلاق لما تسبب به من آثار جسيمة على الوضع النفسي والصحي والإجتماعي للرجل.
  • صعوبة تكرار الزواج بالنسبة للرجل المطلق لتخوفه من الإرتباط والفشل، وكذلك لتردد الفتيات من الإرتباط برجل له تجربة زواج فاشلة سابقًا.
  • تكاثر الأعباء المالية على الرجل المطلق وذلك تبعًا لكمية النفقات المترتبة على الطلاق كدفع المهر المقدم والمؤجل والنفقات على الزوجة والأطفال وتكاليف السكن وغيرها مما يثقل كاهله ويخسره الكثير من المال.
قد يهمك هذا المقال:   متى يبدأ الطفل بالتسنين

أثار الطلاق على المرأة

  • صعوبة الوضع المادي للمرأة بعد الطلاق وخاصة إذا كانت بلا عمل أو دخل أو لا تمتلك مال خاص لها، الأمر الذي يجعلها عاجزة عن تأمين احتياجاتها بعدما كان الزوج يقوم بذلك سابقًا، ويزيد الضغط المادي إذا كانت تحتضن أطفالها وتستغني عن نفقة زوجها.
  • الشعور الدائم بالوحدة والفراغ العاطفي والإحتياج إلى الأمان، بالإضافة إلى تخوفها المستمر من المستقبل المجهول.
  • معاناة المرأة المطلقة من نظرة المجتمع القاسية ونظرات التساؤل واللوم في عيون الناس تجاه الطلاق وتجنب الإرتباط بها لاعتبارها فتاة سيئة السمعة بالإضافة إلى إطلاق الشائعات والأحكام والتهم تجاهها مهما كانت حسنة الخلق.
  • الإحساس بالفقد والحزن والكآبة من بعد شريكها وزوجها الذي اعتادت على وجوده معها وحرمانها من نعمة الإستقرار والطمأنينة الزوجية.
  • حرمان المرأة من احتضان أطفالها في بعض الأحيان نتيجة لاخذ الحضانة من قبل الزوج، وشوقها الدائم لرؤيتهم واحتضانهم والتواجد معهم.
  • الشعور بالندم والتقصير وعدم المحاولة لإنقاذ الأسرة والحفاظ على الشريك وتشتيت الأطفال ودمار العائلة.

آثار الطلاق على الأطفال

  • فقدان شعور الأطفال بالأمان والحنان المشترك من قبل الوالدين، وخسارة الإهتمام والرعاية من قبل الوالدين.
  • الشعور بالتخبط وعدم الراحة والإستقرار وخاصة إذا كان الأطفال مجبرون على التنقل بين بيت الأب وبيت الأم المنفصلين وعدم استقرارهم في منزل واحد.
  • شعور الأطفال بالذنب والإحباط نتيجة اعتقادهم بأنهم أحد أسباب الطلاق بين الأبوين.
  • تولد العقد النفسية تجاه المجتمع والعلاقات مع الآخرين نتيجة ما كانوا يشاهدوه من صراعات ومشاكل وصراخ بين الوالدين قبل مرحلة الطلاق النهائية فيتولد لديهم عنف وضغينة وكراهية للأفراد والمجتمع.
  • وجود تغير ملحوظ في طبيعة الحياة والروتين المعتاد عليه قبل الطلاق وضرورة التكيف مع الأوضاع الجديدة وخاصة إذا تزوج أحد الأبوين.
قد يهمك هذا المقال:   ما هو هرمون السعادة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *