اثار الطلاق على الفرد وعلى المجتمع

الطلاق

الطلاق أبغض الحلال عند الله عز وجل لما فيه من آثار سلبية تعود على الفرد والمجتمع، وقد أحّل الله الطلاق في حالاتٍ يستحيل بها استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين، كما أن استحالة حل المشاكل وعلاجها وعدم تحقق المقاصد التي ينبغي أن يقوم عليها الزواج وهي السكينة والطمأنينة والمودة والتعاون على أمور الحياة؛ فإن الطلاق هو الحل في هذه الحالة، ويذكر بأن الطلاق من الظواهر التي باتت شائعة الانتشار في شتى المجتمعات وبنسبٍ مختلفة، ولا يعتبر أمرًا حديثًا بل أنه من الأمور القديمة جدًا، وتتفاوت أشكاله وطرقه بين البيئات والعصور والأديان، وقد جاء الدين الإسلامي الحنيف لتنظيم أمور الطلاق ومراعاته، إلا أن الأصل تحقيق الاستقرار والسعادة والحفاظ على الكيان البشري كاملًا قبل اللجوءِ إلى الطلاق، وبالرغمِ من صعوبةِ الطلاق وحدته إلا أن تحريمه أمر صعب للغاية، ولذلك لم يحرم الإسلام الطلاق ولم يمنعه وإنما نفّر منه واحتسبه أبغض الحلال عند الله، فتمكنت الشريعة الإسلامية من وضع الخطوات والمراحل وطرق الإصلاح المختلفة قبل وقوع الطلاق، وفي الواقع أن الآونة الأخيرة قد شهدت تزايد في حالات الطلاق بين الأسر المسلمة كثيرًا نظرًا للتغيرات التي شهدها الزمان، وفي هذا المقال سيتم التعرف على آثار الطلاق على الفرد والمجتمع معًا.

آثار الطلاق على الفرد والمجتمع

  • تأثر النساء في المقام الأول بألم الطلاق؛ خاصة إذا لم يكن لديها معيل غير الزوج أو مصدر آخر للرزق.
  • تضرر الرجل أيضا من الطلاق، نظرا للعواقب العديدة وآثار الطلاق على خلفية الصداق والنفقة والحضانة وغيرها من الأمور المالية.
  • آثار الطلاق على الأطفال، أحد آثار الطلاق على الأطفال هو فقدان مصدر الحنان الكامل؛ سواء كانوا مع الأم أو مع الأب وفي الرعاية والإشراف.
  • الطلاق زلزال اجتماعي عائلي (طلاق) له آثار كبيرة على الزوجة. ومن بين هذه الآثار النقص المالي الذي كان الزوج يعانيه أثناء إقامة الحياة الزوجية ؛ وهذا يؤدي إلى انخفاض مستوى المعيشة بنسبة 73٪، خاصة إذا لم يكن لديها عائلة أخرى أو مصدر رزق آخر.
  • العيش في دوامة من القلق ، والأفكار التي لدى المرأة ، والشعور المريب بالخوف والقلق بشأن ما ينتظرها في المستقبل ورؤية المجتمع السيئة لها كمطلقة ، وكانت هناك حالات من النساء نتيجة هذا الشعور والخوف يتعرضن لمشاكل واضطرابات نفسية، مثل: الانطواء على الذات والعزلة نتيجة لكلام الناس.
  • نظرة المجتمع للمرأة المطلقة هي نظرة شك في سلوكها، وتشعر بالذنب والفشل العاطفي والجنسي وخيبة الأمل والإحباط، مما يعقدها ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي.
  • الضرر على الرجل يتمثل بالعديد من عواقب الطلاق المالي، مثل المهر، والنفقة، وحضانة الأبناء، والذي سينعكس على الزوجة الثانية.
  • الإصابة المطلقة بالاكتئاب والعزلة واليأس والإحباط، ويسيطر على تفكيره العديد من الأوهام والأفكار المظلمة والتخويف والتشابك، وهذا يخلق الشك والخوف من الفشل.
  • في فسخ الزواج وسيلة لزرع الكراهية والصراع والخلاف بين أفراد المجتمع، خاصة إذا كان الطلاق خارج حدود الأدب الإسلامي المحدد له كما ذكرت سابقًا، تورط أفراد عائلة كل طرف في نزاع وتقاضي وصراعات داخلية، مما تسبب في نزاعات وعدم استقرار في المجتمع، وبدلاً من أن يعمل الآباء وأفراد الأسرة لإصلاحها والتوفيق بينهم يصبحون مصدرًا للصراعات والتحيزات والتعصب التي تؤدي إلى زعزعة استقرار المجتمع واستقراره.
  • الأحداث الناتجة عن الطلاق تؤثر على شخصية الرجل، والمخاوف والأفكار المالية والأعباء المالية التي يمكن أن تؤدي إلى سلوكيات تضر بمصلحة المجتمع ولا تؤدي وظيفتها على أكمل وجه، ويمكن أن تؤدي إلى التصرف تجاه جرائم مثل السرقة والاحتيال، وما إلى ذلك. وهذه المخاوف والألم يمكن أن تؤثر أيضًا على النساء. إنها تجعلهم يفكرون بأي طريقة للحصول على وسيلة للعيش ، مما قد يدفع البعض استخدام أشكال غير طبيعية ومشوهة في ذلك، مما يؤثر سلبًا على المجتمع.
  • في تشريد الأطفال وقلة الرعاية والاهتمام بهم نتيجة لغياب الأب، وتفكك الأسرة وعدم اهتمام الأم، تجعلهم يميلون إلى التصرف اللا أخلاقي؛ تزداد جرائم الأحداث وينقص الأمن في المجتمع، كما يزداد معدل انحراف الأحداث والتخلف الأكاديمي والأمراض العقلية بين الأطفال والبالغين.
  • الطلاق هو أحد الأشياء التي تؤثر سلبًا على الصحة العقلية والبدنية للأطفال. خاصة إذا لم يتجاوزوا سن خمس أو ست سنوات أو أكثر بسبب عدم اهتمام والديهم بهم لإنهاء المشاكل الأسرية بينهما.
  • هبوط معنويات الأطفال ، لذلك يواجهون اليأس والبكاء ويعيشون حياة من التوتر والقلق والارتباك والعطش من أجل المودة والحب والرعاية.
  • بالإضافة إلى الأمور المالية التي تزيد نسبتها مع تقدمهم في السن بسبب فقدان الأب وغياب الأم.
قد يهمك هذا المقال:   الاقلاع عن التدخين

أنواع الطلاق

يقسم الطلاق في الشريعة الإسلامية إلى ثلاثةِ أنواع:

  • طلاق رجعي، في هذا النوع من الطلاق يمكن للزوج استرجاع زوجته إلى عصمته في حال عدم انتهاء العدة، فقد قال تعالى: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228).
  • طلاق بائن بينونة صغرى، في هذا النوع من الطلاق يستوجب الأمر إعادة الزوجة بعقدٍ ومهرٍ جديدين لاستعادة الزوجة،
  • طلاق بائن بينونة كبرى، ويعتبر الطلاق بائنًا بينونة كبرى في حال وقوع الطلاق ثلاث مرات، بحيث تصبح الزوجة محرمة على زوجها إلى أن تتزوج بآخر ويتوفى عنها أو يطلقها، فيصبح الأمر محللًا لإبرام عقد زواج جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *