الهاتف المحمول
لقي الهاتف المحمول رواجًا كبيرًا من قبل جميع الناس في السنوات العشر الأخيرة في جميع دول العالم المتطورة والنامية، خاصة بعد تطور الجهاز المحمول من مجرد هاتف متنقل إلى جهاز ذكي يستطيع الإنسان من خلاله إنجاز الكثير من المهام والإتصال عبر مواقع التواصل العالمية المختلفة والتشارك مع الآخرين في متابعة البرامج والصور والفيديوهات، والإطلاع على مختلف الأخبار والأحداث العالمية في المناطق القريبة والبعيدة والتواصل المرئي والمسموع عبر شاشة الهاتف مع الأصدقاء والأقارب مهما كانت المسافات، وبذلك أصبح الهاتف المحمول وخاصة الذكي منه قادر على أن يختصر مهام اللابتوب المحمول ليقوم بنفس المهام من جهاز واحدٍ وصغير وسهل الحمل، إضافة إلى أنه أصبح من وسائل المتعة لبعض الصغار والكبار، لما يمكن تحميله عليه من الألعاب وبرامج التسلية والتصوير والتسجيلات المتنوعة، ورغم كل هذه الفوائد المتطورة التي أوجدها الهاتف المحمول إلا أن هناك جوانب أخرى تسبب الأذى للإنسان دون أن يشعر، فما أضرار الهاتف المحمول على صحة الإنسان بشكل عام، وعلى صحة الحامل والجنين وعلى الأطفال بشكلٍ خاص؟ هذا ما سيتم الحديث عنه في المقال التالي.
أضرار الهاتف المحمول على صحة الإنسان
هناك العديد من الأضرار التي يخلفها استخدام الهاتف المحمول من قبل الإنسان بشكل متكرر ولوقتٍ طويل خلال النهار منها ما يلي:
- الإدمان على الهواتف: حيث أن الكثير من الناس وبخاصة فئة الشباب من الذكور والإناث يشعرون بالضياع أو التوتر أو القلق من فقدانهم لهواتفهم أو انطفائها أو انشغالهم عنها، كما أن هناك فئة ليست بقليلة تصطحب هواتفها معها حتى عند الذهاب إلى الحمام.
- الشعور الدائم بآلام وتشنجات عضلية في الرقبة والرسغ والأكتاف والأصابع، بالإضافة إلى آلام قد تمتد للعمود الفقري مع الوقت، نتيجة استخدام الهواتف باستمرار خاصة لمدمني ألعاب الإنترنت والتي تستغرق فترة طويلة من الزمن، وهذه التشنجات غالبًا ما تتطور إلى حدوث إلتهابات في الأوتار.
- ازدياد احتمالية الإصابة بالسرطان خاصة سرطان الدماغ، وذلك لارتفاع مستوى التعرض للإشعاعات الصادرة من هذه الأجهزة لما يفوق الحد الطبيعي ولفترة طويلة من الزمن مما يزيد من نمو الأورام في الجسم.
- الإصابة بوهم اهتزاز الهاتف: حيث يشعر بعض الناس الذين يستخدمون الهاتف كثيرًا ويستقبلون أعدادًا كبيرة من الإتصالات اليومية بتوّهم رنين الهاتف فيتخيلونه يرن وهو في الحقيقة صامت أو مغلق أحيانًا.
- الأرق أو قلة النوم: وذلك لأن إشعاعات الهاتف المحمول المكثفة التي يتعرض لها الإنسان تؤثر على مستوى مادة الميلاتونين في الدماغ والتي تساعد على صحة النوم، لذا فإن أغلب الذين يستخدمون الهاتف لفترة طويلة خلال اليوم وخاصة قبل النوم يعانون كثيرًا من صعوبة النوم أو تقطعه.
- الإصابة بضعف السمع: حيث أن الكثير من الناس يدمنون على سماع الأغاني بصوت مرتفع من خلال سماعات الأذن الملحقة بالهاتف المحمول، وهذا الأمر يؤثر سلبًا على قوة السمع لما له من علاقة بإضعاف الخلايا السمعية المسؤولة عن نقل الإشارات من الأصوات الخارجية للدماغ.
- وجود كميات كبيرة من البكتيريا والجراثيم المسببة للمشكلات الصحية على سطح الهاتف المحمول، خاصة تلك التي لا تعقم باستمرار وبشكلٍ يومي.
- الإضرار بصحة العيون: وذلك من خلال تأثير الإشعاعات القوية على البصر، خاصة لمن يستخدمون الهاتف المحمول دون إضاءة الغرفة التي يتواجدون فيها، مما يؤثر بشكل مضاعف على صحة العين ويسبب العديد من الأمراض كالتنكس البقعي وهي من أمراض العين الصعبة التي تسبب فقدان البصر “العمى” الجزئي أو الكلي لبعض الأشخاص، وذلك يعود إلى أن العين أثناء نظرها للهاتف تمتص الإشعاعات الزرقاء الصادرة عن الهاتف والتي تسبب ضررًا كبيرًا بشبكية العين وتحدث بقعًا كبيرة في مجال النظر يمتد ويتوسع ليشمل كامل العين فيما بعد.
أضرار الهاتف المحمول على الحامل
يسبب استخدام الهاتف المحمول لفترة طويلة ومتكررة من قبل الأم الحامل إلى مجموعة من الأضرار الصحية التي تمتد إلى الجنين؛ حيث كشفت العديد من الدراسات أن تعرض الأم لموجات الهاتف المحمول خلال فترة الحمل وبشكلٍ متكرر يعرض الجنين حينما يكبر إلى مشاكل سلوكية وعاطفية بشكلٍ ملحوظ، حيث أن غالبية الأطفال بين سن الخامسة والسابعة الذين يعانون من مشكلة فرط الحركة وتشتت الإنتباه كانت نتيجة استخدام الأم المفرط للهاتف المحمول خلال فترة الحمل.
أضرار الهاتف المحمول على الأطفال
إن إدمان الأطفال على اللعب بالهواتف المحمولة قد يؤدي للعديد من المضار الصحية عليهم منها ما يلي:
- التأثير المباشر على صحة العيون للأطفال ومعاناتهم من ضعف النظر بفترة مبكرة من العمر.
- التسبب باضطرابات عقلية سلوكية لدى الأطفال الذين غالبًا ما يتابعون الألعاب القتالية وبرامج العنف التي يعتقدون بصوابها فيسقطونها على حياتهم ويحاولون تقليدها مما ينعكس سلبًا على شخصيتهم ويتسبب في ظهور شخصية عدائية في المجتمع.
- زيادة نسب محاولة الإنتحار والإكتئاب لدى نسبة كبيرة من الأطفال المدمنين على الهواتف المحمولة حول العالم.
- انعدام شعور الأطفال المدمنين على الهواتف بالمسؤولية وعدم قدرتهم على اتخاذ القرارات الخاصة بهم بمفردهم.
- تعرض الأطفال للسمنة المفرطة لكثرة جلوسهم على الهواتف المحمولة، والتعرض لمضاعفات السمنة وأخطارها كأمراض القلب والضغط والسكري ومشاكل الغدد الصماء.
- تراجع التحصيل الدراسي للأطفال لانغماسهم في اللعب وإهمال دروسهم اليومية، وشعورهم بالملل السريع من الدراسة بغية الذهاب لاستكمال اللعب على الأجهزة المحمولة.
- إصابة الأطفال بفقدان التركيز وتشتت الإنتباه والخمول الشديد وضعف الشخصية وحب العزلة والبعد عن العلاقات الإجتماعية لاعتياده على التواصل الإفتراضي في حياته.
- التأثير المباشر والخطير على تكوين الدماغ للطفل الذي يمتص أشعة الهواتف المحمولة أضعاف ما يمتصه جسد الكبار، لذا فإن احتمالية إصابتهم بالسرطان وأمراض الدماغ تكون مضاعفة في المجمل.