انواع القراءة

القراءة

، أيًّا ما كان نوعها، يُلخِّصها الكاتب المصري الكبير عباس محمود العقاد في مقولة واحدة، هي: “القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة واحدة؛ لأنها تزيد هذه الحياة عمقًا، وإن كانت لا تطيلها بمقدار الحساب”.
والقراءة هي نعمة غالية جدًا؛ فهي تمنح صاحبها الكثير من المميزات، مثل الهدوء والرؤية والمعرفة، ومن النصائح، التي تتماس مع القراءة، أنه لا يُفضَّل معرفة كل شيء عن شيء واحد فقط، بل معرفة شيء عن كل شيء أيضًا.
هناك الكثير من أنواع القراءة، فمنها الشفوي والصامت والسريع والمتعمق، وغير ذلك من الأنواع، وفي هذه المقالة سنذكر أنواع القراءة بالتفصيل، بالإضافة إلى تقديم عدد من النصائح فيما يخص القراءة وفوائدها.

أنواع القراءة بالتفصيل

القراءة الكشفية

ويُطلَق أيضًا على هذا النوع من القراءة “القراءة الاستكشافية”؛ إذ تكون في الغالب قبل شراء الكتاب، والهدف منها تحديد العناوين الرئيسية والفكرة العامة للكتاب وهدفه قبل أن تشتريه وتُخصِّص وقتًا لقراءته كاملًا.
وقد سهَّلت والمراجعات المختلفة للكتب هذا الأمر، إذ يُقدِّم القراء آراءهم للغير ويشاركون تجاربهم عن قراءة الكتب، لذا؛ فعلى القارئ أن يعمل على استنباط ما يُتاح له من معلومات ليتعرَّف على ماهية الكتاب قبل شرائه.
هذه القراءة الكشفية تمنح الشخص خيارًا بشأن الكتاب: هل سيكون ضمن أولوياته -أو قائمة شرائه- أم لا، والاستكشاف في الغالب يكون من خلال قراءة المقدمة والفهرس وبعض الموضوعات، حتى وإن كانت فقرات قليلة، وذلك بالإضافة إلى التعرف على مؤلف الكتاب والمصادر المستخدمة.

قد يهمك هذا المقال:   اعراب الضمائر المنفصلة

قراءة التسلية

من أنواع القراءة في أثناء وقت الفراغ، وذلك مثل قراءة الشعر والنثر والروايات المختلفة، والسير الذاتية أيضًا، وذلك لهدف التسلية واستغلال الوقت بأفضل طريقة ممكنة، ولكن في الغالب لا تدخل الكتب المتخصصة ضمن هذه النوعية من القراءة، لأنَّ القارئ يبحث عن كلمات سهلة غير معقدة يقضي وقته بينها دون أن يُجهد عقله في التفكير والتحليل.

القراءة الأفقية

يُطلَق أيضًا عليها القراءة المسحية، وتُعدُّ من أنواع القراءة التي يهدف منها القارئ إلى الاطلاع على الكثير من المجالات المعرفية، إذ يُضطَر إلى القراءة في مجال أو أكثر، سواءً كتابًا واحدًا أو عددًا من الكتب، وبعدها يُقرِّر النظر إلى أي المجالات، ثم يرسم منهجيةً عمودية تخصصية لبلوغ هدفه في هذا المجال.

القراءة السريعة

القراءة السريعة من أنواع ، ويُطلَق عليها أيضًا اسم “قراءة الجرد”، وهذا النوع من القراءة يكون غالبًا في البحث عن بعض الأفكار الإضافية التي تزيد من معارف الشخص وإدراكه، ولكن لا تصلح هذه النوعية من القراءة مع كل الكتب.
أفضل الكتب التي تحتاج إلى قراءة سريعة هي كتب التخصصات والكتب العميقة، ومن مميزاتها إمكانية القفز بين الألفاظ وصولًا إلى أفكار الكتاب بالكامل، وكلما كان التنقل بين الأسطر أسرع، كان القارئ أكثر قدرةً على تكوين فكرة عامة.

القراءة التحليلية

تُعدُّ من أنواع القراءة المتقدمة التي تحتاج إلى تمرس من الباحث المختص، ويكون الهدف منها نقد أفكار الكتاب، أو دراسة بحثية بشأن موضوع ما، وينتهي به الأمر إلى إتقان الكثير من مهارات النقد والتحليل والاستنتاج وطرح الكثير من الأسئلة والإجابة عليها.

القراءة المدرسية

من اسمها يتضح أنها نوع القراءة التي يُمارسها طلاب المدارس باختلاف المراحل التعليمية، سواءً في المدرسة أو الجامعة، والهدف منها اجتياز الاختبارات وتحقيق أعلى نتيجة ممكنة، وتختلف هذه النوعية من القراءة باختلاف الثقافة من دولةٍ إلى أخرى، فهناك من يعتمد على الحفظ أكثر من الفهم، وهناك من يركز على الفهم أكثر من الحفظ.
القراءة المدرسية أيضًا تسهم في مشاركة الطلاب مع بعضهم البعض ليقرأوا مختاراتٍ مُحدَّدة للكاتب نفسه، ثم مناقشتها للتعرف على رؤية كل طالب لهذا النص، وتحقيق الاستفادة الجماعية، وبعدها فإنَّ الطالب يُحب أسلوب الكاتب وقد يقرأ له كتبًا أخرى.

قد يهمك هذا المقال:   جورج برنارد شو

فوائد القراءة

بعد أن ذكرنا أنواع القراءة، يجب معرفة أن القراءة موهبة رائعة لتسهيل الإدراك في الكثير من مناحي الحياة، وهي تسهم في فهم المعاني الواقعية الدقيقة لما يحدث حول العالم في السياسة والجغرافيا والعلم وغيرها من المجالات.
عمومًا تُحقِّق الكثير من الفوائد، مثل: زيادة الحصيلة اللغوية، واتساع المدارك، والوصول إلى نمط بلاغي مميز للنص، مع الاهتمام بالمواقف العاطفية والرمزية أو الاجتماعية للمؤلف.

تمارين القراءة المكثفة

هي عبارة عن تمارين بسيطة تجعل الشخص يحب القراءة أكثر، وتُسهِّل عليه توضيح الأفكار واستيعابها بالكامل، وذلك من خلال:

  1. النظر في الأفكار الرئيسية مقابل التفاصيل، ومحاولة التفكير في كل كبيرة وصغيرة، ولا يهم الانتهاء من أكبر عدد لصفحات كتاب واحد، بل يُفضَّل التركيز في كل كلمة وكل سطر.
  2. فهم ما المقصود مقابل الاستدلالات الموجودة في النص، وهل هي مناسبة أم لا.
  3. النظر في ترتيب المعلومات وكيف يؤثر في الرسالة الضمنية التي يُريد الكاتب توضيحها، وهل وصلت للقارئ بالفعل.
  4. محاولة خلق نقاشات جادة مع من قرأ الكتاب أو القارئ في المجال نفسه للتعرُّف على ما يدور في بؤرة تفكير الغير.

اقتباسات عن أهمية القراءة

  1. “دعونا نقرأ ونرقص، فهذه هي التسلية التي لن تتسبب بأيِّ ضرر للعالم”. فرانسوا فولتير
  2. “جميع الجيدة متشابهة بأنها أكثر صدقًا مما لو كانت تروي ما حدث فعلًا، ومع ذلك ستشعر بعد الانتهاء من قراءة أحدها أن كل ما حصل بها قد حصل لك أنت، وكل شيء ينتمي إليك”. إرنست همنغواي
  3. “الدماغ هو أفضل سينما في العالم، أنت ستعرف ذلك عند قراءة كتاب جيد”. ريدلي سكوت
  4. “إذا كنت تقرأ فقط الكتب التي يقرأها الجميع؛ فستُفكِّر فقط كما يُفكِّر الجميع”. هاروكي موراكامي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *