تاريخ مصر القديم

تاريخ مصر القديم

تقع في حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي، حيث وفرت كميات الطمي الناجمة عن فيضانات نهر النيل أراضي خصبة صالحة للزراعة، واعتبر هذا الأخير أساس الحياة المصرية باعتبارها صحراء، كما لعب موقعها الجغرافي دورا كبيرا في حمايتها وعدم تعرضها للاحتلال أو التوغل الأجنبي، وكذلك انغماس الجماعات القبلية القادمة إليها، وعرفت حضارة مصر بأنها أقدم حضارة في تاريخ الإنسانية، توحدت على يد الفرعون ” مينا”.

العصور التي مرت بها مصر القديمة

  • عصر الدولة القديمة: ويعرف هذا العصر أيضا بالعصر العتيق، وتعتبر عملية التوحيد هي أهم ظاهرة قامت عليها تأسيس هذه الدولة، على يد مينا، تميزت باتخاذ المصريين أول معبود سمي” حورس” كما شهد هذا العصر بناء أول هرم باسم زوسر نسبة إلى مؤسسه، وأصبحت مصر ذات حكومة مركزية، هذه النهضة شملت جميع مناحي الحياة، إذ تمكن المصريون من الوصول إلى الكتابة الهيروغليفية، وأسسوا عاصمة لهم تحت اسم “ممفيس”، وطوروا الزراعة. واستمر الوضع على ما هو إلى أن بدأ الاضمحلال والخلل يتسلل إلى الإدارة في البلاد، مما دفع بالحكام المحلين إلى التنافس من أجل السيطرة على الأراضي واحتكار السلطة السياسية، بالإضافة إلى الامتيازات التي حصل عليها كهنة إله وتوغل الأسيويون في الدلتا خصوصا مع تزامن حكم الأسرة السابعة.
  • عصر الدولة الوسطى: ينطلق هذا العصر حوالي 2050 قبل الميلاد مع الأسرة الحادية عشر والتي ظهرت بمدينة طيبة حيث عمل فراعنة هذه الأسرة على إعادة الوحدة السياسية لمصر، وتمكن ” أمنتوحتب”وأطلق على نفسه “موحد الأرضين”، خلال هذا العصر اهتم المصريون بترميم المعابد، وتشيد المقابر، والمعاملات التجارية، وتطورت الصناعات اليدوية وازدهر الأدب.
  • عصر الدولة الحديثة: وهي مرحلة قوة السياسة الخارجية لمصر القديمة حيث انتهت بتأسيس إمبراطورية، وتطوير الجهاز الحربي وإمداده بالأفراد المختارة وكذلك الأسلحة. لكن السؤال المطروح: هل أسست هذه الإمبراطورية بفعل توسعات أم بفعل الدفاع عن النفس؟. وكإجابة على السؤال ففي فترة حكم الأسرة السابعة عشر أخد ملوك هذه الأسرة على عاتقهم تحرير مصر من الغزاة، حتى بدأت مرحلة الحسم مع “سقنن رع” و “كامسن”، حيث تمكن المصريون القدامى من هزيمة “الهكسوس” وطردهم من البلاد، وعمل الفرعون “أحمس” على مطاردتهم حتى منطقة “شاروهين” بالقرب من فلسطين. أي أن الفتوحات المصرية لم تكن بهدف التوسع من أجل التوسع، بل من أجل الحفاظ على الوجود، وهو ما يبدو جليا أيضا في شكل التبعية السياسية في ، حيث كانت تحرص على تعيين أمير من الدولة التي قاموا بالدخول إليها وتعين حمية عسكرية، و يأخذون معهم أبناء الأسرة الحاكمة كرهائن لضمان الاستغلال الاقتصادي لهذه المناطق. وتميز هذا العصر أيضا بانتشار ظاهرة الزواج بالإخوة، وهي الظاهرة التي عرفت تاريخيا باسم “الحفاظ على نقاء النسل”، مع فترة حكم “تحتميس الأول”. إذا فمصر خلال العصر الحديث كانت قوة سياسية كبرى استطاعت أن تجعل لها مكانة في الشمال الشرقي القديم.
  • عصر الاضمحلال: عرفت مصر خلال هذا العصر انهيار وحدتها السياسية ومركزيتها، فضلا عن تراجع نفوذها في الشرق القديم، وقد حكمتها أسر دخيلة، وسيطرت عليها دول وقوات سياسية أخرى بدءا بالآشوريين إلى غاية الإسكندر المقدوني.

    فالأسر الليبية تحالفت مع شعوب البحر من أجل غزو مصر لكن رمسيس الثالث حقق الانتصار عليهم، وسمح لهم بالهجرة إلى مصر بشكل سلمي، فتوافدت أعداد كبيرة منهم واستوطنت أرض مصر، منهم من اشتغل في الجيش كجنود مرتزقة، ومنهم من امتهن أساليب الرعي والتجارة، واستجابوا سريعا لظروف البيئة المصرية، وقدسوا الآلهة المصرية وتغلغلوا في السلطة إلى أن تمكنت إحدى أسرهم من حكم مصر. ودخلت بعدها مصر في نهضة مؤقتة بعد الفراغ السياسي مع الأسرة الخامسة والعشرين، بُعَيْد قضائهم على “النوبين”، حيث تحالف “الآشورين” مع الأمراء المحلين والتقرب من كبير كهنة آمون.

    وهكذا يمكن القول أن رغم الضغط الفارسي المستمر، وتقلب الأحوال الداخلية في مصر بالإضافة إلى الظروف الدولية التي كانت تسير في تيار معاكس لمصالح مصر القديمة، دفعها إلى البحث عن حلفاء مخلصين، بل ستضطر في النهاية إلى طلب النجدة من الإسكندر المقدوني، في مواجهة الفرس، فأتى الإسكندر المقدوني إلى مصر ليس كحليف بل كغاز جديد، تم على يديه إنهاء ودخول مصر عصرا جديدا سياسيا وحضاريا، هو العصر “الهيلينستي”.

مظاهر الحضارة المصرية

  • المجتمع المصري: تشكل المجتمع المصري القديم على شكل هرمي يوجد في قمته الفرعون الذي كان شخصا مقدسا، حيث ورد في سلسلة هاشيت ، تاريخ ـ جغرافيا مقطعا للفرعون تحتمس الثالث وهو يتحدث عن نفسه ” كنت متمتعا بعظمة الإله آمون، مشبعا بحكمة الآلهة، مثلي مثل الإله حورس الذي ترعرع في بيت والده آمون ـرع، كما كنت قد وهبت صفات ربانية.”. يساعده الكتاب والكهنة، أما باقي الفئات فقد تكونت من الجنود والحرفين والمشتغلين بالأرض، وفي قاع المجتمع المصري القديم يوجد العبيد وأسرى الحروب.
  • معالم الحضارة المصرية: كان لنهر النيل دور مهم في تطور النشاط الزراعي، وقد اشتغل قدماء المصريون على تطوير اساليب الزراعة واضافة المزيد من المنتجات الزراعية والحيوانية.

    وتعتبر مصر أهم المعالم الحضارية في مصر وتُعد من الفن المعماري النفيس، مر بناؤها بمجموعة من المراحل، وكانت تستخدم كقبور لملوك الفراعنة، ويتشكل الهرم من مدخل رئيسي وعدة ممرات بعضها مرتبط بغرفة الدفن، مع وجود منافذ للتهوية. ويعتبر هرم”خوفو” أكبر أهرام الجيزة. وقد أورد هيرودوت/التواريخ: “أرغم خوفو المصريين على العمل لفائدته. فقد فرض على البعض نقل كتل الحجر من المقالع البعيدة، وجرها إلى القرب من نهر النيل، وألزم الآخرين باستقبال هذه الكتل الصخرية على الضفة الأخرى للنهر. وكان عدد الذين أنجزوا هذا العمل يصل إلى 100,000 عامل ويتم استبدالهم كل ثلاثة أشهر. ولتوصيف الطريق التي تنقل عبرها الأحجار كان يلزم قضاء عشر سنوات ، وقد تكون المدة التي استغرقها بناء الهرم بلغت عشرين عاما.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في النرويج

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *