حامد زيد الحلم

حامد زيد

حامد زيد سعدون العازمي هو شاعر ، وُلِد في عام 1977 بمُحافظة الأحمدي. درس حامد زيد إدارة الأعمال في كلية الدراسات التجارية، وعمل بعدها في وزارة الشؤون الاجتماعية.
ظهر زيد للمرة الأولى في عام 1995 من خلال برنامج “ديوانية شعراء النبط” مع الشاعر الكبير حمد العزب، وفي الوقت الحالي هو شاعر وعضو في ديوانية النبط ودرجته شاعر ممتاز، وقد أقام الشاعر عددًا كبيرًا من الأمسيات الشعرية في كل أنحاء العالم العربي.

للشاعر حامد زيد أربعة دواوين مقروءة، وهي: (يقولون ما لا يفعلون)، (أمسية أبو ظبي)، (هلا فبراير 2004)، (أربع خناجر). كما أن في رصيده ثلاثة دواوين مسموعة، وهي: (السفينة)، وديوان صوتي يحمل اسمه، وأخيرًا ديوان (الجمهرة). ويُعدُّ ديوان -أو ألبوم- (الجمهرة) هو الأكثر شهرةً والأكثر تحقيقًا للمبيعات بين الدواوين المسموعة.

شارك حامد زيد في أكثر من أمسيةٍ شعرية؛ فقد شارك في أمسية (هلا فبراير) في كلٍّ من الأعوام 2001 و2002 و2004 مع شعراء آخرين، كما شارك أيضًا في أمسية الهيئة العامة للشباب والرياضة، وأمسية معرض ، وكانت كل هذه الأمسيات داخل الكويت. أما خارج الكويت فقد شارك في أمسية مهرجان عبادة واستفادة بالمدينة المنورة، واتحاد طلبة الكويت بالقاهرة، وختام مهرجان القصيم السياحي، وكذلك أمسية أبو ظبي.
وصلت شهرة الشاعر حامد زيد إلى خارج حدود الوطن العربي، فقد عقد عددًا من الأمسيات الشعرية في كلٍّ من واشنطن ، ومانشستر سيتي .

قصيدة الحلم

قصيدة الحلم تُعدُّ واحدةً من أهم قصائد الشاعر حامد زيد على الإطلاق، كما تُعدُّ واحدةً من أنجح القصائد العربية الحديثة والمعاصرة. وعلى الرغم من أنها بالعامية الكويتية، إلا أنها قد لمست قلوب المهتمين بالشعر في كل البلدان العربية، وهذه هي أبيات القصيدة:

قد يهمك هذا المقال:   عباس محمود العقاد

بوقت من البطا، وبليل تترقص شياطينه

بعد شفت الضيا ينزع مِن ثياب المسا ثلثين

تحايلت المنام اللي مثل بيتك تمرينه

وأنا اللي مِن تفارقنا وأنا ما غمضت لي عين

غريبة!! كل حلم يمرّ برقادي تزورينه

والأغرب.. كيف أحلم الحلم، وأرجع وأحلمه بعدين

قبل يومين، شفتك بالمنام وقُمت من حينه

ونمت أمس، ورجع نفس المنام اللي قبل يومين

أنا اللي قبل أسافر شلت قلبي من شرايينه

تركته في يدك الأمانة، واحفظيها زيـن

تـرى حفظ الأمانة دين.. مجبورة تردّينه

أجل، ما فيه أحد قال لك حفظ الأمانة دين

مرد المقفي بيلفي.. ويستوفي، وتوفينه

بعد ليلة، ثلاثـة، أربعة، عشرة، شهر، شهرين

إذا انت مـا انت بقد الكلام اللي تقولينه

حرام.. أستامنك حاجة، وإذا جيت أطلبك تنسين

تخونين، وتبين أرضى! واحد يرضى تخونينه!

أنا لا جيت أخونك، مع حبيبة ثانية ترضين؟

من أول مـا رجعت مِن السفر ما شفت لك بينه

وأنا اللي كنت أحسبك قبل أدوس أرض المطار .. تجين

تكونين أنت أول شخص عيني تحتضن عينه

وكنت أتخيلك مـن زود فرحة رجعتي.. تبكين

وأشوف بدمعتك حكيك.. وأعرفه قـبل تـحكينه

وأجيب أحلى مـن اللي بتحكينه، وأتركك تحكين

تقولين: الوطن نور.. وأقول: بنور مضوينه

تقولي لي: غديت أحلى، وأقول: عيونك الحلوين

كلام نام بشفاهك.. وخفتي لأتصحينه

ذخرتيه لغرام للي ينام.. ويترك تصحين

تغانمتي غيابي.. لين رجحتي موازينه

تعلم من يدك لمس الكفوف وعلّمك تجفين

وليتك لاقيه به شي.. فيني ما تلاقينه!

مهو بغرور.. لكن خابرك مالك أمل تلقين

تغافلك بغلا.. وإلا الحلا مـهو بمن زيـنه

تزينه الصور.. بس الصحيح ابن الحلال زوين

وأنا ماني بنقاص عنه يوم إنك تـبدينه

نصيبي.. هو نصيبي لو يسددها من الصوبين

قد يهمك هذا المقال:   احلام مستغانمي ذاكرة الجسد

قنوع بمظهري، والسم مـا يذبح ثعابينه

على قول المثل ((ماني حلو.. لكني ماني شين))

إذا أهداك الزهر مرة، فأنا أهديتك بَساتينه

وإذا ألهاك بفرح ليلة، فأنا تهت لبكاك سنين

وإذا استضعفتك أملاكه.. وشتتك ملايينه

أنا حتى فتات الخبزة أقسمها معك نصين

طموحي، بس أجي وأظـفر بشي تستحقينه

تدينته، تسلفته، سرقته، مو مهم منين!

كأني من كثر مـا أرضى بكل اللي تمنينه

لو إنك تطلبين الله.. يعنيني، بقول امين

أنا ما ألعب على الحبلين، وقت الطيش وسنينه

تبين الحين يـوم أني كبرت ألعب على الحبلين

ترى عند البدو بالذات ((عيب اللي تسوينه))

حلاتك لا عشـقتي.. تعشقيني ليوم الدين

غرامٍ نسكن ضلوعه.. حشيمة من مجانينه

جفا يجمع مـعـزتنا.. ولا عشق يذل اثنين

كثار اللي تحدوني وقالولي: تحبينه

أمانة.. لا تخليني صغير بعينهم ((تكفين))

لأني كل ما قالوا ((تخون)) أقول: مسكينه

عليك الله وأمانة.. علمّيهم من هو المسكين

أنا خايف لياطاح الجمل تكثر سكاكينه

وأنا ما عاد بضلوعي مكان لطعنة السكين

مثل ما قالوا المكتوب واضح مِن عناوينه

لو أرحل منك للغربة.. بسافر من ظلامك وين

كفاية.. كل حلم يمرّ برقادي تـزورينه

كفاية.. من تفارقنا وأنا ما غمضت لـي عـين

قبل يومين شفتك بالمنام وقمت من حينه

ونمت أمس، ورجع نفس المنام اللي قبل يومين

مدرسة حامد زيد الشعرية

اعتمد الشاعر حامد زيد على الجمع بين الأسلوب النبطي الأصيل وأيضًا اللهجة المفهومة غير المتكلفة، وكذلك غزارة المعاني في قصائده والبعد عن الابتذال، وتلك العوامل كافة جعلت قصائده مناسبة لكلِّ الأعمار والفئات. كما اعتمد في قصائده على توجيه والنصائح بطريقةٍ غير مباشرة بحِرفية شعرية كبيرة. ولعلَّ قوته في تظهر بوضوحٍ في تلاعبه بالألفاظ واللغويات بشكلٍ مثير، وهو ما خلق له بصمةً شعرية ميَّزته عن غيره من الشعراء المعاصرين، كما أنه قد اهتم بالقصائد الطويلة أكثر من مثيلاتها القصيرة، وهذا ما ظهر بالفعل في قصيدته الأشهر (الحلم).

قد يهمك هذا المقال:   اسماء كتب تستحق القراءة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *