رمال الربع الخالي

رمال الربع الخالي

رمال الربع الخالي أو ، تعتبر هذه المنطقة هي ثاني أكبر منطقة صحراوية جافة في العالم، وهي تتركز في الجزيرة العربية تحديدًا في الثلث الجنوبي الشرقي منها، وتتوزع مساحة الربع الخالي في أربع دول ضمن نطاق العربي، وهم عمان والسعودية والإمارات واليمن، أكبر جزء من هذه الصحراء يوجد في المملكة العربية السعودية، لتصل مساحة الربع الخالي إلى 600 ألف كيلومتر مربع وأكثر، توجد في هذه الصحراء الكثير من الكثبان الرملية، والرمال الناعمة التي تشكل فخاخ أحيانًا، حيث لو علق فيها أي شخص يمكن أن يموت لأنه لن يعرف كيف يخرج منها، كما أن الربع الخالي ليس له معالم ثابتة، فبسبب شدة الرياح وتحرك الرمال باستمرار تتغير شكل الأماكن، وفي عام 1931 تم توثيق رحلة للرحالة الغربي “برترام توماس”، ليكون أول شخص من خارج نطاق العرب يعبر هذه الصحراء بشكل موثق.

قيمة الربع الخالي اقتصاديًا

تم تسمية الربع الخالي باسم “واحة بيرين” عن طريق ياقوت الحموي، وعلى الرغم من جفاف هذه المنطقة بشكل قحط وصعب جدًا، إلى أنها تعد منجم للذهب الأسود (البترول)، والغاز الطبيعي، والطاقة الشمسة، والرمال النظيفة جدًا، وهي في الوقت الحالي لا تعتبر ربع خالي بمعنى الكلمة، لأن هذه الصحراء ممتلئة بشركات التنقيب والبحث عن البترول، وهناك دومًا توجد طائرات وسيارات، هي أرض غنية جدًا بالمعادن، ولذلك العمران فيها صناعي وليس حيوي.

رمال الربع الخالي جغرافيًا

تبدأ حدود صحراء رمال الربع الخالي من خط طول 45° (شرقًا) إلى خط طول 56° (شرقًا) أيضًا، وهذه المسافة تقدر تقريبًا ب 1200 كم، أما خطوط العرض فهي 16° (شمالًا) إلى خط عرض 23° (شمالًا) أيضًا وهذه المسافة تقدر تقريبًا ب640 كم، لتصل المساحة الكلية 640 ألف كيلومتر مربع، وتملئ هذه الصحراء الكثبان الرملية الزجاجية، والعديد منها تعتبر كثبان متحركة، تكون على شكل قبب وكثبان أخرى على شكل هرمي، ويصل طول هذه الكثبان في غرب رمال الربع الخالي إلى 1200 قدم، وفي الجنوب الغربي 2000 قدم، وفي غرب رمال الربع الخالي 500 قدم، كل هذه الطبيعة تجعل من هذه الصحراء آية في الجمال، على الرغم من أنها تعد من أخطر الصحاري في العالم بسبب صعوبتها وندرة المياه الصالحة للشرب فيها.

قد يهمك هذا المقال:   أغرب أنواع السياحة

مناخ صحراء رمال الربع الخالي

المناخ في رمال الربع الخالي ليس مناخ معتدل، بل هو مناخ صحراوي قاري، العواصف الرملية الحارة جدًا والجافة تهب على هذه الصحراء طوال العام، المياه والأمطار نادرًا ما يصلوا إلى الصحراء من الداخل، وتصل درجات الحرارة في الصيف أحيانًا فوق ال60 درجة مئوية، وهذه درجة حرارة مميتة للإنسان لو تعرض لها بشكل مباشر دون حماية بشكل متواصل، خصوصًا لو كان هذا الإنسان غير معتاد على درجات الحرارة العالية جدًا، أما في الليل فالعكس يحدث وهذا بسبب كون الجو الصحراوي غير مستقر لتصل درجات الحرارة إلى 7 درجة مئوية وهي درجة حرارة باردة تعادل درجة حرارة بعض الثلاجات، وعلى الرغم من كل ذلك ولكن هناك تعيش القوارض والأفاعي السامة والزواحف كما أن حيوان الضب يعد من أشهر الأكلات الشعبية لزائري صحراء الربع الخالي لتوفره، ووفرة لحمه، أما من ناحية النباتات، فتوجد بعض الأودية التي تظهر فيها النباتات وقت الربيع، وتوجد في بلاد مثل وعمان وعسير، ويُقال أن تحت هذه الوديان توجد كميات من المياه الجوفية.

تاريخ رمال الربع الخالي

يعتقد الكثير من المؤرخين أن صحراء الربع الخالي، هي الموطن الأصلي لحضارة تدعى “عاد” ازداد التصحر في المنطقة على مرور الألفية الثانية بعد الميلاد، وهذا جعل الأمر صعب جدًا على هؤلاء الذين يريدون أن يأخذوا هذا الطريق للتجارة، وكانت هذه الصحراء في وقت ما هي الطريق الأساسي لتجارة البخور، وعلى المدى الطويل بدأت القوافل تقل باستمرار بسبب عملية التصحر التي حدثت بصورة سريعة في الألفية الأخيرة، وتعتبر من أهم المناطق الصناعية هناك هو حقل الشيبة، وهو حقل نفط في شمال رمال الربع الخالي.

رمال الربع الخالي جيولوجيًا

من حيث النفط فتعتبر رمال الربع الخالي من أكثر الأماكن في العالم احتواءً للنفط، ولذلك بالرغم من أن هذه المنطقة صحراوية بالكامل، ولكن الحدود فيها بالنسبة للإمارات والسعودية واليمن وعمان مهمة جدًا، لأن الثروة الجيولوجية المتمثلة في النفط تعد من أهم العوامل الاقتصادية لهذه الدول، وربما حقل شيبة هو أحد هذه الحقول الشهيرة في ، وحقل الغوار الذي يعتبر أكبر حقل بترول في كل العالم، كما أنه من خلال عمليات الحفر الكثيرة والمتكررة تم اكتشاف العديد من آبار المياه الجوفية وآبار ارتوازية، تعرف باسم القلمات، وبالفعل قامت شركة تدعى آرامكو بحفر هذه الآبار وهو ما قد يسهل إعمار هذه المناطق مع الوقت.

قد يهمك هذا المقال:   السياحة في كوبا

الاستيطان في الربع الخالي

في أحد الكتب التوثيقية عن رمال الربع الخالي، تم الكشف عن وجود أدوات صيد للإنسان القديم، ومواقع لبحيرات جفت قديمًا، وحفريات لأسماك كانت موجودة في هذه البحيرات، لتكشف لنا هذه الاكتشافات عن كيفية الحياة القديمة، في هذا المكان، حيث أن الإنسان في هذه المنطقة كان يعتمد على الصيد، سواء أو صيد الحيوانات، كما أن كمية البترول والنفط الموجودة في هذه المنطقة تعبر عن وفرة الحياة الرهيبة التي كانت موجودة في هذه المنطقة قبل عملية التصحر، وأن هذه المنطقة على مدار آلاف الأعوام كانت خضراء وتعج بالحياة، وعلى الرغم من كل الصعوبات المناخية والجغرافية الموجودة في هذه المنطقة إلا أن هناك بعض القبائل البدوية التي سكنت هذه الصحراء وتألفت معها دون أي مشاكل، هذا غير العديد من المستشرقين والرحالة الذين يطوفون هذه الصحراء بحثًا عن التاريخ في رمالها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *