صلاة قضاء الحاجة

تعريف صلاة الحاجة

يتعرض المسلم في حياته إلى الكثير من المشكلات والصعاب التي قد توقعه في المشقّة والحرج لفترة من الزمن قد تصل لشهورٍ أو سنوات، وغالبًا ما تتعلق الهموم والأسرة أو العمل والمال أو الصحة، وفي ذلك ابتلاءٌ من الله تعالى ليرى مدى قدرة العبد على والتحمّل، ورجوعه إلى الله وطلب التوفيق والتيسير للأمور جميعها، ومن هنا شُرعت صلاة قضاء الحاجة، وتعتبر من أنواعها، لأن فيها لجوءٌ واتكالٌ كامل على الله تعالى في اختيار الأمور وقضاء الحاجات المتعسّرة على المسلم، وصلاة الحاجة تنقسم في اللغة إلى قسمين: الأول هو الصلاة: والمقصود بها هنا الدعاء، أما الحاجة: فهي ما يفتقر الإنسان إليه ويحتاجه ويطلبه، أما في الإصطلاح الشرعي: فصلاة الحاجة هي صلاةٌ يلجأ فيها العبد إلى ربه طلبًا للتوسيع والتيسير وقضاء الحوائج المتعلقة وغير التامة ورفع الضيق الذي يسبب الحرج والمشقة على الإنسان والذي يحول دون إتمام المصلحة، وفي هذا المقال سيتم الحديث عن صلاة قضاء الحاجة وكيفية أدائها وحكمها ووقتها ومشروعيتها.

صلاة قضاء الحاجة

تتضمن صلاة قضاء الحاجة عددًا من الأمور المتعلقة بها مثل كيفية أدائها وحكمها ووقت أدائها ومشروعيتها، وفيما يلي شرحٌ لهذه الأمور الهامة:

كيفية صلاة قضاء الحاجة

تؤدى صلاة قضاء الحاجة بهيئاتٍ ثلاثٍ، وذلك بعد الكامل كسائر الصلوات المفروضة الأخرى، والتوجه نحو القبلة بالثياب الطاهرة والساترة والنية الداخلية في القلب لقضاء صلاة الحاجة، وتتم بالكيفية التالية:

  • الهيئة الأولى: تُؤدّى الطريقة الأولى بركعتين فقط بعد إتمام الوضوء، تُصلى كسائر الصلوات بالفاتحة وسورة قصيرة ثم التسليم، وبعدها يبدأالمسلم المكروب بذكر الله والتسبيح والثناء على الله تعالى ثم يصلي على رسول الله-صلى الله عليه وسلم ويستغفر له وللمؤمنين والمؤمنات ثم يطلب حاجته ويسميها، وقد ورد عن النبي-صلى الله عليه وسلم حديثٌ شريف يذكر فيه الدعاء الذي يستحب البدء فيه بعد إتمام الركعتين وقبل الشروع بطلب الحاجة، عن أنس-رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: “يا عليُّ.. ألا أُعَلِّمُك دعاءً إذا أصابَك غمٌّ أو همٌّ تدعو بهِ ربَّك فيُستجابُ لكَ بإذنِ اللهِ ويُفرَّجُ عنكَ؟ توضَّأْ وصلِّ ركعتَينِ، واحمدِ اللهَ وأثنِ عليهِ، وصَلِّ علَى نَبِيِّك، واسْتغفِرْ لِنفسك وللمؤمنينَ والمؤمناتِ، ثمَّ قُل:اللَّهمَّ أنت تَحكمُ بين عِبادِك فيما كانوا فيهِ يختلِفونَ، لا إلهَ إلَّا اللهُ العليُّ العظيمُ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ الحليمُ الكريمُ، سبحانَ اللهِ رَبِّ السَّمواتِ السَّبعِ ورَبِّ العرشِ العظيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، اللَّهمَّ كاشِفَ الغمِّ، مُفرِّجَ الهمِّ، مُجيبَ دعوةِ المُضطَرِّينَ إذا دعَوكَ، رَحمنَ الدُّنيا والآخرةِ ورحيمَهُما فارْحَمني في حاجَتي هذهِ بِقضائِها ونَجاحِها، رَحمةً تُغْنِينِي بِها عَن رحمةِ مَن سِواك”وبعدها يسمي المسلم حاجته ويذكر مطلبه بعد هذا الدعاء، مع التيقن التام بالفرج واستجابة الدعاء ونيل المطلب.
  • الهيئة الثانية: وهي التي يؤديها المسلم طلبًا لقضاء حاجته ولكن باختلافٍ في عدد الركعات، فهي تُصلى بأربع ركعات متّصلات دون أي فواصل ويستحسن أدائها بعد الانتهاء من صلاة العشاء؛ إذ يتوضأ المسلم ويتوجه نحو القبلة ويصلي الركعة الأولى بالفاتحة ثم يتبعها بسورة الكرسي ويكررها ثلاث مرّات، ثم يقرأ في الركعات الباقية أي الثانية والثالثة والرابعة سورة الفاتحة تليها والمعوّذتين: الفلق والناس، ثم يُسلّم ويستغفر الله ويدعوه ويُثني عليه ثم يطلب حاجته من الله العلي القدير.
  • الهيئة الثالثة: وتؤدى هذه الصلاة باثنتي عشرة ركعة، يصلي فيها المسلم الركعات متصلة دون فواصل، ويقرأ في كلٍ منها سورة الفاتحة ثم سورة الإخلاص، وبعدها يسلّم ثم يسجد لله تعالى ويقول الدعاء التالي في سجوده قبل طلب حاجته من الله تعالى فيقول: “سُبْحَانَ الَّذِي لَبِسَ الْعِزَّ وَقَال بِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي لاَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاَّ لَهُ، سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَالْفَضْل، سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ وَالْكَرَمِ، سُبْحَانَ ذِي الطَّوْل، أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِاسْمِكَ الأَْعْظَمِ، وَجَدِّكَ الأَْعْلَى، وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ الْعَامَّاتِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آل مُحَمَّدٍ” .ثم يُسمّي حاجته ويتيقن من استجابة الله له.
قد يهمك هذا المقال:   أولو العزم من الرسل

حكم صلاة قضاء الحاجة

صلاة قضاء الحاجة ليست سنّةٌ مؤكدة بل هي “سنة مستحبةٌ” بإجماع العلماء، لكن الإختلاف بينهم يخص عدد ركعاتها وهيئاتها وصيغة الأدعية التي تؤدى بها؛ فقد رأى الحنابلة أنها ركعتان، وكذلك عند الشافعية والمالكية، أما عند الحفية فهي منقسمة لقسمين: منهم من يرى أنها تؤدى بأربع ركعات، ومنهم من يقول أنها ركعتان فقط، أما عند الإمام الغزالي فهي اثنتا عشرة ركعة. وقد بيّن بعض علماء الحديث أن معظم الأحاديث النبوية الواردة في صلاة قضاء الحاجة هي أحاديث أربعة، جميعها أحاديث غير صحيحة؛ حديثان موضوعان وواحد ضعيف والأخير ضعيفٌ جدًا.

وقت صلاة قضاء الحاجة

ليس هناك وقتٌ محددٌ أو ساعة معينة لأداء صلاة قضاء الحاجة، وإنما ذهب بعض علماء الدين وفقهاءه إلى استحباب أداء صلاة قضاء الحاجة بعد الانتهاء من صلاة العشاء، كما يمكن تحرّي أوقات الاستجابة المعروفة عند جمهور العلماء وهي: بعد عصر يوم الجمعة وليلتها وأثناء السفر وعند الصيام، وغيرها من الأوقات المستحبة ، كما يُكره أدائها في الأوقات المكروهة للصلاة وهي: بعد صلاة الفجر مباشرةً ومن طلوع الشمس وشروقها إلى أن ترتفع الشمس مقدار رمحين أي بمقدار ربع ساعة تقريبًا، وكذلك قبيل أذان الظهر أي عندما تتوسط الشمس السماء، وكذلك بين صلاة العصر والمغرب، أي عندما تصفر الشمس معلنةً بداية الغروب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *