ما هو وقت السحر

مقدمة عن وقت السحَر

إنّ وقت السحَر، ذُكر في أكثر من موضع في القرآن وذلك لعظمة هذا الوقت، فقد قال الله تعالى:(( وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ )) وقد قال في موضع آخر:( (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)) فما هو وقت السحَر وفضائله وماذا علينا أن نفعل في هذا الوقت المُبارك هذا ما سنعرفه في هذا المقال.

ما هو وقت السحَر

السّحَر في اللغة: بفتح السين وفتح الحاء مادة هذه الكلمة (السين والحاء والراء)، تدور على الاختفاء واللطف والدقة في الشيء، فسُمي هذا الوقت بهذا الاسم؛ لأنه تخفى فيه النفوس والأحوال، وهو وقت سكون وهدوء.

السحَر في إصطلاح علماء المسلمين: هو الوقت الذي يسبق طلوع الفجر، وهناك أقوال توضّح أنه يقع ضمن الثلث الأخير من الليل إلى أول طلوع الفجر، وأما وقت السحر بالتحديد بالساعات فهو قبيل الفجر بقرابة ثلث ساعة إلى نصف ساعة تقريبًا.

فضل وقت السحر من السنة النبوية الشريفة

حفلت السنة في عدة مواضع بذكر الفضائل المتعددة لوقت السحر وفضل الاستغفار قبل الفجر:
ولذلك قالت عائشة: من كل الليل قد أوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أول الليل، وأوسطه، وآخره، فانتهى وتره إلى السحر. متفق عليه.

ما هي فضائل وقت السحر

  • إنه الوقت الذي يكون فيه الدماغ والجسد على أهبة الإستعداد من أجل يومِ جديد، وهذا طبعاً بعد أخذ قسط كافي من النوم.
  • لقد ذكر وقت الاسحار في وذلك لفضله الكبير، فقد خصصه الله سبحانه وتعالى من أجل القيام بعبادة مهمة وهي ، فمن لم يستطع أن يصلي الركعتين، عليه أن ينظر إلى الإستغفار فإن أفضل وقت للقيام به وغسل الذنوب والخطايا في وقت تجلّي الله سبحانه وتعالى في وقت السحر.
  • إنّ لوقت السحَر فضل بحلول البركة والسلام في ذلك الوقت، حيث الهدوء من ضجيج الدنيا، والشعور بسكينة الحياة، فهو وقت مناسب جداً لعبادة الله على نور و خشوع ومن دون أي ملهيات أو ضوضاء.
قد يهمك هذا المقال:   كيفية صلاة العيد

ماذا عليّ أن أفعل في وقت السحر

  • الإمتثال لأمر الله سبحانه وتعالى فقد ذكر في القرآن مدحاً للمستغفرين بالإسحار فهذا يعني أنه حث الآخرين أن يتعقّبوا أثر البقية في ما يخص الاستغفار وقت السحر.
    كما أن الإستغفار الذي ذُكر في الآية له معانِ عدة منها الاستغفار وقت السحر بمعنى الدعاء لطلب المغفرة وهو الذي يكون على صورة (ربِ إغفر لي) أو أن يتم إستغلال وقت السحر في صلاة ركعتين خالصتين.
  • الدعاء لله سبحانه وتعالى لعلها ساعة إستجابة لنا، بذلك الدعاء قد يغفر الله بها ذنوبك ويقبل بها توبتك فلذلك يمكنك أن تستغفر وتتوب وأن تطلب العفو وان تطلب أن يسامحك الله فيها أو يستجب بها دعواتك مما أردت من خير الدنيا والآخرة، ولقد كان نهج النبي والصحابة رضوان الله عليهم أن ينشطوا في هذا الوقت بالعبادة والإستغفار، فقد حثّ النبي (صلّ الله عليه وسلم) على إستغلال وقت السحر في الدعاء فعن أبي أمامة قال: قيل يا رسول الله: أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل الآخر. رواه الترمذي وحسنه، وحسنه الألباني.
  • إنّ وقت السحر هو وقت يتجلّى فيه الله سبحانه وتعالى حيث أنه وقت خاص جداً، وهو وقت خصوصيتك مع الله سبحانه وتعالى لكي يستمع إليك فاشتكي له، وبُح عن ما أهمّك من أمر الدنيا، ولا تبتئس أبداً بعظم ما تحمله من هم على ظهرك، فهناك دائماً ربٌ مجيب.
  • إنّ وقت السحر هو الوقت الذي أباح لنا الله سبحانه وتعالى أن نأكل ونشرب فيه قبل أن يحل الوقت الفعلي للصوم، أي قبل الإمساك فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال النبي (صلّ الله عليه وسلّم: (تسحّروا فإنّ في السحور بركة) والمقصود هنا الأكل والشرب في ذلك الوقت المُبارك.
    وإنّ التسحّر هو واحد من الفروق الجوهرية بين صيامنا وصيام أهل الكتاب فعن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلّ الله عليه وسلّم: (إنّ فضل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحور) وفي موضع آخر سمّاه النبي صلى الله عليه وسلم بالغداء المبارك فعن العرباص بن سارية قال: دعاني رسول الله صلّ الله عليه وسلم إلى السحور في رمضان، فقال: هلُمّ إلى الغداء المُبارك).
قد يهمك هذا المقال:   قصة النبي صالح

الفرق بين الآيتين ((وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ)) والآية ((وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ))

إن لاحظنا قد وضّح الله عز وجل في كلا الآيتين فضل الاستغفار قبل الفجر وهو وقت السحر وهو الوقت ما قبل الفجر او في الثلث الأخير من الليل كما وضحنا، ووضح ذلك في صورتين:
الصورة الأولى: التقديم والتأخير.
والصورة الثانية: التعبير بالاسم (المستغفرين) في الآية الأولى، وبالفعل (يستغفرون) في الآية الثانية.
فالسياق “والمستغفرين بالأسحار” كما جاء في سورة آل عمران وارد في تفصيل صفات الذين اتقوا مطلقاً فقد ذكرت عدة صفات على نسق واحد وجاء الإستغفار في ختام الصفات، فكان قوله تعالى: ((الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ))
وقُدم الاستغفار فيها على ذكر وقته الفاضل؛ الذي هو السحر اهتماماً واعتناءً وتذكيراً بفضله في نفسه بغض النظر عن وقته، ويدل على هذا الاهتمام أن كان الإبتداء بهذه الصفات في السياق نفسه بهذه الصفة ذاتها، وهي طلب المغفرة، كما قال تعالى قبلها مباشرة: ((الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )) آل عمران. وهذا أكبر دليل على فضل الاستغفار قبل الفجر.
ولذلك جاء التعبير بالاسم الذي يدل على الثبات والدوام والإستمرار، في حين أن التعبير بالفعل يدل على الحدوث والتجدد فأن يكون في صيغة المضارع كما في قوله تعالى: ((وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ)) فهذا يدل على تكرار وفعله مرة بعد أخرى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *