التدخين
يعتبر تدخين التبغ أحد أهم مسببات الوفيات حول ، إذ لا يزال هناك ما يقارب 1.1 مليار شخص من المدخنين في العالم من الرجال والنساء، وبعد انتشار الوعي حول أضرار التدخين على الصحة والبيئة، انخفضت نسبة التدخين في الدول المتقدمة بشكلٍ ملحوظ عبر السنوات، إلا أنها تزايدت في الدول النامية بنسبة تقارب 3.4% سنويًا، وقد يكون للرفاهية والوعي في الدول المتقدمة سببٌ مباشر في الإقلاع عن بنسبٍ عالية، إلا أن الدول النامية تعتبره وسيلة للترويح عن النفس والشعور بالسعادة نظرًا لاحتواءه على النيكوتين الذي يمنح شعورًا وهميًا ومؤقتًا بالاسترخاء الذي ينطوي على الكثير من المخاطر الصحية لاحقًا والتي تسبب الوفاة المبكرة للكثير من الناس، وتحتوي السيجارة الواحدة على ما يقارب 600 مكوّن مختلف، وعند تفاعل هذه المكونات نتيجة الإحتراق ينتج عنها أكثر من 7000 مادة كيماوية منها 69 مادة مسرطنة ومسمومة، مما يؤكد خطورة التدخين على جميع الأعضاء الحيوية داخل الجسم، فما هي أضرار التدخين على الصحة بشكلٍ عام، وما هي أضرار التدخين على الخصوبة للرجال والنساء، وما هي أهم النصائح التي يمكن اتباعها من قبل المدخن للإقلاع عن التدخين.
ما هي أضرار التدخين
- يؤثر التدخين على قوة العصب البصري ويسبب حدوث الضعف أو التلف فيه مع مرور الزمن مما يضعف القدرة على الإبصار ويسبب غشاوة في العيون.
- يسبب التدخين اختلالًا واضحًا في قدرة الحواس الأخرى كإضعاف حاسة الشم وحاسة التذوق، كما يسبب لدى الكثيرين ضعف الشهية للطعام وبالتالي انخفاض الوزن وضعف الجسم.
- يؤثر التدخين على المركزي لأن النيكوتين المكون الرئيسي للتدخين يصل إلى الدماغ خلال ثوانٍ قليلة بعد استنشاقه مما يؤثر على المزاج بشكلٍ مباشر ويوحي للمدخن بالاسترخاء والراحة الكاذبة لاحتواءه على المخدر المؤقت للجسم.
- يؤثر التدخين بشكلٍ كبير على صحة الرئتين وقدرتهما على تصفية الهواء من السموم، ويعتبر السعال أحد الوسائل للتخلص من السموم وطردها للخارج، إلا أن كثرة سموم التبغ تتراكم في الرئتين وتسبب تلف الرئة أو ما يُعرف بانتفاخ الرئة لأنه يدمّر الحويصلات الهوائية في الرئتين، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة ونزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية وسرطان الرئة المؤدي بالناهية إلى الوفاة.
- يسبب التدخين الكثير من مشاكل القلب والشرايين؛ حيث يضعف عضلة القلب ويتسبب في حدوث الجلطات المفاجئة وتصلب الشرايين لأن النيكوتين يعمل على زيادة نسبة الكوليسترول الضار في الدم وتقليل نسبة الكوليسترول المفيد مما يسبب تراكم المواد الدهنية في جدران الأوعية الدموية فيُضعف مرونة الشرايين ويسبب تصلبها، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وحدوث السكتات الدماغية.
- يؤثر التدخين على نسبة إفراز الأنسولين في الجسم مما يزيد فرصة الإصابة بالسكري من النوع الثاني.
- يضعف التدخين من الشهية إلى الطعام مما يقلل كمية الأغذية المطلوبة للجسم وبالتالي يضعف من قوة الجسم ويقلل نسبة الفيتامينات والمعادن التي يحصل عليها.
- يرفع التدخين من نمو الخلايا الخبيثة داخل الجسم والتي تسبب بأنواعها وخصوصًا سرطان الرئة وسرطان القولون وسرطان المريء والكلى والبنكرياس وحتى سرطان الجلد.
- يؤثر التدخين بشكلٍ ملحوظ على صحة الجلد والبشرة للرجال والنساء؛ حيث يسرّع من ظهور التجاعيد المبكرة وعلامات تقدم السن والخطوط الرفيعة حول العينين والرقبة كما يؤدي إلى تلون الجلد وبهتانه وشحوب الوجه واصفراره وعدم تورّده.
- يسبب التدخين ضعف العظام وهو من أهم الأسباب المؤدية إلى هشاشة العظام وسرعة تكسّرها وخاصة لدى النساء المدخنات.
أضرار التدخين على الخصوبة
أظهرت الدراسات أن للتدخين أثر كبير على الصحة البدنية والقدرة الجنسية للرجال والنساء على حدّ سواء، حيث أن التدخين يسبب اضطرابًا في الدورة الشهرية لدى المرأة وخلل في الهرمونات، مما يضعف الرغبة الجنسية ويقلل من قدرة المرأة في الوصول إلى مرحلة النشوة خلال العلاقة الزوجية، إضافة إلى أن التدخين يسبب سرطان عنق الرحم والوصول إلى سن اليأس و.
أما بالنسبة للرجل فإن التدخين يسبب انخفاضًا في الهرمون الذكري التستيرون مما يضعف لدى الرجل الرغبة الجنسية، كما يضعف لديه القدرة على الإنتصاب ويحرمه من المتعة الزوجية وذلك لتراكم سموم التبغ في العضو الذكري ومنع تدفق الدم بالشكل المطلوب، إضافة إلى أن التدخين يؤثر على الخصوبة والقدرة على الإنجاب للرجال حيث يحدث خللًا في السائل المنوي فيقلل عدد الحيوانات المنوية ويضعف حركتها ويرفع نسبة التشوهات فيها مما قد يسبب العقم الذكوري.
نصائح عامة للإقلاع عن التدخين
- اتخاذ القرار الجازم بترك التدخين والحصول على الدعم والتشجيع من المحيطين والابتعاد عن الأجواء التي يكثر فيها التدخين.
- الإطلاع على مضار التدخين ومحاسن تركه على الصحة العامة.
- تناول شيء محبب عند الرغبة للتدخين، وأن يختار بدائل محببة له كعلكة خالية من السكر أو نوع من الفاكهة أو الحلويات، لأن ذلك سوف يجعل المدخن يبدأ في الاستغناء عن التدخين تدريجيًا.
- التخلص من العادات والأدوات التي تذكر بالتدخين كالقهوة بتغييرها إلى عصير طبيعي أو شاي الأعشاب، بالإضافة إلى تغيير أماكن التواجد المعتادة، ومحاولة الإنشغال بأمورٍ أخرى طوال اليوم لتجاهل الرغبة في التدخين.
- شرب كمياتٍ وفيرة من المياه يوميًا.
- الانتظام على ممارسة التمارين الرياضية اليومية لمدة نصف ساعة يوميًا فهي تساعد على تنشيط الجسم وتحسين المزاج وتقليل الرغبة في الرجوع إلى التدخين.
- استخدام بدائل التدخين المؤقته كعلكة النيكوتين وغيرها.ممارسة تمارين الاسترخاء واليوغا والمساج التي تساعد في استرخاء الجسم والتقليل من نوبات الغضب وتقلبات المزاج المرافقة لترك التدخين.
- عدم التسويف في اتخاذ قرار ترك التدخين، وعدم الإقلال من قيمة السيجارة الواحدة، لأنها تعيد المدخن إلى أجواء التدخين المحببة له فيعود للتدخين بشراهة أكبر.