معلومات طبية عن امتصاص الحديد
يعتبر أحد العناصر الغذائية المهمة، فهو مكون رئيسي لمادة الهيموغلوبين بكريات الدم الحمراء، وهي المادة المسئولة عن توزيع الأكسجين لجميع خلايا الجسم، و تخليصها من ثاني أكسيد الكربون، ويؤدي نقصه بأنواعه المختلفة، لذلك فإن تناول الأطعمة المحتوية على الحديد بالمقدار الكافي يومياً أمر مهم لصحة الجسم.
وليس نقص الحديد بالجسم ناتجاً فقط عن نقص تناوله، فهناك عوامل أخرى تعيق امتصاص الحديد والاستفادة منه داخل الجسم، ومن هذه العوامل تناول أكثر من خمس كؤوس من الشاي في اليوم، وتناولها بعد الوجبة مباشرة، فالشاي يحتوي على مواد تنافس مادة الحديد في نفس مسار امتصاصها، لذلك ينصح بعدم تناول الشاي بعد الوجبات إلا بعد مرور ساعتين، كما يًنصح بعدم الإكثار من تناوله بشكل عام.
وهناك ما يعرف بالعادات الغذائية الغريبة والتي تعيق امتصاص الكثير من المواد الغذائية، وتبطئ من عمليات الامتصاص والهضم، كتناول مكعبات الثلج، وتناول الطين، فالطين يحتوي على مواد تنافس امتصاص الحديد، بينما يؤدي تناول الثلج إلى انكماش الخلايا المعدية، مما يضعف قدرتها على افراز العصارة المعدية مؤقتاً، فإذا ما تزامن ذلك مع تناول الأطعمة المحتوية على الحديد فإن ذلك يؤدي إلى إبطاء عملية امتصاصه والاستفادة منه.
خلايا لا يصيبها السرطان
يتفاوت احتمال إصابة خلايا جسم الإنسان بالسرطان حسب العضو الذي تتواجد فيه، فمع الانتشار الكبير في النساء، وسرطان البروستات في الرجال، و والجلد والغدد الليمفاوية وغيرها، نادراً ما نسمع عن سرطان في كريات الدم الحمراء، أو في عدسة العين، والسبب أن خلاياهم لا تحتوي على المايتوكندريا أو ما تعرف بمتقدرات الطاقة، فقد أشارت الدراسات الطبية الحديثة للارتباط بين وجود المايتوكندريا والإصابة بالسرطان.
أمراض المناعة الذاتية
يتساءل الكثيرون عن سبب تحول خلايا المناعة من مهمتها الأساسية وهي محاربة الأجسام الخارجية التي تحاول دخول الجسم كالباكتيريا والفيروسات، والعمل بدلاً من ذلك على مهاجمة خلايا الشخص نفسه، وهو أمر يمكن فهمه عن طريق معرفة طريقة برمجة الخلايا المناعية بعد تصنيعها.
فبعد أن يتم تصنيع خلايا المناعة تكون في الوضع غير النشط، ترسل إلى حيث يوجد هناك معرض مصغر لجميع أنواع البروتينات الموجودة في الجسم والتي تكون الخلايا المختلفة والأعضاء والإنزيمات والهرمونات وغيرها، تستعرض كل خلية مناعية جميع هذه البروتينات وتحفظها في ذاكرتها البرمجية أن هذه البروتينات صديقة وليست عدوة، وأن مهمتها تكمن في مهاجمة أي شيء عدا ذلك، ثم يتم تنشيطها بعد ذلك، وإرسالها للدم للقيام بعملها في حماية الجسم.
ما يحدث في أمراض المناعة الذاتية أن بروتيناً معيناً يكون غير موجود في معرض البروتينات لسبب جيني خلقي، أو سبب مكتسب بعد ولادة الشخص، فعندما يتم مرور الخلايا المناعية على معرض البروتينات يكون هذا البروتين ناقصاً، فلا يصبح مفهوماً بالنسبة لها كونه أحد بروتينات الجسم، ثم يم تنشيطها وإرسالها للدم.
عندما يمر الدم خلال العضو المعين أو الخلايا المعينة التي لم يبرمج على عدم مهاجمتها، يعتربها جسم غريب ويقوم مهاجمتها، متسبباً في أمراض المناعة الذاتية، والتي تختلف أنواعها وأعراضها وشدتها، والتي عادة ما يتم علاجها بأدوية مثبطة للمناعة، أو دواء Methotrexate والذي كان هدفه العلاجي الأول هو أن يكون علاجاً كيميائياً للسرطان، إلا أنه بعد استخدامه، أصبح الأطباء يستفيدون من قدرته العالية على مهاجمة الخلايا المطلوبة فقط دون غيرها، فأصبحوا يستخدمونه في علاج أمراض المناعة الذاتية مثل الروماتويد، حيث يستهدف العلاج الخلايا المناعية المعطوبة، دون الإضرار ببقية الخلايا المناعية بالجسم.
تكوّن الخلية الأولية
عندما تتكون الخلية الأولية للجنين من التقاء بويضة أمه مع الحيوان المنوي لأبيه، فإن خلية الأم تشارك بالجزيئات الداخلية للخلية كالمايتوكندريا المسئولة عن إنتاج الطاقة والرايبوسومات وغيرها، بينما تشارك خلية الأب بنواة الخلية فقط، وهو أمر يمكن ملاحظته من شكل الحيوان المنوي والذي يأخذ شكل الرأس والذيل، فعندما يدخل إلى البويضة فإنه يدخل بالرأس فقط وينفصل عن الذيل الذي يبقى خارجاً، وليس هذا الرأس سوى النواة، والتي سيساهم بها في تكوين خلية الطفل الأولية.
تنقسم الخلية الأولية بعد ذلك بشكل كبير منتجة نسخاً طبق الأصل من نفسها، ثم تأتي بعد ذلك عملية التخصيص والتي تحدث لاحقاً للخلايا لجعلها مناسبة لوظيفتها التي ستؤديها في الجسم، فالخلايا التي تكون القلب تختلف عن الخلايا التي تكون الكبد وهكذا، لأن كل منهم يقوم بوظيفة مختلفة عن خلايا العضو الآخر.
وفي علم الوراثة عندما يوجد في التسلسل المرضي لعائلة معينة مرض وراثي لا ينقل إلا عن طريق الأم فقط فيُعتقد أنه انتقل عن طريق الكروموسومات الموجودة في المايتوكندريا وليس الموجودة في النواة، لأن المايتوكوندريا تأتي من الأم فقط.
سبب الاختلافات بين الإخوة الأشقاء
بالرغم من أنهم يأتون نتيجة لزواج نفس الأم بنفس الأب إلا أن الواقع يشهد بوجود اختلافات كبيرة بينهم في الشكل والهيئة ونوعية الأمراض الوراثية التي يصابون بها وغيرها، ويُفسر ذلك علمياً يعملية التنوع الوراثي، والتي تتم في عملية تكوين البويضة والحيوان المنوي.
فخلايا الأم عندما تدخل في عملية الانقسام المايوزي لتكوين البويضات التي ينشأ عن تخصبها الأبناء، وخلايا الأب عندما تدخل في عملية الانقسام المايوزي لإنتاج الحيوانات المنوية التي ينشأ عن تلقيحها للبويضة الأبناء، لا تنتج خلايا متطابقة، بل تعمل على التبديل في أجزاء الكروموسومات بحيث تكون البويضة الأولى لنفس الأم مختلفة عن البويضة الثانية، وبالعملية نفسها تختلف الحيوانات المنوية للأب عن بعضها فلا يوجد حيوانين منويين متطابقين لدى الأب، بل يختلف كل منهم عن الآخر، في حكمة بالغة من الخالق عز وجل لضمان التنوع الإنساني، وتناقل مختلف الصفات بين الأجيال، فتبارك الله أحسن الخالقين.
عدم تخصب البويضة بأكثر من حيوان منوي
عندما يخصب حيوان منوي بويضة، فإن الجسم بمختلف أنظمته يتولى مهمة حماية هذه البويضة المخصبة، ونقلها للرحم، وتغذيتها، وأحد هذه الآليات تقوم بها الإنزيمات المحللة للبروتين، والتي تعمل بالإضاف لتقوية الالتصاق بين البويضة والحيوان المنوي، على تحليل أي حيوان منوي آخر يحاول الوصول إلى نفس هذه البويضة، لذلك لا تجد بويضة تم تخصيبها بأكثر من حيوان منوي أبداً.
الإجهاض بسبب العامل الريصي
في فصائل الدم هناك ما يُعرف بالعامل الريصي، وهو الذي نقرأه (+) أو (-) مثلا توجد فصيلتان A إحداهما A+ والإخرى A- حسب وجود العامل الريصي وعدم وجوده، وعندما يملك الأب العامل الريصي، بينما لا تملكه الأم فإن الجسم سيتعامل معه على أنه مادة غريبة عليه مهاجمتها.
فعندما تحمل الأم التي لا تملك العامل الريصي بجنين يملك العامل الريصي مثل أبيه، فإن الجسم يقوم بتكوين أجسام مضادة ضده، ولأن للجهاز المناعي في الإنسان نظاماً يقتضي بأن تكون المناعة ضد التعرض الثاني أشد وأقوى من المناعة ضد التعرض الأول، فإنها تنجب الطفل الأول دون أن يحدث له إجهاض، في الوقت الذي يعد فيها جهازها المناعي ملفاً كاملاً لهذا الغريب الذي واجهه، ويضع الخطة لردعه بقوة لو أتى مرة أخرى!
لذلك عادة ما تتعرض السيدات اللاتي لا يملكن العامل الريصي للإجهاض في حملهن الثاني وليس الأول! وهو الأمر الذي يتم تفاديه بإعطاء الحامل حقنة وقائية، لتفادي حدوث الإجهاض في الطفل الثاني.